القدس: أعلنت كل من السلطات الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;، أن التهدئة الحالية بين الجانبين في قطاع غزة لا تدخل ضمن إطار quot;وقف إطلاق النارquot;، في الوقت الذي استبعد فيه مسؤولون إسرائيليون quot;هدنةquot; مؤقتة، قد تستغلها حماس للحصول على مزيد من الأسلحة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون وقياديون بحركة حماس لـCNN أن التهدئة quot;المتبادلةquot; التي بدأت بين الجانبين مع بداية الأسبوع الجاري، تأتي على خلفية تراجع هجمات الصواريخ من شمال قطاع غزة، والذي تبعه تخفيف عمليات الجيش الإسرائيلي بالقطاع.
تأتي هذه التهدئة قبل أيام من الاجتماع الثلاثي المرتقب بين ممثلين من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الخميس، بحضور المنسق الأمني الأميركي، ويليام فريزر، بهدف مناقشة تنفيذ كلا الجانبين التزاماته بموجب البند الأول من خطة خارطة الطريق.
وبدأت التهدئة، التي يصر الطرفان على أنها ليست بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد قليل من الهجوم الذي نفذه مسلح فلسطيني على مدرسة إسرائيلية دينية في القدس الغربية الخميس الماضي، والتي أسفرت عن مقتل ثمانية طلاب إسرائيليين، وإصابة عشرات آخرين.(القصة كاملة)
وقال مصدر رفيع بالحكومة الإسرائيلية إن نحو 14 صاروخاً فقط أطلقها المسلحون الفلسطينيون من شمال غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية، منذ الجمعة الماضي، فيما قال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، إن التهدئة الحالية تعتبر دليلاً على أن مسلحي الحركة يطلقون الصواريخ كرد فعل على الإعتداءات الإسرائيلية على القطاع.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، إن أوامر أولمرت للجيش الإسرائيلي بتخفيف عملياته في غزة، جاءت تجاوباً مع تراجع عمليات إطلاق الصواريخ من داخل القطاع باتجاه مناطق الجنوب الإسرائيلي.
وأضاف ريغيف قوله: quot;الجيش الإسرائيلي لا يقوم بمهاجمة غزة لأنه يريد ذلك، بل لأنه يتوجب عليه ذلكquot;، واستطرد قائلاً: quot;إذا لم يتم إطلاق الصواريخ من هناك (قطاع غزة)، فإننا لن نكون بحاجة للدفاع عن أنفسنا.quot;
ولكن ريغيف شدد على رفض هدنة مع حماس، قائلاً إن إسرائيل quot;لا يمكنها الموافقة على هدنة مؤقتة، قد تستغلها حماس في إعادة التسلحquot;، مضيفاً قوله: quot;نحن نعمل مع المصريين لمنع حصول حماس على المزيد من الأسلحة.quot;
وذكرت تقارير إسرائيلية سابقة إن حماس حصلت على صواريخ quot;كاتيوشاquot;، التي يستخدمها حزب الله اللبناني، وهي أطول مدى من صواريخ quot;القسامquot; محلية الصنع، أثناء فتح الحدود بين قطاع غزة ومصر في يناير/ كانون الثاني الماضي، قائلة إن إيران وراء تزويد المسلحين الفلسطينيين بهذا النوع من الصواريخ.(المزيد)
في الغضون، نفت حركة المقاومة الإسلامية في بيان للناطق باسمها، سامي أبو زهري، صحة التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بأن حركة حماس quot;وافقت على وقف إطلاق الصورايخ، مقابل عدم استهداف قادتهاquot;، من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو زهري: quot;هذه التصريحات محض أكاذيب، تستهدف تشويه صورة الحركة، فقادة حماس هم طلاب شهادة، ولا يمكن أن يساوموا على دماء شعبهم مثلما يفعل الآخرونquot;، مشيراً إلى أن حماس quot;قدمت قادتها المؤسسين، وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين، كما قدم معظم قادتها أبنائهم شهداء في سبيل هذه القضية.quot;
وفيما شدد البيان على أن quot;تصريحات أبو مازن لا أساس لها من الصحةquot;، فقد دعت الحركة رئيس السلطة الفلسطينية إلى quot;التوقف عن استخدام هذه الإدعاءات الباطلة، في محاولته اليائسة لتشويه صورة الحركة.quot;
كما أكدت حماس أنه quot;لا جديد فيما يتعلق بموضوع التهدئة، وأن الحركة لا تطرح هذا الموضوع ابتداءً، ولكن إذا عرض علينا فإنه لا تهدئة بدون ثمن، وثمن التهدئة هو وقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي على شعبنا، سواء في غزة أو الضفة، ورفع الحصار عن غزة، وفتح المعابر.quot;
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد استبقت الاجتماع المرتقب الخميس، بالإعلان عن خطة لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية، وهي الخطة التي وصفها كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بأنها بمثابة وضع quot;عصا في عجلة السلامquot; لوقف دورانها.
جاء هذا القرار في وقت تمر فيه مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بمرحلة بالغة الصعوبة، حيث قرر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تعليق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في أعقاب الغارات الإسرائيلية على غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من مائة فلسطيني بينهم حوالي 20 طفل.
وزير اسرائيلي يبرر قرار بناء وحدات سكنية في مستوطنة بالضفة الغربية
من جهة ثانية اعتبر وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر الثلاثاء ان استئناف بناء وحدات سكنية في مستوطنة جعفات زئيف في الضفة الغربية لا يسيء لعملية السلام مع الفلسطينيين.

وقال بن اليعازر للاذاعة العامة ان quot;هذا القرار لا يسيء للعملية التي اطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر في انابوليس (...) هناك الكثير من الورش التي اطلقت منذ ستة او سبعة اعوام واوقفت ثم استؤنفت في مناطق ستبقى في مطلق الاحوال بين اياديناquot;.
واضاف quot;هناك توافق في اسرائيل على واقع ان مناطق مثل غوش عتصيون وارييل والاحياء اليهودية في القدس (التي اقيمت في القسم الذي ضمته اسرائيل عام 1967) ستبقى تحت سيطرتناquot;.

وكان الوزير الاسرائيلي يشير الى ان اسرائيل تعتزم في اطار تسوية دائمة مع الفلسطينيين ان تقوم باجلاء مستوطنين من الضفة الغربية لتجميعهم في كتل استيطان كبرى تريد ابقاءها تحت سيطرتها وتعتبر ان من حقها بناء وحدات سكنية فيها.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اعطى الضوء الاخضر الاحد لبناء مئات من الوحدات السكينة الجديدة في جعفات زئيف على الحدود الشمالية للقدس.
واثار هذا القرار ادانات دولية كثيرة.

وتنص خارطة الطريق، خطة السلام الدولية التي اطلقت عام 2003 ووافق عليها الفلسطينيون واسرائيل، خصوصا على وقف العنف وتجميد الاستيطان.
من جهة اخرى قال بن اليعازر ان quot;الهدوء النسبي الذي سجل في الايام الماضية في قطاع غزة هو نتيجة عمليات الجيش الاسرائيلي وليس ناجما عن تهدئةquot; تم التوصل اليها مع حماس.
وحذر من ان quot;اسرائيل لن تبقى مكتوفة الايدي امام جنون حماسquot;.