بيروت: رأى محللون وخبراء ان اجواء التوتر المخيمة حاليا على انتخابات الهيئات النقابية والاتحادات الطلابية في الجامعات تشكل quot;عينة متقدمةquot; للانتخابات النيابية التي ستجري بعد نحو ستة اشهر وسط اجواء من التنافس الشديد. وعزا الباحث الاستراتيجي نبيل خليفة حدة الانتخابات النقابية والطلابية المتواصلة الى كونها quot;تجربة مؤثرة جداquot; على الانتخابات النيابية التي ستجري في ايار/مايو المقبل.

وقال خليفة الذي يرئس quot;مركز بيبلوس للدراسات والابحاثquot; لوكالة فرانس quot;نتائجها الايجابية او السلبية على كل طرف تؤثر على معنويات انصارهquot; مضيفا quot;كما تستفيد الاطراف السياسية جميعها من دروسها في الثغرات والايجابياتquot;. وشدد خليفة على اهمية الانتخابات النيابية المقبلة التي quot;ستحدد نهائية لبنان او مؤقتيتهquot;. وقال quot;كل طرف يريد ان يثبت ان الشعب اقرب اليهquot;.

واعتبر المحلل السياسي الخبير في استطلاعات الرأي جواد عدرة ان حدة الانتخابات الطلابية والنقابية quot;عينة متقدمةquot; عن الاجواء التي ستخيم على الانتخابات النيابية المقبلة. وقال عدرة الذي يدير مركز quot;الدولية للمعلوماتquot; quot;اجواء الاستنفار والتعبئة الطاغية مؤشر للانتخابات النيابية المقبلةquot; التي وصفها ب quot;صراع جذري بين القوى المتنافسةquot;. الا ان عدرة شدد على ان نتائج الانتخابات النقابية لا تعكس بالضرورة موازين القوى خلال الانتخابات النيابية.

وقال quot;دور عامل المال والمفاتيح الانتخابية اساسي في الانتخابات النيابية، لكنه شبه معدوم في النقابات والجامعاتquot;. وشدد رئيس quot;مكتب الاحصاء والتوثيقquot; كمال فغالي على quot;الاهمية الاستثنائيةquot; للانتخابات النيابية معتبرا ان للاطراف السياسية المختلفة مصلحة في تسعير الاجواء المرافقة لانتخابات الجامعات والنقابات. وقال فغالي quot;يستخدمون المبالغة في الحدة للاستقطاب وحشد المناصرينquot;.

وتعلق القوى السياسية، التي تمر علاقاتها حاليا بفترة هدوء بعد ان شهدت الاشهر الماضية مواجهات بين انصارها، اهمية فائقة على الانتخابات النيابية ساعية الى تحقيق الاكثرية البرلمانية فيها. وتمثل الاكثرية النيابية الحالية قوى 14 اذار وابرز اطرافها تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحزبا القوات اللبنانية والكتائب المسيحيان بزعامة سمير جعجع وامين الجميل.

اما الاقلية النيابية فهي ممثلة بقوى 8 اذار التي يشكل حزب الله راس حربتها والتي من ابرز اطرافها اضافة الى حركة امل الشيعية التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون. ويتابع قادة الاحزاب ومسؤولوها على اختلافهم تفاصيل الانتخابات الطلابية والنقابية عن كثب ويستقبلون الفائزين من انصارهم ويتنافسون فيما بينهم على استقطاب قلة تفوز تحت شعار quot;مستقلونquot;.

وفيما اعتبر الرجل الثاني في حزب الله الشيخ نعيم قاسم ان نتائج الانتخابات النقابية والطلابية quot;ليست مؤشرا على نتائج الانتخابات النيابيةquot; وصف سمير جعجع فوز انصار قوى 14 اذار في احدى الجامعات بانه quot;مؤشر لما ستكون عليه الاوضاع في البلد ككل بعد ستة اشهرquot;. وكانت الجامعة اللبنانية الرسمية التي تعد عشرات الاف الطلاب ولكلياتها فروع في بيروت وسائر المناطق اتخذت قرارا بالغاء انتخابات المجالس الطلابية لهذه السنة لاسباب امنية خوفا من مواجهات بين الاطراف المتخاصمين.

فقد صدر قبل ايام عن رئيس الجامعة اللبنانية زهير شكر تعميما جاء فيه quot;لما كان لبنان يستعد لاجراء الانتخابات النيابية العامة في ربيع العام 2009، وتجنبا لجعل وحدات الجامعة اللبنانية وفروعها ساحات اختبار في ظل اجواء طلابية متشنجة (...) يطلب عدم اجراء انتخابات طلابية للعام 2008 - 2009quot;. واستنكرت قوى سياسية متخاصمة قرار رئيس الجامعة اللبنانية.

واعربت قوى 14 اذار عن خشيتها ان تكون مقدمة لالغاء الانتخابات النيابية. وتساءلت القوات اللبنانية في بيان quot;كيف سننظم الانتخابات النيابية التي ستجري في يوم واحد على كل الاراضي في حين يتعذر اجراء انتخابات طالبية على نطاق صغير وعلى مراحل عدةquot;. ورات مصلحة الشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي ان هذا القرار quot;يضع الطالب امام خيار امنه او حريتهquot; متخوفة من ان يشكل منطلقا لالغاء الانتخابات النيابية على قاعدة quot;الامن اولى من الحريةquot;.

وشمل استنكار الغاء الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية ايضا قوى 8 اذار وحلفاءها وبينهم التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي الذي اكد في بيان رفضه quot;ان تكون الجامعة حقل تجارب مسبق للانتخابات النيابيةquot;.