شيكاغو: يكشف الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما يوم الاثنين النقاب عن فريقه الخاص بشؤون الامن القومي وسط توقعات باختيار منافسته السابقة هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية وبقاء روبرت جيتس وزيرا للدفاع.
وسيتولى الاثنان اللذان كانا على خلاف مع أوباما بسبب سياسات خارجية وقضايا دفاعية تنفيذ رؤية أوباما quot;لتجديدquot; القيادة الاميركية في الشؤون الدولية واعادة بناء صورتها في الخارج والاشراف على الحربين في العراق وأفغانستان.
ومما زاد من أهمية اعلان أوباما يوم الاثنين الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي في مومباي العاصمة المالية للهند والذي نفذه مسلحون وأسفر عن مقتل 183 شخصا من بينهم خمسة مواطنين أميركيين على الاقل حيث أدى لتصاعد التوترات مع باكستان التي ذكرت نيودلهي أن لها صلة بالهجمات.
وفيما أظهرت استطلاعات الرأي أن معظم الاميركيين قلقون من حالة الاقتصاد المتردية أكثر من قلقهم من الامن القومي قضى أوباما معظم الاسبوع الماضي في تعيين أعضاء بارزين لفريقه الاقتصادي وابراز نفسه على أنه مسؤول تنفيذي قوي.
غير أن هجمات مومباي كانت بمثابة تذكرة بأن أوباما لن ينعم بالتركيز على اصلاح الاقتصاد فحسب عندما يخلف الرئيس جورج بوش. وحذر جو بايدن نائب الرئيس المنتخب خلال الحملة الرئاسية من أن أوباما يمكن أن يواجه أزمة متعلقة بالامن القومي في غضون ستة أشهر من توليه المنصب في 20 يناير كانون الثاني.
وكانت السلطات الاميركية قد حذرت الاسبوع الماضي من تهديد محتمل للقاعدة على نقاط العبور داخل نيويورك وحولها لكنها قالت انه ليس هناك أي معلومات محددة لتأكيد أن المؤامرة تطورت الى ما بعد مرحلة التخطيط.
وأكد مسؤول ديمقراطي أن أوباما اختار جيتس وكلينتون بالاضافة الى الجنرال البحري المتقاعد جيمس جونز كمستشار للامن القومي. وسيجرى تعيينهم في مؤتمر صحفي في شيكاجو في الساعة العاشرة و40 دقيقة بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1540 بتوقيت جرينتش).
ومن المرجح أن يجرى الاعلان عن مناصب أخرى قد يكون من بينها تعيين حاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو وزيرة للامن الداخلي والمسؤول السابق بوزارة العدل اريك هولدر كوزير للعدل وسوزان رايس وهي احد مستشاري السياسة الخارجية لاوباما في منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة.
وتقول وسائل اعلام أميركية ان جيتس الذي كان قد قال في السابق انه يريد أن يترك منصبه لدى انتهاء فترة ولاية بوش وافق على البقاء في المنصب.
وعلى الرغم من أن جيتس تفادى توجيه انتقادات مباشرة لاوباما خلال الحملة الانتخابية فقد دافع عن سياسات اعترض عليها أوباما في قضايا مثل الحرب في العراق.
ويرغب أوباما في انسحاب القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهرا من توليه المنصب لكن جيتس يقول انه يعارض تحديد جدول زمني وانسحاب سريع قائلا ان ذلك يمكن أن يعرض المكاسب الامنية التي تحققت خلال العام المنصرم للخطر.
غير أن جيتس الذي يشيد به الديمقراطيون والجمهوريون منذ أن تولى منصب وزير الدفاع خلفا لدونالد رامسفيلد في عام 2006 سيمثل استمرارية في سياسات البنتاجون في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة حربين في العراق وأفغانستان.
واشتبك أوباما مع كلينتون خلال حملة ميررة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة. وقالت كلينتون ان أوباما ليس مؤهلا لتولي منصب القائد لعام للقوات المسلحة.
وكان حديث كلينتون أيضا أشد لهجة وقالت ذات مرة أنها quot;ستمحوquot; ايران ان هي هاجمت اسرائيل. وانتقدت دعوة أوباما لاجراء اتصال مباشر على مستوى الرؤساء مع خصوم مثل ايران وكوريا الشمالية ووصفت ذلك بأنه دعوة quot;ساذجةquot;.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وافق على الكشف عن أسماء اكثر من 200 الف مانح لمؤسسته في اطار اتفاق مع أوباما لتمهيد الطريق امام تولي زوجته هيلاري منصب وزيرة الخارجية.
وقالت الصحيفة ان بيل كلينتون قرر الاعلان عن قوائم المساهمين لتجنب أي شكوك تتعلق بتضارب المصالح لدى تولي زوجته وزارة الخارجية.