طلال سلامة من روما: بعد ساعات قليلة على اعتقال مغربيين مشتبه بضلوعهما في أنشطة إرهابية في مدينة ميلانو، تحاول رابطة الشمال تحقيق نقطة أخرى لصالحها على حساب المهاجرين، لا سيما المسلمين منهم. وبات واضحاً أن رابطة الشمال تنتهز فرصاً محددة، متعلقة بالأحرى بالأمن الداخلي، من أجل إغراق البرلمان ومجلس الشيوخ ببوابل من اقتراحات القوانين أو الإجراءات العاجلة التي تستهدف المهاجرين الذين يسعون الى التعايش مع السكان بسلام، بغض النظر عن بعض الخلايا الإرهابية، الصاحية أم النائمة، الموجودة داخل الجاليات الإسلامية المقيمة في ايطاليا، والتي تخضع اليوم لرقابة شديدة من حيث التنصت الهاتفي المدبلج.
صحيح أن رابطة الشمال تحقق عشرة من أصل مائة هدفاً من شأنه تقويض حريات المهاجرين العاملين بإيطاليا وأسرهم إلا أن اقتراحات رابطة الشمال العنصرية، التي تنتقدها حتى دولة الفاتيكان في أغلب الأوقات، أضحت تهدد الكيان السلمي للاندماج الاجتماعي بين المهاجرين والإيطاليين، خصوصاً في شمال ايطاليا حيث تتوغل عقيدة رابطة الشمال أكثر فأكثر في نفوس الطبقة العمالية الوطنية.
وصرح روبرتو كوتا رئيس البرلمانيين المنتمين الى حزب رابطة الشمال، عن نيته في طلب موراتوريوم (مصطلح تقني سياسي يشير الى تعليق أو توقيف نشاط ما، غير محدود زمنياً) من أجل وقف بناء المساجد والمراكز الثقافية على الأراضي الإيطالية لغاية موافقة البرلمان الإيطالي على قانون يرمي الى تنظيم بناء المراكز الدينية التي لم توقع بعد على اتفاقية خاصة مع الدولة الإيطالية.
يذكر أن رابطة الشمال قدمت اقتراحاً قانونياً بشأن تنظيم بناء المساجد بيد أن الأمر برمته لم يبدأ البت به في الجلسات البرلمانية نظراً لأجندة الحكومة الحافلة بأحداث سودواية لها الأولوية، بالطبع.
علاوة على ذلك، يشهد اقتراح رابطة الشمال انقسماً بالرأي في صفوف اليساريين. فهناك من يرحب بهذا quot;الموراتوريومquot; في حال نظرت إليه الأنسجة السياسية كاستراحة للتفكير في القرارات التي ينبغي اتخاذها مع جالية المسلمين هنا، بخاصة لناحية احترام تقاليدهم وتراثهم الديني.
في حين، يتهم بعض اليساريين، وعلى رأسهم المسؤولين في الحزب الشيوعي ووزرائهم السابقين، اقتراح رابطة الشمال بوقف بناء المساجد الى إشعار آخر بأنه غير شرعي. إذ ان هذه الرابطة تسعى الى تجريم جميع المواطنين المسلمين بإيطاليا. وهذه محاولة جنونية متوحشة ينسبها الشيوعيون الى عار ايطاليا، أي مسؤولي رابطة الشمال الذين لا يختلفون بدورهم عن أي شخصية إرهابية دولية إلا بحوزتهم على الجنسية الإيطالية.
التعليقات