بغداد: أقر أكبر مسؤول عسكري أميركي في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، بوجود quot;خلافquot; مع قائد القيادة المركزية بالجيش الأميركي السابق، الأدميرال وليام فالون، الذي يُعد أحد أبرز العسكريين الأميركيين الذين أعربوا علناً عن معارضتهم شن هجوم quot;محتملquot; على إيران. ولكن الجنرال بتريوس، الذي هاجم إيران وسوريا مجدداً، لم يوضح طبيعة أو مدى الخلافات مع قائده السابق، إلا أنه ذكر، في تصريحات له الأربعاء، أن الأدميرال فالون يتفق معه بشأن التوصيات التي تتعلق بمستقبل الحرب على العراق، التي دخلت عامها السادس.

وقال بتريوس في بغداد، الزميلة كيرا فيليبس: quot;في الحقيقة، لقد كانت علاقتنا طيبة جداً جداً على مدار الأشهر الستة الأخيرةquot;، وأضاف قوله: quot;لقد كان هناك خلاف بيننا في البداية، فهو كان لديه مهام تقتضيها وظيفته، غير مهام وظيفتي.quot; واستطرد قائلاً: quot;لقد كانت اختلافات يمكن تفهمها وقبولها، ومثلما يقولون في السياسة والحكومة 101، إنه عندما تتوقف عند قضية ما لبعض الوقت، فإن ذلك يعتمد على المكان الذي ستجلس فيه ضمن الترتيب، ونحن (بتريوس وفالون) كنا نجلس في مقاعد مختلفة.quot;

وكانت صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; قد أشارت في عددها الخميس الماضي، إلى أنه كانت هناك quot;معركة غير معلنةquot; بين قائد القيادة المركزية الوسطى، وقائد القوات الأميركية بالعراق، قائلة إن quot;العداء بين الضابطين الكبيرين، كان عداءً شخصياً.quot;

فمن الناحية السياسية، يعتبر الجنرال بتريوس المفضل لدى الرئيس الأميركي جورج بوش، إلا أن وجهات نظر رئيسه المباشر، الأدميرال فالون، ساهمت في جعل قائد القوات الأميركية بالعراق، غير مقرب من مسؤولين كبار في البيت الأبيض، بحسب الصحيفة الأميركية.

ومن الناحية الإستراتيجية، تتركز مهمة الجنرال بتريوس على كسب الحرب في العراق، في الوقت الذي كان يخشى فيه قائد القيادة الوسطى السابق، من أن تؤثر عمليات زيادة القوات الأميركية في العراق، على قدرة الجيش الأميركي في التعامل مع تحديات طارئة محتملة أخرى.

وكان الأدميرال فالون قد أعلن استقالته بصورة مفاجئة في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد نحو عام قضاها في المنصب، إثر خلاف مع الرئيس الأميركي بشأن إيران. وأرجع الأدميرال الأميركي سبب استقالته إلى تقارير صحفية وصفها بأنها quot;غير دقيقةquot;، وضعته في موقف مغاير لما تنتهجه إدارة الرئيس بوش، بشأن طريقة التعامل مع الملف النووي الإيراني.

وفيما يتعلق بهذا الملف، قال الجنرال بتريوس إن إيران تواصل تقديم الدعم للجماعات المسلحة الشيعية في العراق، واصفاً الأمر بأنه quot;خطير للغايةquot;، رغم نفي طهران مراراً تقديم أي دعم لمسلحي العراق. كما جدد الجنرال الأميركي الاتهامات إلى سوريا، قائلاً إن السلطات السورية تسمح بعبور المقاتلين الأجانب حدودها والدخول إلى الأراضي العراقية، للإنضمام إلى الجماعات المسلحة في العراق.

وحذر بتريوس كل من طهران ودمشق قائلاً إن الولايات المتحدة يجب ان تتعامل بكل حسم مع مثل هذه المخاطر، التي تهدد النجاحات التي تحققت بالعراق، والتي من المتوقع أن يتضمنها تقريره الذي سيقدمه إلى الكونغرس الشهر المقبل، والذي ستناول فيه الوضع الأمني، فيما سيقدم السفير الأميركي ببغداد، رايان كروكر، تقرييراً حول الوضع السياسي بالعراق.