نيويورك: قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الدول العربية القلقة من برنامج إيران النووي أعربت عن الرغبة في عقد إجتماعات دورية مع القوى الكبرى الست في العالم، في اطار الجهود المبذولة لضمان ابقاء هذا البرنامج في حدود اغراضه السلمية. وجاءت تصريحات رايس عقب اجتماع مغلق عقد الثلاثاء بين القوى الست، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا، مع مندوبين من البحرين ومصر والاردن والكويت والعراق والامارات العربية والسعودية.

وقالت رايس، في تصريحاتها الصحفية تلك، ان quot;الجميع اعرب عن القلق من سياسات ايران النووية، وطموحاتها الاقليميةquot;. واضافت رايس ان جلسة الثلاثاء تعتبر اول اجتماع موسع مع الدول العربية المعنية حول الموضوع الايراني. واوضحت انها اعقبت مشاورات غير رسمية عقدت الشهر الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري.

وقالت الوزيرة الاميركية: quot;اعتقد ان ما خرج به الاجتماع حقا هو ان هذه الدول معنية بعمق في كيفية ايجاد حل لهذه القضيةquot; في اشارة الى البرنامج النووي الايراني، مضيفة ان الدول العربية ترغب في ان تكون هذه الاجتماعات دورية.

وتصر ايران على ان برنامجها النووي مخصص كليا للاغراض السلمية، بينما تشك الولايات المتحدة وحلفاؤها في ان البرنامج يمكن استخدامه لانتاج اسلحة نووية. وكانت طهران قد رفضت في الثامن من الشهر الحالي عرض الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما الذي يتضمن تقديم مزيد من الحوافز الاقتصادية لها مقابل تغيير نهجها في المجال النووي، او تواجه مزيدا من العقوبات.

وكان اوباما قد اعلن في برنامج تلفزيوني ان على واشنطن فتح قنوات دبلوماسية مباشرة مع ايران لاقناعها بتغيير سلوكها في المجال النووي والتوقف عن دعم الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله اللبناني. وتكرر طهران رغبتها في الجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة مع واشنطن رافضة الشروط المسبقة بوقف برنامجها النووي.

وكانت طهران قد رفضت عرض الحوافز الاقتصادية الذي قدمه المجتمع الدولي مقابل توقفها عن تخصيب اليورانيوم. واضاف اوباما ان باستطاعة بلاده تقديم حوافز اقتصادية مفيدة لطهران لانها quot;تواجه ضغوطا كبيرة ويعاني اقتصادها من مشاكل كبيرة مثل التضخم والبطالةquot;. واوضح ان المجتمع الدولي ايضا قادر على عرض رزمة حوافز عليها لتغيير نهجها.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية، بفتح حوار غير مشروط مع إيران بخصوص برنامجها النووي، فيما عُد تغييرا أساسيا في السياسة الخارجية الأميركية. الا انه قال في اول مؤتمر صحفي يعقب انتخابه ان quot;تطوير ايران سلاحا نوويا هو شيء غير مقبول، ودعمها للمنظمات الإرهابية يجب أن يتوقفquot;.