لندن: رغم أن الصحف البريطانية الصادرة اليوم تفرد مساحة واسعة لتغطية خبر وصور الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وهو يحاول درء نفسه من الحذاء الذي قذفه به الصحفي العراقي منتظر الزيدي أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد، إلا أننا نطالع أيضا عدة تقارير أخرى تعالج الشأن العربي والشرق أوسطي.

فصحيفة الديلي تلجراف تعنون quot;إلقاء حذاء على جورج بوش خلال زيارة وداعية مفاجئة إلى العراقquot;، وفي العنوان الفرعي نقرأ: quot;لقد نجا الرئيس جورج دبليو بوش بأعجوبة من الإصابة بزوج من الأحذية قذفه بهما صحفي عراقي يوم الأحد.quot; أما حديث الصور فكان أبلغ، إذ تنشر الصحيفة سلسلة متتالية من صور ست، تظهر أولها الرئيس الأميركي وهو ينظر بدهشة وارتياب إلى الزيدي وهو يهم برمي الحذاء في وجهه.

أما في الصورتين الثانية والثالثة، فنرى حذاء الزيدي يطير في الهواء متجها صوب الرئيس، وفي الرابعة يظهر بوش وهو ينحني اتقاء للضربة، وفي الخامسة وهو يهم بالعودة إلى وضعه الأول ظنا منه أن الأمر قد مر وانتهي، لتظهر مفاجأته الثانية في الصورة السادسة وقد جاءه الحذاء الثاني ليكر السيناريو الأول نفسه.

أما في التفاصيل، فنقرأ عن وقائع الحادثة وخلفياتها ومدلولاتها، إذ لا يفوت الصحيفة أن تذكِّر قراءها بأن رمي الشخص بالأحذية quot;يُعد أقصى إهانة في الثقافة العربيةquot;، وإن استقبلها بوش في البداية بشيء من روح الدعابة بوصف حذاء الزيدي بأنه من المقاس عشرة.

خروج بريطاني quot;مذلquot;

ومن الحديث عن ذل الأميركيين بقذف رئيسهم المنصرف بحذاء الزيدي، إلى ذل البريطانيين أيضا في العراق والذي تتحدث عنه صحيفة التايمز التي تعنون تحقيقا لمراسلتها في بغداد، ديبورا هينز: quot;بريطانيا تواجه انسحابا مذلا من العراق.quot; يقول التحقيق إن قسما مهما من القوات البريطانية ستغادر العراق بنهاية شهر يوليو/تموز المقبل وفقا لاقتراح مذل، حيث ستبقى هناك فقط بعض الكتائب الصغيرة.

ويضيف التحقيق قائلا إنه حتى الرئيس بوش قام بزيارة وداعية إلى بغداد واحتفل بنصره بتمرير الاتفاق الثنائي مع الحكومة العراقية، وذلك على عكس البريطانيين الذين يواجهون مصير أن يكونوا مجرد جزء من اتفاق عسكري بعد أن فشل المفاوضون بالتوصل إلى صفقة محددة ومشرفة مع العراقيين.

الوليد يخسر خمس ثروته

الفايننشال تايمز تفرد كالعادة مساحات واسعة لتغطية آخر تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية، وإن كان من اللافت تقرير تنشره الصحيفة تحت عنوان: quot;قائمة أثرياء العرب تظهر حجم خسائر الوليد (بن طلال)quot;. تقول الصحيفة في تقريرها الاقتصادي، الذي أعده مراسلها في أبو ظبي، روبين ويجيلسوورث، إن الأمير السعودي الوليد بن طلال قد خسر خمس ثروته الشخصية تقريبا خلال العام المنصرم، وذلك بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تهز الاقتصاد العالمي، ومعه اقتصاد المنطقة العربية وأعمالها.

وينقل المراسل عن مجلة quot;الاقتصاد العربيquot;، ومقرها إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قولها إنها تمكنت من الوصول إلى الحسابات الخاصة للأمير السعودي الذي يملك الحصة الأكبر في مجموعة quot;سيتيجروبquot; المالية الأميركية، وذلك كأحد المستثمرين الأفراد فيها. تقول الصحيفة إن ثروة الوليد بن طلال تراجعت من 21 مليار دولار أميركي العام الماضي إلى 17.1 مليار دولار العام الحالي، أي بخسارة حوالي أربعة مليارات دولار أميركي خلال عام واحد فقط.

مستشار وquot;مطلوب للعدالةquot;

وعودة إلى التايمز، لنطالع على صدر موقعها الإلكتروني خبرا تنفرد الصحيفة بنشره وهو بعنوان: quot;مستشار لشؤون الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية لندن على قائمة المطلوبين للعدالةquot;. يقول تحقيق التايمز، الذي أعده مراسل الصحيفة في تونس، ريتشارد كيرباي، بالاشتراك مع دومينيك كينيدي في لندن، إن محمد علي حرَّاث يعمل بمنصب مستشار لدى الشرطة البريطانية سكوتلانديارد، وذلك على الرغم من أنه مطلوب من قبل الإنتربول الدولي منذ 16 عاما.

ويضيف التحقيق، الذي ترفقه الصحيفة بصورة بالأبيض والأسود لحرَّاث، إن الأخير مطلوب لدى الإنتربول بسبب علاقته مع quot;منظمة إرهابية مزعومةquot;، وهو يقدم خدماته الاستشارية إلى الشرطة البريطانية حول القضايا المتعلقة بمكافحة التطرف الإسلامي. ويردف التحقيق بالقول إن حرَّاث كان موضع ملاحقة من قبل الإنتربول منذ عام 1992 بسبب أنشطته المزعومة في تونس حيث تقول السلطات هناك إنه كان من المشاركين بتأسيس الجبهة الإسلامية التونسية (إف آي تي) المحظورة.

ويتابع التحقيق قائلا إن السلطات التونسية تتهم حرَّاث، وهو المدير التنفيذي لقناة quot;الإسلامquot; التلفزيونية في بريطانيا ومستشار في وحدة التواصل مع الإسلام في شرطة سكوتلانديارد، بالسعي للحصول على مساعدة من أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. ويقول التحقيق إن حرَّاث محكوم عليه في تونس غيابيا لارتكابه عدة جنيايات واعتداءات إرهابية وقد تلقى أحكاما بالسجن تصل إلى 56 عاما.

إلا أن الصحيفة تنقل عن حرَّاث نفيه لجميع التهم المنسوبة إليه وتأكيده أن وحدة التواصل مع الإسلام في شرطة سكوتلانديارد quot;استشارته بشكل منتظمquot; خلال الفترة الماضية وحصلت منه على إرشادات وتوجيهات بشأن أفضل الممارسات التي يرى ضرورة اتباعها في مجال قضايا مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف.

إدمان في غزة

وبشأن رصد الوضع المزري لسكان قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، نقرأ في الجارديان اليوم تقريرا بعنوان الغزاويون المحاصرون والمجهدون يسقطون ضحية مسكنات الألم التي تباع في السوق السوداء.quot; يتحدث التحقيق عن آلاف الشبان الغزاويين الذي أصبحوا مدمنين على حبوب تخفيف الألم تلك، وذلك بسبب الضغوط والشدة التي يعيشونها من جراء الحصار الذي يرزح تحته القطاع.

وتنقل الصحيفة عن أحد الباحثين تقديره أن حوالي 30 بالمائة من الذكور من سكان القطاع ممن تترواح أعمارهم بين 14 و30 عاما، يستخدمون نوعا معينا من مسكن الألم يصفه لهم الأطباء وأن أكثر من 15 ألف من هؤلاء أصبحوا مدمنين على العقار المذكور.

لهفة أوباما

وعن لهفة الرئيس الأميركي المنتخب للجلوس على كرسي الرئاسة في المكتب البيضوي، تطالعنا الإندبندنت بتقرير بعنوان quot;الرجل الذي لا يستطيع الانتظار ليكون رئيساquot;. يقول التقرير، المرفق بصورة لباراك أوباما محاطا بنائبه جو بايدن ووزير خارجيته المعينة هيلاري كلينتون، إن الرئيس الأميركي المنتخب قد أعد قائمة من الوزراء النجوم ووظف فريقا ممن سيعملون معه في البيت الأبيض يفوق سحرهم سحر نجوم فيلم quot;الجناح الغربيquot; (ذا ويست وينج).

ويدلل التقرير، الذي أعده مراسل الصحيفة في العاصمة الأميركية واشنطن، روبيرت كورنويل، على توق الرئيس المنتخب لاستلام زمام الأمور من الرئيس المنصرف جورج دبليو بوش بالقول: quot;إن رئاسة أوباما قد بدأت تحلق بوتيرتها العالية حتى قبل أن تبدأ فعليا.quot;

قصة الدكتورة حميرة

ونختم مع الإندبندنت أيضا، ولكن هذه المرة من بنغلاديش حيث نقرأ تحقيقا لإيان جونستون بعنوان quot;تحرير الطبيبة بعد منع المحكمة الزواج القسريquot;، ويتحدث عن القرار الذي اتخذته السلطات القضائية البنجلاديشية بتطبيق قانون بريطاني صدر مؤخرا ويُمنع بموجبه الزواج بالإكراه.

يتحدث التحقيق عن الدكتورة حميرة عابدين، البالغة من العمر 33 عاما والتي شغلت قصتها مؤخرا الرأي العام في بريطانيا، التي تحمل جنسيتها، كما الرأي العام في بلدها الأصلي بنغلاديش، حيث حصلت مؤخرا على حكم قضائي يسمح لها بالعودة إلى لندن حيث تعمل طبيبة عامة.

وترفق الصحيفة التقرير بصورة للدكتورة حميرة وهي تغادر قاعة المحكمة في بنغلاديش برفقة رجال الشرطة وهي تحمل بيدها وثائق سفرها ومعها quot;عشيقهاquot; البريطاني البالغ من العمر 44 عاما.

تقول الصحيفة إن حميرة ستخلف وراءها قصة احتجاز ذويها لها لفترة بهدف إرغامها على الزواج من شخص لا تعرفه ولا تربطها بها أي مشاعر، ، وأبا قيل إنه سقط أرضا في قاعة المحكمة من وقع وهول المفاجأة عندما نُطق بالحكم لصالح عودتها غلى بريطانيا.