نيويورك: قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس وفد التفاوض الاسرائيلي مع الفلسطينيين يوم الخميس ان اسرائيل ليست في حاجة الى أي تدخل quot;واسعquot; في محادثات السلام من الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما عندما يتولى السلطة في يناير كانون الثاني.
وقالت ليفني التي قد تصبح رئيسة للوزراء بعد الانتخابات العامة التي ستجريها اسرائيل في فبراير شباط في كلمة أمام زعماء يهود في نيويورك ان جهود المجتمع الدولي يجب ان تقتصر على دعم المحادثات وفقا للأُطر التي وضعها مؤتمر السلام الذي عقد في أنابوليس بولاية ماريلاند الاميركية قبل عام تقريبا.
وتعثرت المحادثات بسبب العنف والخلافات بشأن أنشطة البناء الاستيطانية ومستقبل مدينة القدس.
ورحبت ليفني بنتائج اجتماع حضرته في مطلع الاسبوع في مدينة شرم الشيخ المصرية مع اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والولايات المتحدة ومع زعماء عرب وفلسطينيين.
وذكرت ليفني انها قالت للحضور quot;لا نطلب منكم التدخل. من فضلكم هذه عملية ثنائية. لا نريد منكم ان تحاولوا سد الفجوات بيننا. لا تطرحوا أفكارا جديدة على الطاولة.quot;
وأضافت quot;نحن نعرف ما نفعله ونحن نتحلى بقدر كاف من الإحساس بالمسؤولية. لا نحتاج الى مساعدتكم الا في دعم العملية وفقا للأُطر والبنود التي حددناها جميعا بيننا.quot;
ولم تكن فرص التوصل الى اتفاق للسلام هذا العام قريبة المنال يوما لكنها تبددت كلية على ما يبدو عندما أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استقالته بسبب فضيحة فساد مما أفضى الى الاعلان عن إجراء انتخابات عامة في اسرائيل في العاشر من فبراير شباط.
ولم تتمكن ليفني بصفتها زعيمة لحزب كديما من تشكيل حكومة ائتلافية الشهر الماضي لكنها قد تصبح رئيسة للوزراء بعد الانتخابات. وقالت ان الاولوية بالنسبة لاوباما ستكون معالجة الازمة المالية في الولايات المتحدة.
وقالت ان هناك آمالا مُعلقة على أوباما بشأن الشرق الاوسط إلا ان رسالتها للادارة الجديدة هي quot;لستم في حاجة الآن لعمل أي شيء واسع بشأن (الشرق الاوسط). الوضع هاديء. نحن نجري محادثات السلام هذه.quot;
ووصفت في كلمة ألقتها خلال اجتماع لاحدى المنظمات اليهودية في نيويورك الولايات المتحدة بالصديق لكنها قالت ان اسرائيل quot;ليست دولة تضع مشاكلها على الطاولة الأميركية في اليوم التالي لتولي الادارة الجديدةquot;.
ولم يتضح مدى الاهتمام الذي سيمنحه أوباما لعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وعبر مسؤولون فلسطينيون بشكل مُتكرر عن قلقهم من ان تستغل اسرائيل أي توقف في المحادثات لتوسيع المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما اسرائيل في حرب 1967.
وقالت ليفني ان السبيل الوحيد أمام اسرائيل للعيش كدولة يهودية ديمقراطية في أمن وسلام هو ان تتخلى عن بعض الاراضي من أجل اقامة دولة فلسطينية في مقابل ان يتخلى الفلسطينيون عن اصرارهم على حق العودة للاجئين.
وكان نحو 700 الف شخص هم نصف سكان فلسطين في مايو آيار 1948 فروا من ديارهم أو طُردوا منها عند قيام اسرائيل. ويصل الان عدد اللاجئين ونسلهم الى 4.5 مليون نسمة ويتركز اغلبهم في الاردن وسوريا ولبنان بالاضافة الى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت ليفني ان حل قضية اللاجئين ليس هو السماح بعودتهم الى اسرائيل quot;ولا حتى لواحد منهمquot;.
وقالت quot;أنا مُستعدة للقيام بهذه المصالحة التاريخية ما دمت أعرف ان إقامة دولة فلسطينية هو السبيل لتحقيق طموحاتهم الوطنية.quot;
وأضافت quot;واذا كانت هناك مشكلة لاجئين غادروا عام 1948 فهذه لم تعد مشكلة اسرائيلية.quot;
وتزور ليفني نيويورك لحضور اجتماع عالي المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحوار بين الأديان بناء على مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية.
وقالت ليفني ان الملك عبد الله أخذ خطوة quot;شجاعةquot; بالدعوة لعقد الاجتماع الأمر الذي يشير الى إدراك ان عدو الدول العربية ليس هو إسرائيل وانما الارهاب.
التعليقات