طلال سلامة من روما: باشرت الحركات السياسية الفاشية، وعلى رأسها الحركة الاجتماعية الإيطالية، اللجوء الى الإغراء المالي كسلاح لاستقطاب الناخبين إليها. في الوقت الحالي، يعرض هذا الحزب، الذي يبقى من دون أي تمثيل في البرلمان ومجلس الشيوخ الإيطالي، مبلغ 1500 يورو لكل طفل يحمل اسم quot;بينيتوquot; أم طفلة تحمل اسم quot;راكيليquot;، تمجيداً للقائد الفاشي الإيطالي السابق quot;بينيتو موسولينيquot; حليف أدولف هتلر. وتأتي هذه الخطوة لمواجهة الفراغ السكاني الذي يعاني منه إقليم quot;بازيليكاتاquot; وسط ايطاليا.
ومن اللافت في هذا الإغراء المالي، الذي يستهدف جميع الأسر المقيمة في هذا الإقليم، أنه عرض لا يحتاج الى أي موافقة قانونية من حكومة برلسكوني كونه مناورة حزبية، حتى لو كانت فاشية الطابع، لا تتطلب أي ضوء أخضر لا من رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو ولا من الوزراء ورئيسهم. كما تعرض الحركة الاجتماعية الإيطالية quot;موفيمنتو سوتشاليستا ايتاليانوquot; نفس المبلغ المالي على كل أسرة من الأسر الأجنبية (المهاجرين) المقيمة بإقليم quot;بازيليكاتاquot; توافق على تسمية طفلها المولود أم طفلتها ما يعود بإيطاليا الى مجدها الفاشي.
بالنسبة الى التيار اليميني المتشدد، يعتبر هذا العرض السياسي-المالي الملجأ الفعال للمحافظة على الجذور الفاشية التي ما زالت تواكب جميع التطورات على الساحة الوطنية. في أي حال، تبدلت النظرة نحو الحركات الفاشية المحلية التي تشهد، بين الفينة والفينة، تعايشاً إدارياً، على صعيد البلديات والمحافظات والأقاليم، مع أحزاب أخرى مختلفة أيديولوجياً، ان كانت يسارية أم يمينية. فالجميع هنا اعتنق سياسات صناعية يبقى تطبيقها أولوية لا يُعلى عليها مقارنة بما نبع من تاريخ ايطاليا السياسي الأيديولوجي. كما يعترف الجميع بأن ثروة ايطاليا المعمارية يعود الفضل في بنائها الى عهد بينيتو موسوليني. يكفي النظر الى عظمة محطة القطارات الرئيسية بمدينة ميلانو التي بناها المهندسون بأمر من موسوليني.
هذا وتبقى مبادرة الحركة الاجتماعية الإيطالية، بإقليم quot;بازيليكاتاquot;، الوحيدة راهناً القادرة على تحويل الوعود الى أفعال. فكل ما يجري من خطابات صادرة عن كافة الأحزاب هناك تبقى حبراً على ورق، في أغلب الأوقات. مما لا شك فيه أن هذا الإغراء المالي من شأنه زيادة عدد الناخبين المصوتين لصالح هذا الحزب الفاشي على الرغم من المساعدة المالية المتواضعة المعروضة على كل أسرة. على صعيد ما يتبقى من أحزاب في هذا الإقليم الإيطالي، يسجل من مسؤوليها ميولاً الى تخصيص جزء من موازنة الحقوق الملكية النفطية لدعم أطفال الأسر طوال عشرين عاماً.
التعليقات