نيويورك: أعربت روسيا أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين، عن قلقها إزاء تحريك الولايات المتحدة الأميركية بعض قطعها البحرية قبالة الشواطئ اللبنانية، معتبرة أن هذه الخطوة تعرقل التوصل إلى إيجاد حل للأزمة السياسية التي تعصف بلبنان، ولا تساهم إيجابياً في تطوّر الوضع اللبناني.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الرئيس الحالي للمجلس، إنه ناقش تحريك البحرية الأمريكية عدد من قطعها البحرية، ومن بينها المدمرة USS Cole، في اجتماعٍ مغلقٍ لمجلس الأمن، لبحث تقرير مراقبة تطبيق القرار 1701 المتعلق بوقف الحملات العسكرية، التي اندلعت في صيف عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وأضاف المسؤول الروسي قوله: quot;أشرنا إلى حقيقة أن جميع القوى السياسية اللبنانية أعربت عن قلقها إزاء هذا الأمر، بما فيها حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ولقد قلنا مراراً إن مثل هذه الأفعال تعيد إلى الذاكرة أحداثاً تاريخية مشابهة.quot;

وأعلن تشوركين أن روسيا لا تعتبر أن هذا الأمر يسهم إيجابياً في تطور الوضع اللبناني.

من جهته، خالف مندوب واشنطن في مجلس الأمن، زلماي خليل زاد، الرأي الروسي بأن وجود القطع الأميركية قبالة شواطئ لبنان، يعرقل جهود اللبنانيين في إيجاد مخرج للأزمة السياسية أبرزها الفراغ الرئاسي المستمر منذ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قائلاً: quot;لدينا قوات في المتوسط وفي المنطقة منذ بعض الوقت، هذه القوات موجودة في الأصل لحماية مصالحنا، وللتعاطي مع أي وضع قد ينتج عن حالات طارئة.quot;

يُذكر أن حزب الله اللبناني كان قد أعرب عن رفضه لنشر هذه القطع قبالة السواحل اللبنانية، ووصفها بأنها تهديد للبلاد، ولكنه لن يؤثر على قوات الحزب المسلحة.

وقال النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني، حسن فضل الله: quot;إننا نواجه تهديداً أمريكياً ضد لبنان.. إنه تهديد صريح والترهيب لن يؤثر علينا.quot;

كذلك حذر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، من أن نشر بارجة أميركية قبالة سواحل لبنان يهدد أمن المنطقة، منبهاً إدارة واشنطن إلى أنها لن تستطيع فرض حلول للأزمة السياسية القائمة هناك.وأشار المعلم، خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى مؤخراً، إلى أن للأسطول الأميركي تاريخ في التدخل بلبنان، مضيفاً: quot;أعتقد أن تلك التجارب لم تكن مجدية.quot;

بينما أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية quot;البنتاغونquot;، أن المدمرة quot;كولquot;، المحملة بالصواريخ الموجهة، وعدداً من القطع البحرية الأخرى توجهت إلى السواحل الشرقية من البحر المتوسط.وأوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولن: quot;إنها مجموعة من القطع البحرية التي ستعمل في المناطق المجاورة لفترة من الزمن، ونظراً لما تفعله قطعنا البحرية، فإن وجودنا مهم.quot;

يُشار إلى أن الوضع في لبنان يمر بحالة من التأزم منذ نحو ثلاث سنوات، وذلك بين الأغلبية المؤيدة للغرب والمعارضة المؤيدة لسوريا.

كذلك فإن البلاد تمر بمرحلة فراغ رئاسي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إثر انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، وعدم قدرة البرلمان على الاتفاق على رئيس بديل له حتى الآن. التأجيل السادس عشر لانتخاب رئيس للبنان.

يذكر أن المدمرة كول، التي يبلغ طولها 512 قدماً، كانت قد تعرضت لهجوم انتحاري أسفر عن مقتل 17 جنديا أميركيا وإصابة 39 آخرين، كما أصيبت بأضرار جسيمة، أثناء تواجدها في ميناء عدن في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2000. وأسفر الحادث عن فتح فجوة في جسم المدمرة يبلغ أتساعها 12 مترا تقريبا.

وقد استغرقت عملية إصلاح المدمرة كول في منطقة quot;باسكاغولاquot; بولاية ميسيسيبي الأمريكية 14 شهراً تقريباً، قبل أن تبحر في 19 أبريل/ نيسان 2002 عائدة لقاعدتها الأساسية في quot;نورفولكquot; بولاية فيرجينيا.