بعد محاولتهم هدم منزل منفذ عملية القدس
مواجهات عنيفة بين متطرفين يهود وفلسطينيي القدس

نجلاء عبد ربه من غزة: اندلعت مساء اليوم مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية، وحوالي 200 متطرف يهودي نجحوا بدخول حي جبل المكبر، حيث منزل الفدائي الفلسطيني علاء أبو دهيم الذي نفذ عملية في مدرسة دينية يهودية قبل أسبوعين، قتل فيها 8 إسرائيليين وأصيب أكثر من 35 آخرين. ورغم الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة الإسرائيلية في محاولة لمنع أكثر من 1000 يهودي متدين من دخول جبل المكبر، إلا أن عدداً منهم تمكن من الوصول للمنطقة، ودار بينهم وبين المواطنين الفلسطينيين إشتباكات، قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية وتعتقل 10 من اليهود.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مجموعه من المتشددين اليهود نجحت في دخول حي جبل المكبر كانوا ضمن مجموعه كبيرة تقدر بحوالي 1000 متدين، أعلنوا عزمهم دخول القرية لهدم منزل منفذ عملية القدس . وقذف المتشددون اليهود منازل الفلسطينيين في حي جبل المكبر بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما إضطر أهالي الحي إلى التصدي لهم وإخراجهم من البلدة.

ووصل أكثر من 1000 يهودي متشدد مساء اليوم إلى مدخل حي جبل المكبر، الذي تقطن فيه عائلة علاء أبو دهيم الذي نفذ العملية في معهد (مركز هراف) في القدس، بهدف هدم بيت منفذ العملية، وهم يرفعون شعارات عنصرية ويطلقون هتافات معادية للفلسطينيين والعرب. وقالت مصادر إسرائيلية أن الشرطة منعتهم من التوغل إلى الحي واعتقلت تسعة منهم وأصيب أربعة آخرون بجروح طفيفة.

وذكرت أنباء صحفية من القدس، إن اليهود المتطرفين قاموا بتوزيع لافتات تدعو إلى هدم منزل أبو دهيم في جبل المكبر بمدينة القدس وطرد عائلته، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في مدينة القدس، حيث انتشر أفراد الشرطة في منطقة حي المكبر بدعوى منع المتشددين اليهود من تنفيذ عملية هدم المنزل. وأسس مدرسة quot;مركز هرافquot; الدينية في 1924 حاخام إسرائيل الأكبر الأول افراهام اسحق كوك.

وتحولت على مر السنين معقلا للصهيونية الدينية، وبعد العام 1967 إلى معقل قومي متطرف عندما تولاها ابنه الحاخام تزفي يهودا كوك. ومن هذه المدرسة انطلقت حركة غوش امونيم (كتلة الإيمان) رأس حربة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة، في العام 1974. وازدادت خلال الأيام الأخيرة الحملة العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس والمناطق المحتلة عام 48، إذ طالب متطرفون يهود بطردهم من منازلهم والاستيلاء عليها وطرد النواب العرب من الكنيست.

وكان وزير الأمن الداخلي quot;آفي ديخترquot; قد أصدر تعليماته إلى الشرطة الإسرائيلية منذ 4 أيام، بالعمل على هدم منزل عائلة منفذ عملية القدس في جبل المكبر. وفي أعقاب صدور القرار توجهت الشرطة إلى وزارة الأمن من أجل فحص إمكانية الهدم، من الناحية القانونية، وبشكل مواز تقوم بفحص إمكانية إغلاق المنزل.

وكان عدداً من الصحف الإسرائيلية نشرت معلومات تتحدث عن إطلاق حاخامات إسرائيليين متشددين دعوات إلى اغتيال شخصيات من إدارة المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، ردا على العملية الفدائية في القدس المحتلة. وأجتمع عدد من حاخامات اليمين الإسرائيلي المتطرف مع مجموعة طلاب في المعهد الديني الذي اُستهدف بالعملية الفدائية, وخططوا سوياً للرد على العملية.

وحسب التلفزيون الإسرائيلي، فقد اتخذ القرار في أثناء لقاء عقد في المعهد يوم السبت الماضي، مشيراً إلى أن عدداً من خريجي المعاهد الدينية شاركوا في الجلسة، موضحةً في الوقت ذاته أن معظمهم من خريجي الجيش و يحملون السلاح المرخص. ويبيّن التقرير المتلفز، أن أعضاء المجموعة توصلوا إلى الاستنتاج بأن الجيش الإسرائيلي لن يرد على العملية، موضحاً أن جهاز الأمن يتابع بتحفظ وعلى علم بالتأكيد بالفكرة والرغبة بل وبالخطوات العملية لتنفيذ عملية quot;ثأرquot; في أعقاب العملية.