أبوظبي: لاقت حملة توعية عملاء البنوك التي نفّذتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي أخيراً صدى واسعاً لدى البنوك المحلية وعملائها الذين ثمّنوا حرص الشرطة على تنبيههم باتخاذ الإجراءات الاحترازية الآمنة عند سحب المبالغ المالية من أجهزة السحب الآلي، وقبل مغادراتهم البنوك.

ونجحت حملة شرطة أبوظبي في تخفيض عدد بلاغات السرقة من عملاء البنوك في إمارة أبوظبي من 11 قضية في مارس الماضي الى أقل من 7 قضايا خلال ابريل ومايو ويونيو من العام الجاري، فيما شهد يونيو الماضي انخفاضاً كبيراً في أعدادها لتصل إلى قضيتين فقط، وتواصل مؤشر تحليل القضايا مسجلاً انخفاضاً ملحوظاً على الوتيرة نفسها حتى نهاية نوفمبر الماضي.

وأكّد رئيس قسم الجريمة المنظمة في شرطة أبوظبي المقدم إبراهيم الهنائي أن حملة التوعية التي نفّذتها القيادة العامة للشرطة جاءت في إطار إستراتيجيتها الأمنية التي تستهدف تعزيز الوعي المجتمعي في مختلف القضايا، مشيرا إلى انه ومن خلال متابعة قضايا سرقات البنوك التي وقعت أخيراً، لوحظ أن إهمال العملاء كان السبب الرئيس في وقوع هذه السرقات.

وتحدّث الهنائي عن سرقة مليونين ونصف مليون درهم من أحد عملاء البنوك أخيراً، وبالتحقيق في الحادثة تبيّن أن العميل مواطن وفور تسلّمه المبلغ المالي من الصرّاف، وضعه في مظروف، واتجه صوب سيارته، وكان أثناء ذلك يقوم بفتح الظرف أكثر من مرة من غير اكتراث للعيون التي كانت تترصّده.

ولما وصل إلى موقف السيارة شاهد احد الآسيويين يرقد تحت سيارته وكان يقوم حينها بالعبث في احد إطارات السيارة وإفراغه من الهواء، ولما وقعت عيناه على رجل الأعمال وهو متجه لسيارته قام الآسيوي باتخاذ خطوة احترازية بتعريفه بأنه اكتشف إن إطار سيارته تالف وينبغي إصلاحه في اقرب بنشر، ولم يكترث العميل كثيرا ولم يبلغ عنه الشرطة، بل توجه إلى احد محال تصليح الإطارات ليكتشف ان ظرفه المالي المملوء بمليونين ونصف مليون درهم قد اختفى من مكانه.

وانتقد الهنائي إهمال بعض العملاء وعدم اكتراثهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند حمل المبالغ المالية الكبيرة. داعياً إياهم إلى اخذ العبرة من هذه الحادثة، والحرص على حماية أموالهم بالاستعانة بموظفي البنوك الذين يحرصون بالتنسيق مع الشرطة على تقديم جرعات التوعية الضرورية عبر الكتيبات أو البرشورات بأفضل الأساليب التي تحميهم من القرصنة أو السرقة.

وأوضح أن الحملة التي نفّذتها شرطة أبوظبي ركّزت على تعزيز جهود التوعية الإعلامية التي باشرت بها قيادة الشرطة فور وقوع تلك الجرائم، حيث أُعِدّت مطوية باللغات الثلاث العربية والانكليزية والأوردو، بالتنسيق مع المصرف المركزي، بغية توافرها بين أيدي العملاء في مختلف البنوك، خاصة من يقومون بسحب مبالغ مالية كبيرة.

كما جرى، بالتنسيق مع البنوك، إرسال إرشادات ونصائح نصية عبر الهواتف النقّالة إلى العملاء، إلى جانب ظهور تلك الإرشادات عبر شاشات أجهزة السحب الآلي للبنوك.

وأكّد عدد من مدراء بعض البنوك في الدولة ان التعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي في توعية عملاء البنوك حقّق العديد من الايجابيات التي استهدفت حماية مصالح عملاء البنك ووقايتهم من أي محاولات للسرقة، حيث نجحت الحملة في تفعيل الإجراءات الأمنية وتعزيزها.

وفي لقاءات مع قسم الإعلام الأمني في شرطة أبوظبي أعرب عدد كبير من عملاء البنوك في أبوظبي عن امتنانهم وتقديرهم للجهود التي تبذلها الشرطة في توفير مقومات الحماية والأمان لهم من عمليات القرصنة أو محاولات السرقة وغيرها من الجهود الأمنية المشهود لها.