الياس توما من براغ : رشح الحزب الشيوعي التشيكي النائبة في البرلمان الأوربي عن تشيكيا الصحفية السابقة يانا بوبوشيكوفا لمنصب الرئاسة ليرتفع بذلك عدد المرشحين الذين سيتنافسون في الدورة الانتخابية الثانية يوم الجمعة القادم إلى ثلاثة بدلا من اثنين كما جرى في الدورة الأولى التي جرت يومي الجمعة والسبت الماضيين والتي لم ينجح فيها الرئيس الحالي فاتسلاف كلاوس أو منافسه البروفيسور في الاقتصاد يان شفينار في الحصول على العدد اللازم من الأصوات رغم تكرار الاقتراع ثلاث مرات وبالتصويت العلني .
وتعترف السيدة بوبوشيكوفا التي لا تنتمي إلى تيار اليسار بان فرص نجاحها في الوصول إلى قلعه هرادتشاني حيث مقر قصر الرئاسة تعتبر ضعيفة غير أن خطوة ترشيحها يمكن لها أن تكون لفائدة الانتخابات حسب قولها .
ويرى محللون هنا أن ترشيح الحزب الشيوعي لها سيزيد و بشكل ملموس من إمكانية نجاح الرئيس كلاوس في الاحتفاظ بمنصبه فيما ستتراجع فرص منافسة شفينار في إبعاده من قصر الرئاسة لأنه سيجعل أصوات الشيوعيين تذهب نحو مرشحتهم التي لن تحظى عمليا بالدعم سوى من قبل نواب الحزب الشيوعي .
وتقول صحيفة برافو أن بعض الشيوعيين دهشوا من تسمية السيدة بوبوشيكوفا مرشحة عن الحزب ولذلك فان نائب رئيس الحزب ييرجي دوليشي لم يوقع تحت طلب ترشيحها فيما قال النائب بالين من الحزب الشيوعي انه سينتخب شفينار أما رئيس أقوى أحزاب المعارضة الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي يدعم ترشيح شفينار ييرجي باروبيك فقد علق على ذلك بالقول إن بوبوشيكوفا لا تصل إلى مستوى المرشح إلى قصر الرئاسة وان الرئيس كلاوس سيشكر الشيوعيين على هذا الخيار لأنه سيتيح له تجديد رئاسته للبلاد .
وعلى خلاف الهدوء النسبي الذي ساد قبل انتخابات الدورة الأولى فان نهار أمس شهد تطورا امنيا وسياسيا ملفتا تمثل بتلقي خمس نواب من مجلسي النواب والشيوخ رسائل تضمنت طلقات نارية فيما تلقى نائب سادس بودرة رصاص في ظرف بريدي .
وقد وصلت الطلقات النارية للنائبين المنشقين عن الحزب الاجتماعي ملتشاك وبوهانكا ولنائبتين من الكتلة النيابية للمرشحين المستقلين في مجلس الشيوخ وللنائب عن الحزب الاجتماعي سنيتلي الذي تغيب عن الجولة الثالثة والحاسمة يوم السبت بسبب ادعاء بالمرض .
وقد علق النائب عن حزب الشعب يوزيف كالباتش الذي وصلته بودرة رصاص في ظرف على ما جرى أمس بالقول quot; من الضروري البدء بعمل شيء ما عقلاني فهذه الأمور هي أسوأ من ممارسات المافيا quot;
وتقول صحيفة برافو إن جميع من تلقوا هذه الرسائل باستثناء ايفجين سنيتيلي الذي تغيب قد صوتوا في الدورة الأولى لصالح إعادة انتخاب الرئيس كلاوس وأن الرسالة التي وصلت إلى بوهانكا لم تتضمن فقط الطلقات وإنما تهديدا ورد فيه quot; إذا كنت ستحضر يوم الجمعة للانتخاب فان طلقات أخرى لن تصلك وإنما ستكون في داخلك quot;
يذكر أن انتخاب الرئيس في تشيكيا وفقا للدستور يتم خلال جولة من الجولات الثلاث التي تعقد لهذا الغرض و يحتاج المرشح للفوز في الجولة الأولى إلى دعم 101 نائب في مجلس النواب من أصل 200 ولا يقل عن 41 نائبا في مجلس الشيوخ أما في حال الفشل في ذلك فإنه يتم تنظيم جولة ثانية يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين للجلسة في كل مجلس وفي حال تعثر ذلك يتم إجراء جولة ثالثة يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين في كلا المجلسين .
وينص الدستور أيضا على أنه في حال عدم حصول أحد من المرشحين على الأصوات المطلوبة في أي جولة من الجولات الثلاثة يتم تحديد موعد آخر خلال عشرة أيام لإجراء التصويت من جديد لكن يحق في هذه الحالة ترشيح مرشحين جدد وأيضا إعادة ترشيح نفس الذين اخفقوا في الدورة الأولى .