أمضى خمسة أعوام في السجن دون أن تتم إدانته
حزب بوتو يرشح جيلاني لرئاسة الوزراء في باكستان


اسلام آباد: رشح حزب الشعب الباكستاني الرئيس السابق للجمعية الوطنية يوسف رضا جيلاني لرئاسة الوزراء، بعد فوز الحزب الذي كانت تتزعمه بنازير بوتو بأكبر عدد من مقاعد البرلمان. وتلا ناطق باسم الحزب بيانًا صادرًا عن زوج بوتو، اصف علي زرداري عبر التلفزيون السبت، قال فيه quot; يسرني أن أعلن أن يوسف رضا جيلاني وافق، باسم الشهيدة بنازير بوتو على قبول تحمل المسؤولية الكبيرة في قيادة الحكومة الإئتلافية والأمةquot;. وقدم البيان جيلاني (58 عامًا) على أنه quot;مرشح التوافقquot;. وهو شخصية تحظى بالإحترام في الحزب وصديق شخصي لزرداري ومساعد سابق لبنازير بوتو، شغل منصب رئيس الجمعية الوطنية من 1993 الى 1996 ووزير من 1988 الى 1990.

كما امضى خمسة اعوام في السجن في عهد الرئيس برويز مشرف دون ان تتم ادانته. ومن سخرية القدر انه سيؤدي القسم الدستوري امام مشرف نفسه الثلاثاء، في حال اقرت الجمعية الوطنية الاثنين خيار حزب الشعب الباكستاني. ويتوقع ان تكون مسألة شكلية بالنسبة الى يوسف جيلاني الذي يتمتع بدعم واسع. وحصل حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه عمليًا اصف علي زرداري في انتخابات 18 شباط/فبراير التشريعية على 121 مقعدًا من اصل 342 وسيعمد الى تشكيل حكومة ائتلافية مع الرابطة الاسلامية في باكستان -جناح نواز بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي اطاح به الجنرال برويز مشرف في انقلاب عام 1999، وتشكيلات اخرى.

وأتى حزب شريف تاليًا، مع 91 نائبًا. وقال جيلاني في اتصال هاتفي مع بعيد ترشيحه quot;علينا ان نعمل مع كافة القوى الديموقراطيةquot;. واضاف quot;انا ممتن لقيادة حزبي على الثقة التي منحتها ليquot;. ويتوقع المراقبون مواجهة حامية بين الحكومة المنبثقة من المعارضة السابقة والرئيس برويز مشرف الذي سحق مناصروه في الانتخابات.

وبالنسبة إلى مشرف، يكمن الخطر الاكبر في نية المعارضة المعلنة في اعادة القضاة الذين اقالهم في تشرين الثاني/نوفمبر الى مناصبهم سريعا. وهؤلاء القضاة، ومنهم رئيس المحكمة العليا افتكار محمد شودري، سيعمدون الى اتخاذ حكم حول شرعية اعادة الانتخاب الاخيرة للرئيس. وكان يفترض ان يعود منصب رئاسة الوزراء الى بنازير بوتو التي اغتيلت في هجوم انتحاري في 27 كانون الاول/ديسمبر 2007 في اثناء تجمع انتخابي في روالبيندي في ضاحية اسلام اباد.

وتتهم السلطات الباكستانية الزعيم المفترض للقاعدة في باكستان، بيعة الله محسود، quot;قائدquot; طالبان في باكستان، بالوقوف وراء العملية، الامر الذي ينفيه.
وتعذر على زرداري الترشح للمنصب بنفسه لأنه لم يكن مرشحًا في الانتخابات النيابية، فيما ينبغي اختيار رئيس الوزراء من بين النواب. غير انه يستطيع الترشح في دائرة بنازير بوتو حيث يفترض اجراء انتخابات فرعية في ايار/مايو، ما يغذي التوقعات باحتمال اختياره لرئاسة الوزراء في المستقبل.

وانتخبت باكستان الاربعاء للمرة الاولى في تاريخها امراة على رأس الجمعية الوطنية هي فهميدة ميرزا، المناصرة لبوتو. وتشكل مكافحة الارهاب التحدي الاول للحكومة الجديدة، في ظل موجة غير مسبوقة من الاعتداءات الدامية في باكستان، يتبناها ناشطون اسلاميون مقربون من القاعدة وطالبان او تنسب اليهم. وقتل 1066 شخصًا على الاقل منذ كانون الثاني/يناير إضافة الى ذلك، ترزح باكستان تحت وطأة صعوبات اقتصادية جمة أدت الى تضخم حاد وعجز متفاقم.