سوخومي: توجه برلمان إقليم أبخازيا المدعوم من موسكو إلى المجتمع الدولي الجمعة، طالباً من الأمم المتحدة الاعتراف باستقلال الجمهورية على غرار ما حدث حيال كوسوفو، في خطوة قد تمثل رداً روسياً على الدعم الدولي لفصل كوسوفو عن صربيا.

ففي جلسة طارئة عقدها الجمعة، طالب البرلمان الأبخازي الأمم المتحدة وروسيا الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة عن جورجيا، التي تلقت قبل أيام ضربة مماثلة من إقليم آخر أعرب عن نزعة انفصالية، وهو إقليم أوسيتيا الجنوبية.

وجاء في بيان البرلمان الأبخازي: quot;لقد قامت الجمهورية الأبخازية وتكونت كدولة مستقلة وديمقراطية وقانونية. وتمتلك أبخازيا جميع صفات السلطة التي تشكلت مع مراعاة كل المعايير الديمقراطية، فالدولة قائمة بنجاح وبصورة مستقلة منذ أكثر من 15 عاماً.quot;

وتعيش أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تحت حكم ذاتي منذ مطلع العقد التاسع من القرن الماضي، وذلك بعدما خاضت قواتهما حرباً مع الحكومة الجورجية المركزية، ورغم عدم الاعتراف الدولي بهما، إلا أم موسكو تدعمهما في وجه جورجيا التي تعمّق بشكل متواصل تحالفها مع الغرب، وفقاً لأسوشيتد برس.

ولم يخل بيان البرلمان الأبخازي من التصعيد، إذ جاء فيه: quot;في الظروف السياسية الحالية ستؤدي أية محاولة هادفة إلى حرمان أبخازيا من الاستقلال والسيادة إلى اندلاع نزاع إقليمي مسلح واسع، مع انجرار الدول القريبة إليهquot;.

وألمح البيان إلى أن اعتراف دول الغرب بكوسوفو مهد الوضع الدولي لقبول استقلال أبخازيا.

وكانت موسكو قد صعّدت الموقف مع جورجيا الخميس عندما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها ستعيد العلاقات التجارية بشكل كامل مع أبخازيا، بعد أعوام من فرضها من قبل منظمة دول الاتحاد السوفيتي السابق - رابطة الدول المستقلة - إثر النزاع المسلح الذي اندلع بين الإقليم وحكومة تبليسي.

وأشار البيان الصادر آنذاك إلى أن موسكو ستتعامل مع جمهورية أبخازيا المعلنة من جانب واحد كشخصية دولية قائمة بذاتها من دون أن تعترف باستقلالها رسميا.

وكان برلمان كوسوف قد عقد quot;جلسة وصفت بأنها quot;تاريخيةquot; في 17 فبراير/ شباط الماضي، أعلن خلالها موافقته على استقلال الإقليم بشكل تام عن صربيا، بعد قرابة عقد كامل من الخضوع لإدارة الأمم المتحدة، في أعقاب الحرب التي اندلعت في منطقة البلقان، بعد quot;تفكيكquot; جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة.

وقد سارعت الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلى الاعتراف باستقلال الإقليم الأمر الذي أثار حفيظة روسيا التي ترى أن الغرب يحاول التمدد استراتيجياً قرب حدودها.