ترحيب وحذر من تعيين كلينتون للخارجية الأميركية
لندن: نقرأ في صحيفة التايمز البريطانية متابعة للتعيينات التي أعلنها الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، وعلى الأخص تعيينه هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، والإبقاء على روبرت غيتس (الجمهوري) في وزارة الدفاع. وقد جاءت في مقال لبرونوين مادوكس تحت عنوان: تغييرات كبيرة والسياسة في الغالب لن تتغير.

ويقول الكاتب ان الثلاثي الذي عينه اوباما لقيادة مركب السياسة الخارجية لا يبدو انه سيأتي بتغيير يذكر. فهو فريق اكثر محافظة بين صفوف الديمقراطيين، كما انها وجوه معروفة، فبتعيين هيلاري كلينتون وروبرت غيتس، وجيمز جونز، مستشار الامن القومي، يكون اوباما قد اوجد فريقا يقترب في مواقفه من مواقف ادارة الرئيس بوش.

ومؤيدو اوباما، حسب الصحيفة، كانوا يأملون في ان يكون فريقا اكثر بعدا عن ادارة بوش المغادرة قريبا. بل ان اولئك الساعين الى رفض كامل لسياسات بوش كانوا اكثر غيظا وغضبا بسبب تلك الاختيارات.

وتشير الديلي تلغراف الى ان غيظ هؤلاء مبرر الى حد ما، فهيلاري خلال حلمتها كانت اكثر تشددا وصقرية من اوباما، والمثال موقفها من ايران. وغيتس هو بالطبع احد اعضاء فريق بوش، والمشرف على الحربين، في العراق وافغانستان. وجونز كان قد ميز نفسه العام الماضي بقوله ان حرب افغانستان تسير في الاتجاه الخطأ، ولا يمكن اعتباره من فريق المناهضين للحروب.

لكن من الخطأ، كما تقول الصحيفة، اعتبارهم جميعا من الصقور لمجرد اننا نعرف ذلك من وجهات نظرهم ومواقفهم. والذي يبدو انهم استكمال لما جرى خلال العام الماضي، عندما تبنى الرئيس بوش سياسات اكثر تصالحا واقل اقتحامية وعدوانية، وبدا ناشطا في مد يد العون لبلدان اخرى.

ويقول الكاتب ان القلق ليس في تركيبه الفريق بل في قوة المشاكل التي سيواجهها وهو الى جانب اوباما، وهم حول هذه المشاكل لم يقولوا الا القليل. وعلينا ان نأمل في ان يطبق اوباما سياساته التي تعهد بها في الشؤون الخارجية بنفس السرعة التي سيطبقها في الميدان الاقتصادي.

وينقل الكاتب عن انتوني كوردسمان، وهو خبير استراتيجي اميركي، قوله ان اوباما لا يملك خيار وضع اولويات لمشاكل السياسة الخارجية، فوضع الاولويات يعني اهمال بعض هذه المشاكل. وهناك الكثير من الحكومات والارهابيين ممن يريدون اختبار ادارة وارادة الرئيس الجديد، وامام الفريق الجديد ستة او سبعة مشاكل جدية وخطيرة عليه ان يتعامل معها.

فهناك الحربان، العراق، وهو احسن حالا حاليا، وافغانستان، وهي اسوأ حالا، وهناك التوتر بين باكستان والهند عقب هجمات مومباي وقضية كشمير، وهناك التهديدات النووية من كوريا الشمالية وايران، ومشكلة الشرق الاوسط، والعلاقات مع روسيا.

وربما كان السؤال الاصعب امام هذا الفريق متمثلا في حجم القوة والنفوذ الذي سيسمح ان تحصل عليه الصين في اطار البحث عن حلول. فالمال الصيني، بل وربما القوة العسكرية، صارت احدى الخيارات المتاحة للرد على حاجات صندوق النقد الدولي، والازمة الافريقية، وحربي العراق وافغانستان. وينتهي الكاتب الى استنتاج ان الادارة الجديدة تغني على مقام مختلف، لكن السياسات نفسها، وهي ليست سياسات بعيدة عن المقاربات الحذرة التي انتهجتها ادارة بوش خلال العام الماضي.