الدوحة: شكّلت الدواعي الإنسانية والأبعاد السياسية لأزمة دارفور أبرز محاور ندوة نظّمها الهلال الأحمر القطري، اليوم، بمشاركة وفد يمثّل الجالية المسلمة في بريطانيا، وعدد من ممثّلي المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية.

واستعرض المشاركون في الندوة، وبخاصة أولئك الذين تسنّى لهم زيارة مخيّمات النازحين في دارفور، الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها النازحون هناك، والحاجة الملحّة لإيجاد حل للأزمة.

ودعا نائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري محمد بن غانم العلي الأمين العام في كلمة له إلى رفع المعاناة عن المتضررين بأي طريقة ممكنة. واعتبر أن الدواعي الإنسانية تتطلّب أن يقدّم الجميع عملاً إنسانياً يخفّف عن الآخرين آلامهم ومعاناتهم، مشيراً إلى أن الندوة تأتي في إطار فهم أفضل للأوضاع الإنسانية في دارفور، بهدف الحثّ على دفع المعاناة هناك، ودعم المواقف الإنسانية في هذا الاتجاه.

كما دعا العلي إلى الحذر، حين التعامل مع موضوع الأزمة الإنسانية، من البعد السياسي لها، منادياً بضرورة عدم استغلال العمل الإنساني في أهداف سياسية. وأبرز المتحدثون، وخاصة من الوفد البريطاني الذي زار دارفور أخيراً، أوضاع الناس هناك، والمعاناة الكبيرة التي يعيشونها في ظل الأزمة الراهنة، وكذلك الجهود المبذولة في سبيل إغاثة النازحين، ومد يد العون لهم.

وتحدّث أعضاء الوفد البريطاني عن مشاهداتهم هناك، وكيف أن معسكراً صغيراً واحداً، يضم 14 ألف نازحاً يعانون الأمرّين، ويعيشون أوضاعاً مذرية، في وقت يولد فيه 100 طفل في هذا المعسكر شهرياً.

وطالب المتحدّثون في الندوة بضرورة حل سريع ودائم للأزمة في دارفور، مشيدين في هذا السياق بالجهود القطرية، في إطار المبادرة العربية لحل هذه الأزمة.

وأشاروا إلى أن المساعدات والإغاثات الدولية لن تستمر إلى ما لا نهاية، مما يتطلّب حلاً جذرياً، وتصفية الصراعات، وتحقيق السلام في الإقليم. لكنّهم شدّدوا على ضرورة تنمية الإقليم بعد إحلال السلام فيه.

وأكّد المشاركون أهمية دور منظّمات المجتمع المدني في دعم المبادرات التي من شأنها إيجاد حل دائم وعادل في دارفور، وتطبيقها على أرض الواقع، وعلى أهمية التنسيق في ما بين هذه المنظّمات، لجعل المساعدات الإنسانية هناك واقعاً يومياً كذلك.

وتحدث رئيس الهلال الاحمر السوداني حبيب مختوم عن المساعدات الدولية التي تقدّمها مختلف المنظّمات الإنسانية والإغاثية إلى السكّان والنازحين في دارفور. مؤكّداً أن القضية في إقليم دارفور مركّبة، وأن المعاناة ليست سياسية، ولا أمنية وحدها. بل تشمل نقصاً في الموارد، وصراعات بين مزارعين ورعاة وصراعات قبلية، إلى أن وجدت صراعات سياسية ونزاعات مسلحة.

وأكّد أن المعاناة ستظل مستمرة، ما لم يقتنع جميع الأطراف بالجلوس على طاولة واحدة، لصناعة السلام، وأن تراعي كل الأطراف مصالح المواطنين المتضررين، مثمّناً مساعي دولة قطر لإيجاد حل لمشكلة دارفور، يرضي أطراف النزاع كافة، ويحقّق السلام الدائم الشامل في الإقليم.

من جهته، أوضح عميد كلية الشريعة السابق في جامعة قطر عبد الحميد الأنصاري أن المساعدات الإنسانية إلى دارفور لن تستمر إلى الأبد، مع وجود جانب سياسي في الأزمة quot;لا بد أن يعالجquot;، داعياً إلى حل عادل، تقتنع به جميع أطراف النزاع، باعتبار ذلك الضمانة الحقيقية لإحلال السلام الدائم في الإقليم.

بدوره، نقل الوزير المفوّض في السفارة السودانية في الدوحة محمد حسن أن السودان، حكومة وشعباً، يعقدون آمالاً كبيرة على جهود اللجنة الوزارية العربية، التي تترأسها قطر، في التوصّل إلى حل، يضع حداً للأزمة في إقليم دارفور، وينهي معاناة سكّانه.