حذر من مخاطر إنسحاب أميركي مفاجئ من العراق
الإئتلاف الشيعي يدعو البرلمان لإقرار الإتفاقية قبل فوات الأوان

أسامة مهدي من لندن: أكد الائتلاف الشيعي العراقي الحاكم انه سيصوت للاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الاربعاء المقبل ودعا بقية القوى السياسية الى موقف مشابه مؤكدا الرغبة في الدخول بحوارات حول المشكلات الاخيرة التي أثيرت مع مجلس الرئاسة والقيادة الكردية في حين حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من انسحاب اميركي مفاجئ من العراق اذا لم يتم اقرار الاتفاقية مشيرا الى تشكيل فرق للتحرك على بقية الكتل والأحزاب السياسية لإقناعها بضرورة المشاركة والتصديق عليها قبل فوات الأوان. وقال الائتلاف عقب اجتماع لقيادته ترأسه زعيمه السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ومشاركة المالكي وعدد من قيادات الائتلاف انه جرت مناقشة القضايا الملحة ومواقف الكتل السياسية تجاه اتفاق انسحاب القوات الاميركية وكذلك استعراض quot;موسع للمسارات المتعددة والاطروحات المختلفة والجهود المبذولة من قبل الائتلاف لتحقيق اوسع توافق وطني تجاه الاتفاقquot;.

وشدد الائتلاف في بيان صحافي عقب الاجتماع على موقفه الموحد الداعم لاتفاق انسحاب القوات الاميركية من العراق quot;كونه يسير باتجاه السيادة الوطنية وتحقيق الانسحاب الاجنبي من الاراضي العراقية والحفاظ على المصلحة الوطنية العليا. ودعا الائتلاف وله 83 مقعدا من مجموع مقاعد مجلس النواب البالغة 275 quot; جميع الكتل والكيانات السياسية الى تحمل مسؤولياتها التاريخية في هذا المنعطف المهم من تاريخ العراق السياسي ويثمن جهود المرجعية الدينية العليا ودورها البناء في رعاية أبناء العراقquot;.

واكد الائتلاف استعداده لمناقشة كل المشاكل التي تكتنف جوانب العملية السياسية وإجراء حوار جدي وشامل بغية ايجاد حلول عملية تنسجم مع الدستور والقوانين المرعية من خلال توسيع الاشتراك في اللجان الخمس التي تشكلت لوضع حلول ناجعة للمشاكل في اشارة الى الخلاف مع حكومة اقليم كردستان حول عدد من القضايا من اجل quot;الوصول الى توافق وطني مبني على اسس صحيحة يوفر بيئة سياسية صالحة للبناء والاعمار والتقدمquot;.

وفي اعقاب الاجتماع حذر المالكي من انسحاب فوري للقوات الأميركية من العراق في حال عدم المصادقة على الاتفاقية مع واشنطن التي أقرتها حكومته الأسبوع الماضي وذلك في محاولة للضغط على الكتل البرلمانية للمصادقة عليها على ما يبدو. واشار الى ان الائتلاف سيبذل جهودا من اجل إقناع الآخرين بقبول الاتفاقية التي هي فرصة لتحقيق المصلحة الوطنية العليا . وقال ان التأخير في إقرار الاتفاقية سيضع العراق على حافة مشاكل ربما ستكون مضرة بالمصلحة الوطنية. واوضح ان الائتلاف شكل فرقا للتحرك على بقية الكتل والأحزاب السياسية لإقناعها بضرورة المشاركة والتصديق على الاتفاقية قبل فوات الأوان.

وللهدف ذاته في حشد الجهود للموافقة على الاتفاقية فقد ترأس الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد الليلة الماضية اجتماعا ضم ممثلي عدد من الكتل السياسية حيث جرى بحث جملة من القضايا المفصلية المتعلقة بمجمل العملية السياسية في البلاد و معالجة المسائل العالقة كما قال بيان رئاسي الى quot;ايلافquot; وبحث الاجتماع ايضا بحضور نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ونائبي رئيس مجلس النواب خالد العطية وعارف طيفور الحوارات التي تجري الان بين الكتل السياسية بشأن اتفاقية سحب القوات من العراق.

وفي تصريح صحافي عقب الاجتماع، اشار رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني الى ان الاجتماع ركز على المقترحات التي قدمتها بعض الكتل السياسية من اجل quot;اصلاح الوضع القائم في العراق و من اجل التعاون مع كل اطراف الحكومة وتنفيذا لبنود الدستورquot;، مضيفا ان quot;السلطة التنفيذية تكون متمثلة بشطريها من رئاسة الجمهورية و رئيس الوزراءquot;. واوضح العاني ان الايام القليلة المقبلة ستشهد حراكا سياسيا مهما بشأن الاتفاقية، مشيرا الى ان quot;اجتماعا اخر سيعقد اليوم للوصول الى الاجماع الوطني في كل القضايا العالقة وتنقية الساحة السياسية من كل العوائق التي تعترضهاquot;.

وتتواصل في بغداد اجتماعات قادة وممثلي الكتل النيابية في مسعى إلى التوصل الى رؤية موحدة من خلال توافق وطني تجاه الاتفاقية. وقال مصدر قريب من اللقاءات ان قياديين في الائتلاف الشيعي الموحد والرئيس طالباني يواصلون المساعي لإقناع بعض القوى التي أبدت تحفظات على الاتفاقية وخاصة جبهة التوافق السنية والفضيلة والحوار والعراقية والعربية المستقلة للتصويت لصالح الاتفاقية.

واشار الى ان اكثر من نصف اعضاء مجلس النواب quot;275 نائباquot; يؤيدون إقرار الاتفاق الأمني موضحا ان عدد النواب المؤيدين للاتفاقية اكثر من الرافضين والمتحفظين مع ان عددا من المتحفظين قد يصوتون على المعاهدة بالايجاب. واضاف ان الموقف النيابي تجاه الاتفاقية ينقسم الى ثلاث فرق .. مؤيدة للاتفاق وهي: كتلتا الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني والاتحاد الاسلامي الكردستاني( 143 مقعدا نيابيا) بالاضافة الى عدد من النواب من كتل اخرى ومتحفظة لديها شروط أي غير رافضة وهي: التوافق والفضيلة والعراقية والحوار والعربية المستقلة (91 مقعدا) ورافضة وتتمثل بكتلتي الصدرية ورساليون(31 مقعدا) اضافة الى عدد اخر من النواب المستقلين.

وكان طالباني والمشهداني قد أشرفا على اجتماع موسع لعدد من الكتل البرلمانية مساء الجمعة ضم جبهة التوافق و جبهة الحوار الوطني والكتلة العربية المستقلة والتحالف الكردستاني والاتحاد الاسلامي الكردستاني والمستقلين حيث تم بحث الموقف من الاتفاقية والتنسيق بين الكتل والاحزاب المشاركة في العملية السياسية. واكد طالباني ضرورة التوصل الى اتفاق مشترك وقال إن ادارة البلد لا تتم الا من خلال التوافق بين الاطراف السياسية و المشاركة الحقيقية لجميع الفئات مشيرا الى ان وجود عراق ديمقراطي مستقل كفيل بعدم الانفراد بالسلطة و تكرار الدكتاتورية.

وبعد مناقشات مستفيضة استمرت لاكثر من ست ساعات امس من قبل الكتل البرلمانية واعضاء مجلس النواب بشأن الاتفاقية اعلن المشهداني عن انتهاء مناقشة مشروع قانون المصادقة على الاتفاقية واكد ان هيئة رئاسة مجلس النواب ستعرض مشروع القانون للتصويت متى ما حصلت توافق بين الكتل على موقف معين بالرفض او القبول على ان يكون الموعد النهائي لذلك يوم الاربعاء او الخميس المقبلين كما قال بيان صحافي الى quot;ايلافquot;.

ومن جهته قال وزيرالدفاع العراقي عبد القادر العبيدي خلال مؤتمر صحافي السبت مع وزير الداخلية جواد البولاني ان الحكومة العراقية ستعلن حالة الطوارئ في حال انسحاب القوات الاجنبية من العراق .وشدد بالقول إن أي بديل عدا عقد الاتفاقية الامنية امر سيئ ويجب ان نضع في الاعتبار انه في حالة الانسحاب المفاجئ يجب اعلان حالة الطوارئ . ومن جهته قال البولاني ان الاتفاقية تؤمن غطاء قانونيا بين مؤسسات الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات .واضاف ان العراق ظل رهن القرارات الدولية نتيجة وجود حصار استمر لسنين طويلة اضافة الى دخول النظام السابق في حروب أثرتفي وضعه .واكد quot;ان وزارة الداخلية ستكون هي المسؤولة عن الشركات الامنية بعد نهاية التفويض للقوات الأميركية وستكون هناك ملاحقات قضائية لهذه الشركات ، في حالة ارتكابها الاخطاءquot;.

وفي وقت لاحق ظهر اليوم بحث عدد من قادة الائتلاف الشيعي مع الرئيس طالباني نتائج اجتماع قيادة الائتلاف حول اتفاقية سحب القوات وسبل توسيع الاشتراك في اللجان الخمس التي شكّلت لوضع حلول ناجحة للمشاكل بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان والوصول الى توافق وطني مبني على أسس صحيحة يوفر بيئة سياسية صالحة للبناء والإعمار والتقدم.

وأبدى الوفد رغبة الائتلاف في تفعيل الوفاق الوطني وتوسيع المشاركة الحقيقية للاطراف كافة باتجاه تذليل العقبات التي تعرقل العملية السياسية في البلاد. وشرح طالباني فحوى محادثاته الاخيرة مع الكتل البرلمانية وصولاً الى توحيد الصف العراقي وترسيخ الاجماع الوطني في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمجمل الاوضاع العامة في العراق كما قال بيان رئاسي . وتم الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود من اجل تنشيط التواصل مع كافة الاطراف الفاعلة لتطوير الوضع السياسي بما يكفل تحقيق طموحات الشعب بكافة اطيافه المتنوعة وتعزيز المصالحة الوطنية وتوسيع رقعة المشاركة السياسية. وفي ما يتعلق باتفاقية سحب القوات من العراق شدد طالباني وأعضاء الوفد على ان الاتفاقية افضل من البدائل المتوفرة الاخرى مؤكدين ضرورة تجييش كل الطاقات من اجل المصادقة عليها.

وبعد ذلك بث طالباني مع سفراء دول الإتحاد الأوروبي المعتمدين لدى العراق، بالإضافة الى السفير التركي موضوع الاتفاقية . وفي رده على تساؤلات السفراء الأوروبيين بشأن الاتفاقية شرح الرئيس العراقي quot; أهميتها للعراق من ناحية تحقيق السيادة الوطنية وحفظ الأموال العراقية مشيراً الى الجهود التي تبذل في كل الإتجاهات من أجل المصادقة على الإتفاقيةquot;. كما سلط الضوء على عمل اللجان الخمس بين الحكومتين العراقية والكردستانية التي شكلتها القوى السياسية quot;لتصويب المسار وحل المسائل الخلافية في ما يتعلق بعمل الحكومة وتعزيز حكومة الوحدة الوطنية ومعالجة المشاكل الموجودة بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستانquot;.

من جانبهم اكد السفراء مساندة بلدانهم للجهود التي يبذلها القادة السياسيون في العراق من أجل إنجاح المصالحة الوطنية وتجاوز العقبات التي تعيق تطوير العملية السياسية .