طلال سلامة من روما: مع أن الوحدة والعزلة ليست هدفاً للحزب الديموقراطي اليساري، الذي يرأسه فالتر فلتروني، إلا أن زعماء هذا الحزب يعانون منهما من جراء افتقارهم الى شركاء سياسيين موثوقين. قد تكون هذه الوحدة مؤقتة أو بعيدة المدى لكنها لم تكن في خطة اليساريين الذين طالما سعوا الى تأسيس محور يساري كبير لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المتعاطفين والناخبين.

وبرغم من ارتكاب زعماء الأحزاب اليسارية الراديكالية أخطاء فادحة إلا أن الحزب الديموقراطي لا يستبعد أي شراكة أم اتفاق معهم من أجل ردع الشعبية المتصاعدة التي تحظى بها اليوم حكومة برلسكوني على الرغم من عيوبها.

علاوة على ذلك، يستهدف حزب فلتروني تلك الشريحة من التيارات الكاثوليكية المعتدلة غير المقتنعة بمنهج برلسكوني الذي لم ينجح بعد في إغرائها للانضمام الى صفوفه.

وعلى صعيد الوضع الصحي للحزب الديموقراطي، نستطيع القول انه، كأي حزب من الأحزاب السياسية، يعاني من صدمة ما بعد الانتخابات. بيد أن هذه الصدمة أخف وطأة مقارنة بما حصل عقب خسارته انتخابات العام 2001. في الواقع، ينبغي إبعاد الأضواء عن الهزيمة السياسية لتسليطها على سبل الخروج منها، بطريقة من الطرق.

وفي هذا الصدد، يعترف ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق، بأن تحدي اليساريين لبرلسكوني سيكون تخطيطه معقداً وطويلاً. فلو أقبلت ايطاليا على الانتخابات غداً أم الأسبوع المقبل لفاز برلسكوني مجدداً بها! لذلك، فان وصول اليساريين الى السلطة يعتمد على برنامج سياسي مليء بالقيم. في حين تدفع ايطاليا ثمناً غالياً لفوز برلسكوني بالانتخابات يتحرك الأخير ببراعة وبمساعدة فريق تنفيذي مخلص يطيع أوامره ويشاركه إخفاء المشاكل الحقيقية عن عيون الشعب. فهل برلسكوني ما يزال الشخص المناسب لحل المشاكل؟