عبد الجبار العتابي من بغداد:تباينت ردود افعال العراقيين حول (حادثة الحذاء) الذي قام بها منتظر الزيدي ضد الرئيس الاميركي بوش اثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، فهي ما بين مؤيد ورافض ، فمنهم من اشتعلت سعادته بالخبر ومنهم من اشتعل اسفه.فالمواطن العادي تناقل الحادثة بشيء من الاستغراب ولم يصدق ما حدث ، وراح المواطن يتساءل على الفور عن مصير الزيدي ، وسرعان ما انتشرت شائعات من ان طائرة بوش حملته معها ، او ان (غوانتانامو) ستكون مقره الجديد الابدي.

وشائعات اخرى قالت ان بوش سيطلق سراحه لانه (اي بوش) اعتبر ذلك نوعا من (الديمقراطية) عندماعلق قائلا ان مقاس الحذاء (10) ، اي ان الفاعل طفل صغير. فيما ابدى اخرون ان الامر سيتحول ليكون (عشائريا) اي ان بعض شيوخ العشائر سيتوسطون لاطلاق سراح الزيدي لاسيما ان انتخابات مجالس المحافظات على الابواب ، وان اطلاق سراحه بتوسط الشيوخ سيعد كسبا لقائمة المالكي ، فيما قال مواطنون انهم خجلوا من الفعل الذي قام به منتظر معبرين عن انه يستحق عقوبة قصوى.

أما عن مصير الزيدي فكما علمنا من مصادر موثوق بها ان الزيدي ما زال في قبضة امن رئاسة الوزراء، وتناقل الناس الاخبار التي وردت من مصادر شتى والتي قالت ان منتظر اعلن من داخل معتقله انه (مصاب بأزدواج في الشخصية) فيما اعلن مصدر موثوق به ان ياسين مجيد رئيس الدائرة الاعلامية في مجلس الوزراء قال : quot;ان منتظر وبعد الفحوصات التي اجريت عليه كان في كامل قواه العقلية quot;.

من جانبها، اعلنت قناة البغدادية (مساء الاثنين) عن ورود انباء عن تعرض منتظر للتعذيب ، وقالت البغدادية نتمنى ان يكون ما تم تناقله غير صحيحا ، كما اشارت البغدادية انها تلقت اتصالات من نواب ينتمون الى التيار الصدري اكدوا لها انها سيطالبون بتأجيل جلسة مجلس النواب الى حين اطلاق سراح الزيدي .

وفي الوقت الذي عد البعض من الاعلاميين والمثقفين فيه تصرف الزيدي (شعور بالوطنية والمهنية الصميمية) ، فقد عد الاغلبية ما قام به تصرفا غير مقبول ولا مبرر له ، المؤيدون قالوا : quot;انه احساس وطني بعد أن فقدت الثقة في الكثير من الأوساط الصحافية والإعلامية بسبب الذين يتناعقون مع المحتل وأعوانه في الكثير من الأحداث، وان مافعله منتظر الزيدي العراقي الحر والإعلامي الشريف هو وسام شرف لكل عراقي يحب وطنه ويحرص على الحفاظ على سمعة عرضه ، فما فعله كان قبل كل شيء يمثل نفسه اولاً كمواطن وقبل ذلك يمثل كل العراقيين الشرفاء الرافضين لوجود الاحتلال والزيارات التي يحددها وقت ما شاء قاتل العراقيين بوشquot;.وقالوا ايضا: quot;ان مافعله منتظر يشكل علامة كبيرة تؤشر على كلمة (لا لاميركا ولبوش) التي عجز عن إطلاقها الكثير من الذين يدعون بالوطنية ويسيرون بركب العملية السياسية المكسورة الخاطر، فقد قالها منتظر لان هؤلاء عجزوا عن إطلاقها فإطلق لها العنان، ونحن نهنئ ونبارك لمنتظر هذا التصرف الشجاع ونقول له معك معك معك كل الأقلام العراقية الشريفة حتى النصر وخروج الاحتلال من بلدناquot;.واكدوا ان quot;الحفاظ على حياته سيبقى امانة في عنق الحكومة العراقية ورئيس الوزراء وان حدث شيء لمنتظر (لاسمح الله) فاننا من الان نحمل الحكومة مسؤولية اي ضرر يلحق بهquot;.

واعرب مثقفون واعلاميون وهم الاغلبية: ان quot;تصرف منتظر ما كان صحيحا بالمطلق وانه يعبر عن رغبة شخصية من الزيدي في البحث عن الشهرة ، حيث سبق له ان ادعى الاختطاف من اجل الشهرة والاضواءquot;.

واستنكر الكثيرون الفعل الذي وصفه البعض quot;بالسيءquot; ووصفه اخرون quot;بالاحمق وما كان ينبغي على منتظر ان يقوم بما قام به احتراما لمهنته الصحفية واحتراما لرئيس الوزراء واحتراما لزملائه ، ناهيك عن احترامه لبلده العراق كون بوش يحل ضيفا عليهquot;.

وابدى الكثيرون quot;استياءهم من الصورة التي ظهرت على شاشات التلفزيون وتناقلتها مواقع الانترنت عادين ما حصل يسيء الى شعب العراق الذي هو شعب الحضارات والقيم واكرام الضيف وان كان بمستوى بوشquot;.

فيما قال اخرون ان quot;بوش ما كان يستحق ما قام به الزيدي لان بوش انقذ العراق من حكم دموي ومن حكم طويل الامد حيث ان لولا بوش لكان ابناء واحفاد يتوارثون الحكم جيلا بعد جيلquot;.

كما ابدى فنانون عراقيون سخطهم على التصرف الذي وصفوه بquot;الاهوجquot;وقال عدد من الفنانين استطلعنا اراءهم : quot;ما كان من منتظر الزيدي ان يقوم بما قام به لانه اساء للصحافة اولا ، وان استغل الحرية الممنوحة له كي يتصرف هكذا ، وكان عليه ان يتذكر ما كان يجري في زمن النظام السابق من كبت للحريات وتكميم للافواهquot;.

وقال احدهم : quot;لو كنت بدل المالكي لسجنته مدى الحياة كي يكون عبرة لغيره ، ولكي يحترم الانسان العراقي مهما كان منصبه القيم والمباديء والاخلاق العامة التي جبل عليها العراقيون عبر تاريخهم الطويلquot;.

و تساءل قال احدهم : quot;هل كان يجرؤ على فعل ذلك مع اي من اقطاب النظام السابق؟quot; .