أسامة مهدي من لندن : اتهم مساعد للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الحكومة العراقية الحالية باضطهاد المواطنين باسم القانون ووضع المدن بيد المحتل لضربهم وقال انه اذا كان الرئيس السابق صدام حسين قد تعاون مع الولايات المتحدة ضد الشعب فإن اصحاب العمائم يتعاونون الان علنا معها ضدهم .. في وقت قال نائب من التيار الصدري ان رئيس الوزراء نوري المالكي وحزب الدعوة الذي يقوده وعبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاسلامي الاعلى يخططان لتصفية عناصر التيار الصدري. وقال الشيخ عبد الهادي المحمداوي احد مساعدي الصدر وخطيب مسجد الكوفة (150 كم جنوب بغداد) في خطبة الجمعة مخاطبا المصلين quot;نلاحظ ايها الاخوة كنا ايام النظام الظالم (نظام الرئيس السابق صدام حسين) نتطلع الى الحق والحرية .. ولكن الان باسم القانون يضطهد الناس ويعتدى على المعتقدات وتهدم الدور ويضرب رجال الدين وفي أماكن مختلفة كمدينة الصدر ومدينة الشعلة (اكبر حيين شيعيين في العاصمة) فإن الحكومة الحالية جعلتهما بيد المحتل لضرب اتباع محمد الصدر (والد مقتدى الصدر). واضاف quot;ان الاحزاب السياسية اليوم تستخدم الاسلوب الصدامي نفسه فتحول الزيتوني الى الجبة والعمامة واذا كان صدام تعامل مع اميركا بالسر فإن العمائم اليوم تعاملت علناً مع اميركاquot; . واشار الى ان quot;أوامر القبض التي تصدر ضد من هو في السلطة الذي يسلط ظلمه على رقاب الناس لا تنفذ بينما فقط تنفذ الاوامر على الابرياء من ابناء البلد ورجال الدين يفتشون ويتعرضون للإهانة والاعتقال في الديوانية وكربلاء واليوم في الكوت فبعد أن زار الاخوة من الكتلة الصدرية المحافظة وتم الاتفاق على عدة أمور عدة فإن الاعتقالات مستمرةquot; .
وقال quot;نقل لنا أحد المقربين لرئيس الوزراء نوري المالكي أن هناك ضغوطا من كتلته لتصفية التيار الصدري في المحافظات الجنوبيةquot; . واضاف ان مثل هؤلاء فسروا تجميد جيش الامام المهدي تفسيراً خاطئاً quot;فيعتقدون ان سماحة السيد (الصدر) راض عما يجري، ويتصورون بسكوتنا اننا ضعفاء ، ولم يعلموا ان التيار الصدري في كل العراق بركان إذا انفجر عليهم يسحق كل هذه الرؤوس العفنة ولا يبقي ظالما على وجه الارض وان كنا لنتمنى ذلكquot; .
وقال ان quot;احد فضلاء الجمعة ناشد المراجع بتخفيف الضغط على التيار الصدري ، وقد ناشدنا رئاسة الوزراء ايضاً وكل الشرفاء ... ولكن دون جدوى . . وعندما وجهنا نقدنا الى السلطة في كربلاء ، بادرونا بتطويق المكتب واعتقال كل من يدخل اليه وانني منعت من دخول المدينة القديمة في كربلاء كوني من غير أهالي المدينةquot; . واضاف ان امام جامع براثا (الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاعلى) يزور الجامعات هناك ويقول لهم لا تنتخبوا من أثار أعمال الشعبانية (في اشارة الى الاشتباكات التي شهدتها مدينة كربلاء خلال زيارة النصف من شعبان الصيف الماضي بين جيش المهدي والقوات الامنية) ويحذر قائلا اننا لا نسمح بصعود هؤلاء للانتخابات .. وقد فوجئنا بسحب الاعتراض الذي كان ضد قانون مجالس المحافظات بعد مجيء ديك شيني (نائب الرئيس الاميركي) وهذا أمر خطر .. ولكن؟ يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرينquot; .
ومعروف ان عناصر التيار الصدري يتعرضون لحملات قتل واعتقال من قبل القوات الاميركية والعراقية في المحافظات الجنوبية منذ العام الماضي باتهام عناصر منهم بممارسة اعمال عنف طائفية ينفيها الصدر ويقول انهم خارجون على ارادته وانه يتبرأ منهم .
ومن جهته قال النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي إن quot;جميع محاولات بناء العراق على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى على صعيد حفظ الأمن والاستقرار قد فشلت وللاسف الشديد فقد تخلص العراقيون من نظام دكتاتوري فردي ليقعوا تحت سطوة دكتاتورية جماعية.
واضاف في تصريح صحافي اليوم انه بعد طي صفحة الحزب الواحد بكل أفكاره الشوفينية لكن أيديولوجية البعث ما زالت تطبق في حكم العراق من خلال الممارسات التي تهدف إلى إقصاء وتهميش الآخرين وتكرس الحسابات الحزبية والمحسوبية بمنأى على الحسابات الوطنية والاهتمام بمصالح جميع المكونات الاجتماعية العراقية . واضاف ان هذه الممارسات بدت جلية من خلال المعاملة السيئة والبعيدة عن روح الوطنية من قبل السلطة الحاكمة لأبناء التيار الصدري صاحب الثقل الشعبي والتي اعتبرتهم منافسين لها وليسوا مواطنين عراقيين لهم حقوقهم السياسية والاجتماعية في هذا البلد .
وأشار إلى أن ما حدث في محافظتي كربلاء والديوانية مؤخرا وخلال الايام وقبل ايام في محافظة الكوت دليل على وجود خطة أو مشروع لاضعاف وابعاد الصدريين عن المشاركة السياسية . وشدد الأعرجي على القول إن quot;التيار الصدري مازال متمسكا ومصرا على منهج العمل السياسي والمشاركة في العملية الانتخابية المقبلة، على الرغم من جميع الضغوط والمضايقات التي يتعرض لها، وأعتقد ان المستقبل سيعطي كثيرا من المقومات الايجابية لجهة تصحيح البناء السياسي والمؤسساتيquot; في العراق.
كما اتهم برلماني عن التيار الصدري في مجلس النواب اليوم رئيس الوزراء نوري المالكي وحزب الدعوة الذي يقوده بالتخطيط مع المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة عبد العزيز الحكيم لحملة عسكرية تستهدف تصفية التيار الصدري في محافظة بابل محذرا من التيار لديه quot;خيارات كثيرةquot; تغير الواقع السياسي في المحافظة.
وقال احمد المسعودي ان هناك جهات سياسية في محافظة بابل متمثلة بالمجلس الاعلى وحزب الدعوة قاموا بعقد اجتماعات مع ضباط الميليشيات التي دمجت مؤخرا بالاجهزة الامنية لتنفيذ عملية عسكرية ظاهرها فرض القانون ولكن الغاية منها تصفية الخط الصدري كما نقلت عنه وكالة انباء quot;اصوات العراقquot; اليوم . واضاف ان رئيس الوزراء نوري المالكي يشرف بصورة مباشرة على هذا المخطط مع ضباط من حزب الدعوة والمجلس الاعلى انخرطوا ضمن الاجهزة الامنية مؤخرا. وقال ان quot;رئيس الوزراء متهم هو وحزب الدعوة والمجلس الاعلى. واضاف ان الغاية من العملية quot;احتلال مكاتب السيد الشهيد في محافظة بابل وتصفية الخط الصدري عن طريق الاعتقالاتquot;.
وحذر المسعودي هذه الجهات من استهداف الخط الصدري في محافظة بابل كما تم استهدافه في بعض المحافظات مثل الديوانية والكوت وكربلاء قائلا ان الخط الصدري لديه quot;خيارات كثيرة سوف تغير الواقع السياسي في محافظة بابل والمحافظات الاخرىquot; دون ان يوضح ماهية هذه الخيارات. وحسب المسعودي فان سبب استهداف التيار الصدري هو quot;تمسكه بوحدة العراق ورفضه الاحتلالquot; محذرا من quot;انفجار في الاوساط الشعبية نتيجة الضغوط التي تمارس ضد الصدريينquot;.
وللكتلة الصدرية في مجلس النواب 30 نائبا فضلا عن نائبين يمثلان قائمة (رساليون) المنضمة للكتلة من إجمالي أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 275 عضوا. ودخل المجلس ضمن قائمة (الائتلاف العراقي الموحد) من خلال الإنتخابات التشريعية التي أجريت قبل نهاية العام2005 لكن الصدريين إنسحبوا من الائتلاف منتصف أيلول (سبتمبر) من العام الماضي 2007 بسبب ما وصفوه بإصرار أطراف في الائتلاف على تهميش التيار الصدري ومحاصرته.
التعليقات