تمارا بزبز من عمان: أعلنت اللجنة التوجيهية لحملة quot;رسول الله يوحدناquot; أمس رسميا إنطلاق حملتها الإعلامية خلال مؤتمر صحفي عقد في مركز الحقيقة الدولية للدراسات والأبحاث بمشاركة خمس عشرة صحيفة أردنية أسبوعية ويومية وعدد من المواقع الإلكترونية الأردنية وبحضور حشد إعلامي كبير. وإفتتح زكريا الشيخ رئيس مجلس إدارة مجموعة quot;الحقيقة الدوليةquot; للإعلام والدراسات والأبحاث أعمال المؤتمر ردا على الهجمة التي أعادت من خلالها 17 صحيفة دانماركية نشر رسوم مسيئة للنبي محمد. وأوضح الشيخ في كلمته التي إفتتح بها المؤتمر أن quot;رسول الله صلى الله عليه وسلم وحد شعار حملة الصحف الأردنية التي رفعت انطلاقا من الأردن الغالي٬ أردن الهاشميين الذي لم تتوان قيادته الهاشمية عن الدفاع عن رسالة الإسلام في المحافل الدولية من خلال الدفاع رسالة التعايش والمحبة وعكس الصورة الحقيقة للدين الحنيفquot;.جانب من المؤتمر الصحافي وتبدو فيه الشخصيات المشاركة
quot;المسيحية المتصهينة وراء الاساءة للرسولquot;
وأكد الشيخ أن الهجمة المسعورة ازدادت شراسة ضد دين الأمة٬ من خلال الحملة التي استخدمتها الدانمارك بكافة الوسائل٬ بعد أن فشلت الوسيلة الإعلامية الأولى في ترجمة الإساءة للرسول٬ لتصبح ظاهرة جماعية الهدف منها إذلال الإسلام والمسلمين من خلال التعرض للرسول الكريم٬ وهي حملة مبرمجة وشرسة تستهدف مليارا وأربعمائة ألف مسلم ومسلمة في العالم. ولفت الشيخ إلى أن الأيدي الخفية التي تقف وراء تلك الإساءة للرسول الكريم هي الصهيونية المسيحية المتطرفة والتي تسعى على الدوام إلى ترويج الفكر الدموي المسموم موضحا أن هذا الفكر يتزعمه الإعلام المتصهين الأمريكي بقيادة دانيال بايبس وتحديدا عندما نشرت quot;الحقيقة الدوليةquot; تفاصيل المؤامرة في مقاطعة فيلادلفيا عام 2004 من خلال استدراج عدد من رسامين الكاريكاتير لرسم (22) رسما كاريكاتوريا مسيئا لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبين الشيخ أن الهدف من وراء تلك الإساءات المتكررة هو زرع الفتنة بين المسلمين والمسحيين وإحداث تصادم حضاري وصراع بين الأديان لترجمة ما قاله الجد الخامس للرئيس الأمريكي جورج بوش في عام 1831 في كتابه الذي يحمل اسم quot;حياة محمدquot; ونشرت quot;الحقيقة الدوليةquot; صورة لغلافه والذي جاء فيه quot;دمروا الإمبراطورية الإسلامية ولنمجد إمبراطورية الربquot; وهو ما ترجمه حفيده جورج بوش الرئيس الأمريكي الحالي حين قدم أكبر هدية للكيان الصهيوني من خلال إعلان دعمه لإقامة الدولة اليهودية.
وبين الشيخ أن ديننا الإسلامي الحنيف يأمرنا بأن نؤمن بجميع الديانات والكتب السماوية والتعايش الديني مع الديانات الأخرى، بعكس اليهودية الصهيونية المتطرفة التي تسعى على الدوام إلى إبادة البشرية من خلال زرع بذور الفتنة بين أتباع الديانات المختلفة وخاصة بين الإسلامية والمسيحية والتي بدأت ملامحها بالظهور في تركيا ومصر وهولندا وبريطانيا. وأكد الشيح أنه لا علاقة للشعب المسيحي والدنماركي بتلك الإساءات وإنما تقف ورائها فئة متصهينة تسعى إلى استفزاز مشاعر المسلمين وحثهم على التطرف والاصطدام مع الديانات الأخرى٬ وان هذا التوجه يتنافى مع ديننا الحنيف ولذلك رفعنا شعار: quot;رسول الله يوحدناquot; في حملة تستهدف الوقوف في وجه تلك الهجمة المتصهينة بنفس الأداة التي استخدموها٬ فبدأت الاستعدادات لهذه الحملة قبل نحو عشرة أيام وهي مستمرة. وطلب الشيخ من رؤساء تحرير الصحف الأسبوعية الوقوف وقفة تضامنية مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه الوقفة الإعلامية تعتبر بمثابة رد مباشر على الإعلام الدنماركي وهي دعوة لرفع هويتنا الإعلامية عاليا وبأدوات حضارية للرد على هذه الهجمة الإعلامية الشرسة ضد رسولنا الحبيب.
إدانة واستنكار
وتلا رئيس تحرير صحيفة الإخبارية فايز الاجراشي بيان الهيئة الشرعية لموقع شبكة إسلامنا حول الهجمة الغربية الإعلامية على رسول المحبة ودين العدالة والتسامح مبينا أن الهيئة تابعت وباستياء بالغٍ ما تقوم به الصحفُ الدانمركية من إعادةِ نشرِ الرسومِ المُهينةِ والمؤذيةِ لمشاعر المؤمنين. وأضاف البيان quot;نحن إذ نُدينُ ونشجبُ هذا التصرفَ المشينَ نؤكد أنه لا يصدر إلا من أنفسٍ مريضة تعبر عن كبتها وقلقها وليس عندها احترامٌ للدين والأنبياء، ويعكسُ صورةَ البغضاءِ والكراهية ويعبر عن الجهل بأقدار الأنبياء، فمقام النبيِّ الكريم -وهو خاتمُ المرسلين والمبعوثُ للناس كافة بشيرا ونذيرا- أسمى وأرفعُ من أن تصلَ هذه الممارساتُ وأمثالها للنيل منه، ولا نرى هذه الرسومَ المشينة في بنائِها ومعناها والمُغرِضةَ في مغزاها إلا حلقة من حلقات الإهانة التي لا تتوقف تجاه الإسلام ومقدساته، وهي إنما تزيد المسلمين تمسكاً بدينهم وانتصاراً لنبيهم وتعمل على إيقاظِ وتقويةِ مشاعر الحب والوفاء لمن أنقذ هذه الإنسانية من الضلال والفرقة وجعلها تعيش بأمن وسلامquot;.
وأوضح البيان أن هذه التصرفاتِ المشينةَ إنما توقظ كثيراً من الغافلين عن الحق من العقلاء فتزيدُ عددَ الباحثين عن حقيقة الإسلام ومعرفة شخصية الرسول الفذة التي صنفها علماءُ الغربِ أنفسُهم على أنها الشخصية الأولى في تاريخ البشرية، فلو عرف الغرب بعامة وإعلاميو الدنمارك بخاصة محمدا عليه الصلاة والسلام وما يجسِّده من أخلاق إنسانية لما أساءوا إليه٬ فقد كان رحمة للعالمين لم يحمل يوما حقدا أو ضغينة على غير مسلم بل كان دائم الدعاء لهم بالهداية ويُحسن معاملتهم وجوارهم وعاشوا في ظله وظل أتباعه آمنين مطمئنين ما داموا على عهودهم ومواثيقهم.
وطالبت الهيئة في بيانها المسلمين الغيورين بالتعبير عن استنكارهم وانتصارهم لإمامهم وقدوتهم من خلال الأسلوب الحضاري وتحويلِ مشاعر الغضب إلى قوة دافعة للنهوض والإصلاح بعد هذا التراجعِ والفساد، وإلى الوحدة والإعداد بعد هذا التراخي والتفرق لنكون أمة قوية مُهابة الجانب نسمع من يشتكي الصممَ، فقد اعتاد الناس على احترام الأقوياء والإصغاء إليهم أما الضعفاء فهم معرضون دائما لاستباحة أرضهم وعِرضهم وكرامتهم، ولنا في التاريخ عبرة وفي الحاضر أكبرُ عبرة.
ودعت الهيئة عقلاءَ الغربِ ممن يجنح للسلم ويشعر بأهمية الانفتاح واحترام الآخر والتعايش المشترك إلى الوقوف بحزمٍ أمامَ حملاتِ التشويهِ والإساءةِ المتعمدةِ للإسلام ورسولِه العظيم وقرآنه الكريم لأن ذلك لا يمت بصلة إلى حرية التعبير إنما هو أذى وشتيمة يترفع عنها العقلاءُ والأحرار، مؤكدة أن مثل هذه التصرفاتِ غيرِ المسؤولة فيها إساءةٌ بالغةٌ لسُمعةِ الغرب وتحريضٌ على الكراهية، وهي شراراتٌ يطلقها متطرفون في كل مكان تغذيها عناصر صهيونية تؤجج بها نارَ الصراعِ والمواجهة بين الإسلام والغرب، بينما ينبغي أن نصغي جميعا بخشوع لنداءِ ربِّ العالمين إذ يقول: (يا أيها الناسُ إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمَكم عند الله أتقاكُم).
مسيحيو الاردن: ما جرى كفر وعصيان
وتلا المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد بيان المركز الذي قال فيه: quot;أزعجنا كثيرا ما قامت به صحف في الدنمارك وغيرها مجددا، بنشر تلك الرسوم المسيئة التي تسيء إلى الإسلام نبيا وعقيدة مثلما مست بمشاعر إخوتنا المسلمين الذين نحبهم ونحترم عقيدتهم. فالكنيسة المقدسة تقول إنهم يؤمنون بالإله الواحد الحي القيوم واليوم الآخر ويوقرون السيد المسيح وأمه العذراء مريم، إذ أفرد لها القرآن الكريم سورة تتحدث عنها وعن ميلاد السيد المسيح العجائبيquot;. وتابع بيان المركز يقول: quot;لقد تجاوز هذا الإمعان٬ فليست الإساءة إدعاء بحرية التعبير أو ديمقراطية الصحافة وإبداء الرأي وإنما نشر هذه الرسومات يجدد الإساءة إلى ملايين إخوتنا المسلمين في كل أنحاء العالم وهي إساءة أيضا للعرب المسيحيين الذين يشكل الإسلام جزءا من تاريخهم وحضارتهمquot;.
وأضاف أن أي إدعاء بممارسة الحرية بالشكل الذي يمس بحرمة وقداسة العقائد الدينية يشكل انتهاكا لكرامة البشر في إيمانهم وهو أمر مستنكر ومرفوض من حيث دوافعه و أساليبه ونتائجه التي لا يمكن ان تكون إلا لزرع المزيد من الشرور والأحقاد والكراهية في هذا العالم الذي يعاني من انتشار أمراض التعصب والانغلاق والإرهاب. وأكد البيان أن مركز التعايش الديني يعلن أن الإساءة إلى المقدسات كفر وعصيان لأوامر السماء وقيمها التي تعلمنا جميعا أن لا نسيء إلى الآخر. ونقول إن المسيحية، كما الإسلام، لا تقبل في تعاليمها وفي محبتها الإساءة إلى أي أحد بل تدعو إلى حرية المعتقد واحترام الآخر وعدم الإساءة لكرامة الآخرين ومشاعرهم ومعتقداتهم، ونعلن أن هذا الأمر لا يسيء فقط إلى مشاعر أكثر من مليار مسلم، بل يصيبنا نحن المسيحيين٬ فالمسيحية تأمرنا أن لا يدين أحدنا الآخر وأن لا نحكم على الآخر وأن لا نهزأ بالآخر، والسيد المسيح في الموعظة على الجبل يقول إن من وصف أخيه بأنه أحمق يستحق الدينونة، فكيف يكون إذا كان التطاول يمس مشاعر الملايين في عقيدتهم وفي إيمانهم وفي كرامة نبيهم الكريم؟
وأكد البيان أن هذا العمل البشع المشين خارج عن كل مبدأ أخلاقي وعقائدي وإنساني وعن متطلبات العصر التي تنادي بحرية الصحافة وإبداء الرأي٬ فالحرية تنتهي عندما تمس بحرية الآخرين وكرامتهم ومعتقداتهم ولا يمكن للحرية كقيمة أمرت بها الديانات السماوية أن تكون مشروعة إلا إذا تميزت بالفضيلة والمسؤولية وكانت دوافعها وأهدافها الخير ونشر العدل والمودة والسلام. وأضاف أن المركز الأردني لبحوث التعايش الديني يؤكد موقفه الثابت في الدعوة إلى الاحترام المتبادل بين الشعوب جميعا، الرافض على الدوام، لكل إساءة إلى الديانات السماوية أو المس بكرامة أي من رموزها ومقدساتها، ويؤكد على ما جاء في وثيقة التعايش الإسلامي المسيحي التي وضعها كبار القادة المسلمين والمسيحيين من المملكة والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في مؤتمر التعايش وصنع السلام الذي عقده في كانون الثاني الماضي تحت الرعاية الملكية السامية في عمان صاحبة رسالة عمان ودعوا فيها بوضوح إلى الالتزام التام بمبادئ احترام حرية الدين والعقيدة واحترام الرسل والكتب المقدسة والرموز الدينية وتحريم تدنيسها أو الإساءة إليها ومنع صور ذلك كله.
نقابة الصحفيين تدعم الحملة
وتلا رئيس هيئة تحرير صحيفة المواجهة عماد شاهين خلال المؤتمر بيان نقابة الصحفيين الأردنيين والذي ثمن فيه نقيب الصحافيين طارق المومني مبادرة صحف أردنية ومواقع الكترونية توحيد صدورها اليوم الأربعاء تحت شعار quot;رسول الله يوحدناquot; وبعنوان وصورة ومضمون موحد يحمل رسالة إعلامية ذات طابع مهني وموضوعي في إطار حملة إعلامية موسعة ردا على 17 صحيفة دنماركية مجتمعة أعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية بقصد الإساءة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأكدت النقابة في بيانها أن هذه المبادرة الايجابية تستحق الدعم والمؤازرة من كل وسائل الأعلام ومؤسسات المجتمع المدني للرد على موقف صحف دنماركية قصدت الإساءة المتعمدة للإسلام ولنبي هذه الأمة ما يشكل انتهاكا صارخا لكل الشرائع السماوية واهانة للشعور الديني والمس بأرباب الشرائع من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
وأوضح البيان أن ما قامت به تلك الصحف لا علاقة له بحرية الرأي والتعبير وإنما يقع في أطار التجريح والإساءة التي تخالف كل الشرائع والأعراف والمواثيق التي تحظر المس بالأديان والأنبياء والرسل بأي صورة كانت. ودعت النقابة كافة الصحف وكتاب الأعمدة إلى المساهمة في هذا الجهد عبر الكتابة ردا على ما نشر في تلك الصحف مثلما تمنت على وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بذات النهج. وأعربت النقابة عن دعمها الكامل لهذه الحملة التي ترسخ الدور الريادي للأردن وقيادته الهاشمية ونسبها الشريف في الدفاع عن الدين وتعزيز حوار الأديان والحضارات والثقافات.
التعليقات