روما: قال السفير الليبي في العاصمة الايطالية روما لرويترز ان ليبيا وايطاليا قد تبدأن في غضون أسابيع دوريات بحرية لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول أوروبا بهدف الحد من تدفق المهاجرين الى ايطاليا.
لكن السفير حافظ قدور أكد أن حل مشكلة المهاجرين لا يكمن في تسيير المزيد من الدوريات أو لدى ليبيا التي تتهمها ايطاليا بعدم القيام بدورها لوقف المهاجرين لكنه قال ان الحل هو تحسين الاوضاع في قارة افريقيا التي تعاني من الصراعات.
واتفقت الدولتان العام الماضي على تسيير دوريات مشتركة لوقف وصول المهاجرين وهي قضية حساسة في ايطاليا التي تتوافد عليها بانتظام قوارب المهاجرين المكدسة والمتداعية. وأكدت اتفاقية تالية بين البلدين في أغسطس اب على هذا الهدف.
وقال قدور في المقابلة التي جرت في السفارة الليبية يوم الجمعة quot;حين يدرك المهاجرون أنه ستكون هناك هذه الدوريات الجديدة ومخاطر القاء القبض عليهم سيؤدي هذا بالطبع الى تقليل تدفق المهاجرين.quot;
وأضاف أن الدوريات المشتركة ستبدأ بمجرد أن يوافق البرلمان الايطالي على الاتفاق الذي أبرمته الدولتان في أغسطس اب في غضون أسابيع أو شهر أو شهرين على الاكثر.
وتقدم ايطاليا بموجب الاتفاق ست زوارق للدوريات الى ليبيا على أن تكون أطقم عملها مشتركة من البلدين مع وجود قائد ليبي كما سترفع الزوارق علم ليبيا. وقال ان الزوارق ستقوم بدوريات بشكل أساسي في المياه الليبية لكنها من الممكن أن تعمل في المياه الدولية والايطالية اذا اقتضت الحاجة.
ويقول مسؤولون ايطاليون ان 306 زوارق من بين 325 زورقا للمهاجرين وصلت الى ايطاليا منذ مطلع العام وحتى التاسع من أكتوبر تشرين الاول انطلقت من الساحل الليبي.
وتوجد علاقات تجارية وثيقة بين البلدين. وايطاليا هي الشريك التجاري الاوروبي الاساسي لليبيا بينما تعتمد ايطاليا على ليبيا في امدادات الطاقة لكن الهجرة غير الشرعية تمثل وترا حساسا.
واتهم وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني الذي قاد حملة ضد المهاجرين غير الشرعيين ليبيا الشهر الماضي بعدم احترام اتفاقات الهجرة وقال ان طرابلس يجب أن تهتم بهذه المشكلة بقدر ما تهتم بمصالحها التجارية في ايطاليا مثل بنك أونيكريدت الذي تملك ليبيا حصة فيه.
ومن جانبه قال قدور ان ليبيا ملتزمة بالتعامل هذه المشكلة لكن الحدود الصحراوية التي تمتد لمسافة أربعة الاف كيلومتر ووجود صراعات في دول السودان وتشاد ومالي المجاورة تجعل من الصعب منع المهاجرين من المجيء الى ليبيا نفسها.
وأضاف quot;الناس الذين يهربون من الفقر أو الخوف زادوا من الهجرة غير الشرعية الى أوروبا. تحرك المهاجرين بأعداد كبيرة قديم في التاريخ قدم الفقر والغنى والخير والشرquot;.
وقال quot;نحاول منع أو تقليل هذا التدفق لكن التاريخ يقول انه طالما وجد الفقر والغنى تصبح تحركات الحشود هذه طبيعيةquot;. وأوضح أن التحدي المهم أمام دول العالم هو خلق وظائف ونشر الرخاء في الدول الافريقية. وقال quot;لا يحب أحد ترك وطنه لكن اذا أجبرتهم الحياة على هذا فان الناس تكون مستعدة للمخاطرة بحياتها في سبيل حياة أفضلquot;.
التعليقات