مقديشو: توصل قراصنة الصومال الأحد إلى quot;اتفاقquot; مع ملاك السفينة الأوكرانية المحملة بالدبابات والأسلحة، التي اختطفوها نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، سيقوم الطرف الثاني بموجبها بدفع فدية لإنهاء محنة السفينة وطاقمها المستمرة منذ أكثر من شهرين.

وفيما دعا الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، لجعل بلاده مركزاً إقليماً لمواجهة القرصنة، بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قال أحد قادة القراصنة إن عملياتهم لن تتوقف بسبب الفقر الذي يعيشونه، مشيراً إلى أن عمليات الخطف تحظى بدعم من سياسيين محليين مقابل حصة من الأرباح.

وقال أندرو موانغورا، المسؤول لدى اتحاد الملاحة الكيني لشبكة CNN: quot;لقد جرى التوصل إلى صفقة لتحرير السفينة، وتدور المفاوضات حالياً حول طريقة تسليم مبلغ الفدية.quot;

ولم يوضخ موانغورا على الفور الوقت الذي قد تستغرقه المفاوضات حول التسليم، غير أنه لفت إلى أن القراصنة قد يفرجون عنها حال التوصل إلى نتيجة نهائية.

وتحمل السفينة 33 دبابة من طراز T-72، أوكرانية الصنع، إلى جانب دروع وقاذفات قنابل يدوية وبنادق، وكانت متوجهة إلى كينيا ساعة اختطافها بعدما اشترتها حكومة نيروبي من كييف.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت قطعاً بحرية لمراقبة السفينة خشية وقوع حمولتها quot;بأيدي الإرهابيين،quot; وشهدت عملية الاختطاف وقوع اشتباك بين القراصنة الذين انقسموا بين من رغب بالاستسلام وبين من أصر على تلقي الفدية.

وكان القراصنة يرغبون في الحصول على مبلغ 35 مليون دولار في بداية الأمر، قبل أن يقرروا لاحقاً خفض الفدية إلى 20 مليون دولار، على ما أكده موانغورا.

وفي صنعاء، دعا الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، إلى إنشاء مركز إقليمي في اليمن لمواجهة أعمال القرصنة تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والدول المطلة على البحر الأحمر لمواجهة أعمال القرصنة التي تضر بمصالح الجميع.

وجاءت دعوة صالح أثناء استقباله قائد القوات المركزية الأميركية، الجنرال ديفيد بترويوس، الذي يزور اليمن حاليا.

وفي مقابلة مع CNN قال أحد قادة القراصنة الذي قدّم نفسه باسم quot;بوياquot; إن المشاركين في عمليات الخطف quot;يعيشون بين الحياة والموت،quot; بسبب الفقر المدقع، مستبعداً بالتالي أن يوقفوا هجماتهم.

وسخر بويا من الحشود العسكرية الغربية قبالة سواحل الصومال، قائلاً: quot;من سيوقفنا، الأمريكيين والبريطانيين، لا يستطيعون فعل أي شيء.quot;

وقال بويا، في المقابلة التي جرت معه في أغسطس/آب الماضي بميناء مدينة إيل الصومالية، التي تشكل أحد معاقل القراصنة شرقي البلاد، في إقليم بونت لاند الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي، إن عمليات الخطف بدأت أول الأمر رداً على دخول أساطيل الصيد الأجنبية إلى المياه الإقليمية الصومالية.

وأضاف أن تلك الأساطيل أخذت رزق الصيادين المحليين الفقراء، ما دفعهم إلى مهاجمتها، غير أن طواقمها أخذوا يدافعون عن أنفسهم بأسلحة ثقيلة، ما اضطر القراصنة لتركهم ومهاجمة السفن التجارية التي تنقصها الحماية، ليكتشفوا بذلك quot;فرص عملquot; جديدة ومربحة، قائمة على المطالبة بالفدى.

وذكر بويا أن القراصنة انطلقوا خارج المياه الإقليمية الصومالية، بعدما بدلت السفن التجارية طريقها، مضيفاً أن حجم مراكبهم لا يسمح لأجهزة الرادار في السفن برصدهم قائلا: quot;لا يمكن للسفينة أن ترصد كل شيء.. قد تكون راداراتها قادرة على مسح مسافات تصل إلى 80 ميلاً، لكنها ستعجز عن رؤيتنا.quot;

ولدى سؤاله عن إمكانية أن تواجه حكومة البونت لاند القراصنة بالقوة قال بويا إن ذلك مستحيل لأن مسؤولين حكوميين على أرفع مستوى يشاركون العمليات عبر التمويل، ويحصلون بالمقابل على حصص من الفدية.

وتابع بالقول: quot;إنهم (المسؤولون في حكومة بونت لاند) يشكلون دافعاً لنا.. الأسلحة والأموال التي نستخدمها تعود إليهم، ويحصلون مقابل ذلك على 30 في المائة.quot;


وأضاف: quot;القراصنة في البحر والحكومة لا تقترب منهم، وبعد ذلك ينتقلون للبر، ومع ذلك لا تقترب منهم، يقبضون على بعض الأشخاص الصغار ويقولون للعالم إنهم أوقفوا القراصنة، لكنهم يكذبون.quot;

بالمقابل، رد وزير خارجية بونت لاند، علي عبدي أواري، بنفي ما جاء في حديث بويا، الذي طلب عدم الكشف عن وجهه في تسجيل الفيديو الخاص بالمقابلة، نافياً أن يكون أي من المسؤولين في حكومته يتقاضى رشى من القراصنة، ومؤكداً أن قوات الأمن في الإقليم تقوم بشكل دوري بعمليات اعتقال بينهم.