أبوظبي: اختتم مؤتمر الشرق الأوسط للدفاع الجوي والصاروخي أعماله أمس في أبوظبي بعد يومين من المحاضرات والنقاشات حول تهديد الصواريخ الباليستية والجوالة في المنطقة وسبل مواجهتها، حيث تركز النقاش في اليوم الأخير على التهديد المتصاعد لصواريخ الكاتيوشا، وسبل تعامل أجهزة الطوارئ والدفاع المدني مع الهجمات الصاروخية على أشكالها التقليدية وغير التقليدية.

وعقدت جلستان عامتان، حيث ناقش المؤتمر في يومه الثاني موضوع تهديد صواريخ الكاتيوشا التي يزداد مداها وحجم رأسها الحربي، ويصعب التصدي لها لصغر حجمها، في حين ناقش المشاركون في الجلسة الثانية سبل تعامل أجهزة الطوارئ والدفاع المدني مع هجمات الصواريخ الباليستية التقليدية وغير التقليدية على مستوى حماية المدنيين.

وترأس الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي الدكتور فرنسوا جير، وتناول البحث مكافحة صواريخ الكاتيوشا، حيث قدم الجنرال بيتر فانجيل من معهد مدفعية الميدان التابع للقيادة العامة للجيش الأميركي في فورت سيل عرضاً لتطور صواريخ الكاتيوشا والتهديدات المحتملة الناجمة منها.

ولفت فانجيل إلى نظام فالنكس المضاد للصواريخ الذي عُدِّل أخيراً للتصدي لصواريخ الكاتيوشا فوق المناطق المستهدفة، مشيراً إلى ضرورة تطوير نظام متكامل لرصد مراكز إطلاق هذه الصواريخ وتحديدها وتدميرها على أرض المعركة.

وكانت المداخلة الثانية لمدير المشروعات التنفيذي في دائرة الصواريخ والفضاء في وزارة الدفاع الأميركية الجنرال جينو ديلاروكو الذي تحدث عن ضرورة إيجاد حلول فعالة ذات كلفة منخفضة لخطر صواريخ الكاتيوشا.

وأدار أعمال الجلسة العامة الثانية والأخيرة الباحث في مركز البحرية للتحليل في واشنطن مايكل كونيل، وتناول فيها موضوع إدارة الأزمات في الحرب الصاروخية.

وكان الجنرال الأميركي روبرت وودز من قيادة الفرقة 32 للدفاع الجوي والصاروخي أول المتحدثين، حيث تناول التنسيق القائم بين دول التحالف في عمليات الدفاع الجوي التكتيكي وضرورة تمتينه، وأكّد أن قيادته تتعاون مع الدول المضيفة من أجل الوصول الى هندسة جديدة لأنظمة الدفاع.

أما المحاضرة الأخيرة فكانت لرئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية سامي الفرج، واستعرض فيها التجربة الكويتية منذ حرب الخليج الثانية في بناء جهاز إدارة الأزمات لديها وتطويره للتعامل مع هجمات الصواريخ. وشدد على ضرورة قيام دول مجلس التعاون الخليجي ببناء ملاجئ ضد الصواريخ وتحضير بنيتها التحتية ورسم خطط عمل موضوعية للتعامل مع أسوأ الاحتمالات.

وتحوّلت جلسات المؤتمر، بعد الظهر، إلى حلقات عمل صغيرة ومغلقة، ناقش فيها الحضور مسائل تقنية وفنية، تناولت موضوعات الدفاع الصاروخي بشكل مركز وتفصيلي، شارك في عرضها عدد من أهل الاختصاص والمسؤولين العسكريين من داخل الدولة والدول الصديقة والحليفة.

وحضر جلسات اليوم الأخير من المؤتمر، الذي حظي بدعم القيادة العامة للقوات المسلحة، حشد رفيع من القيادات العسكرية والسياسية والدبلوماسية من دول المنطقة والعالم، إضافة إلى عدد من كبار الضباط والملحقين العسكريين والخبراء ومديري الشركات الدفاعية في المنطقة.

وفي هذا الإطار، أكد القائد السابق للقوات الجوية والدفاع الجوي في الإمارات الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد خالد عبدالله البوعينين في تصريحات لـ''الاتحاد''، على هامش مؤتمر ''الشرق الأوسط للدفاع الجوي والصاروخي'' السنوي الأول، الذي نظمه مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ''إنغما'' في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي على مدى اليومين الماضيين أكّد، أن دول التعاون تستطيع بإمكانياتها وقدراتها الحالية حماية المصالح الاقتصادية بالنسبة إلى تدفقات النفط من منطقة الخليج إلى مختلف دول العالم، لما للأمر من تأثير على الاقتصاد العالميquot;.

وأضاف البوعينين quot;تضطلع دول التعاون بمسؤولية كبيرة للمحافظة على استقرار أمن الخليج، وبالتالي الأمن الاقتصادي العالمي، لأن 42% من تدفقات النفط في العالم تخرج يومياً من دول الخليجquot;، مشيراً إلى أن دول الخليج قطعت شوطاً كبيراً في ما يتعلق بمفهوم الحماية والدفاعquot;.

ولفت إلى أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أدرك منذ نشأته أهمية الأمن المشترك بين دوله، وعزز هذا المفهوم، ووقع في عام 2002 اتفاقية الدفاع المشترك، كخطوة إلى الأمام رسخت مفهوم الدفاع المشترك، الأمر الذي عزز قدرة دول الخليج وقواتها المسلحة وقدراتها، وأعطاها قوة ردع قوية يحسب لها ألف حساب.

ورأى أن تنظيم مؤتمر الشرق الأوسط للدفاع الجوي والصاروخي من شأنه أن يسهم في تبادل الخبرات المشتركة حول أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الدفاع الجوي في العالم ومبادئ استخدام الأنظمة الدفاعية المتطورة، وكذلك التواصل والتشاور مع الدول المتقدمة والشركات الكبرى التي تطور مثل هذه الأنظمة.

من جهته، قال المدير العام لمركز ''انغما'' رياض قهوجي إن المؤتمر في دورته الأولى يطرح التهديد المحتمل الذي قد تتعرض له دول المنطقة، وبالتالي البحث عن حلول دفاعية وقائية، في وقت باتت فيه الصواريخ الباليستية والجوالة تشكل تهديداً لأمن دول الخليج العربي، ما يعزز الحاجة لجهوزية القوات المسلحة لدول مجلس التعاون لمواجهة أي تحد مستقبلي قد يواجهها.

ولفت قهوجي إلى أن المؤتمر يقدم فرصة لمناقشة قضايا الدفاع بشفافية وعمق وبنوع من التحدي لجهة دراسة مدى فعالية الأنظمة المتوفرة في مواجهة التهديدات الصاروخية.