القاهرة: أكد الرئيس المصري حسني مبارك مجددا اليوم ترحيب بلاده بكل جهد اقليمي أو دولي يدعم عملية السلام في الشرق الاوسط معربا عن تأييده للمقترح الروسي بعقد مؤتمر دولي في موسكو حول الشرق الاوسط. وقال مبارك في حديث مع وكالتي (تاس) و (نوفوستي) والاذاعة الروسية بمناسبة زيارته المنتظرة الى روسيا غدا نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط ان quot;روسيا ليست غريبة عن منطقة الشرق الاوسط وهي طرف دولي فاعل وعضو في اللجنة الرباعية الدوليةquot;.
وشدد على ان مؤتمر (انابوليس) الدولي للسلام في حاجة لمتابعة نشطة لضمان نجاح المفاوضات التي اطلقها بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مشيرا الى ان ثمة حديثا عن عقد سلسلة من الاجتماعات لمتابعة نتائج المؤتمر عقد أحدها بالفعل في باريس حول الدعم المالي والاقتصادي للسلطة الفلسطينية.
واكد اهمية الدعم السياسي لتذليل ما يعترض مفاوضات السلام من عقبات ومتابعة التقدم المحرز في مفاوضات الوضع النهائي معربا عن ترحيب مصر بعقد اجتماع في موسكو حول السلام في الشرق الاوسط.
ووصف الرئيس المصري الوضع في قطاع غزة بأنه يمثل quot;أزمة سياسيةquot; تضعف القضية الفلسطينية وتكرس فصل الاراضي المحتلة ما بين الضفة الغربية والقطاع كما اعتبره quot;مشكلة انسانيةquot; يعانيها 1.5 مليون فلسطيني يتعرضون للاعتداءات الاسرائيلية والحصار الناجم عن اغلاق المعابر.
وذكر ان مصر تواصل جهودها واتصالاتها على مسارين متوازيين يركز الاول على توحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام الحالي بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس والاخر يهدف الى تحقيق التهدئة الضرورية بين اسرائيل وحماس بما يوقف دائرة العنف المتبادل ويهيىء الاجواء لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي وصولا لاتفاق سلام ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويقيم دولته المستقلة.
وحول زيارته الى روسيا أعرب مبارك عن ثقته بأن العلاقات المتميزة بين مصر وروسيا ستستمر وتزداد عمقا ورسوخا بعد تولي الرئيس المنتخب دميتري ميدفيديف السلطة نظرا لانها ترتكز على قاعدة قوية تحقق المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
وقال الرئيس مبارك ان ثمة حوارا استراتيجيا نشطا حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين مصر وروسيا ويمثل quot;اطاراquot; مؤسسيا للتشاور والتنسيق على المستوى السياسي مشيرا الى اللجنة المشتركة التي تمثل الاطار الذي يتناول علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
واوضح ان حجم التجارة بين البلدين بلغ 2.1 مليار دولار العام الماضي واحتلت روسيا المرتبة الاولى من حيث السياحة الوافدة لمصر التي بلغت 1.5 مليون سائح العام الماضي اضافة الى وجود امكانات ضخمة للمزيد من توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمارات والطاقة والسياحة وغيرها.
واكد ان علاقات التقدير والاحترام المتبادل التي تجمعه والرئيس الحالي فلاديمير بوتين ستستمر مع الرئيس المنتخب ميدفيديف quot;فمنطلقاتنا واحدة وعملنا معا لسنوات طويلةquot; معربا عن امله في تعزيز علاقات التعاون القائم ودفعها الى الامام.
وحول الوضع الاقتصادي الحالي في مصر وأهداف الحكومة فيما يخص رفع مستوى المعيشة للمواطنين اوضح مبارك ان بلاده تجتاز المرحلة الانتقالية ذاتها التي يجتازها الاتحاد الروسي من تحول من منظومة سياسية اقتصادية استمرت سنين طويلة الى منظومة مغايرة تعيد تعريف دور الدولة وتشجع القطاع الخاص وتواصل تحسين المناخ الجاذب للاستثمار.
وبين ان الهدف في المرحلة الحالية هو الحفاظ على معدلات النمو الاقتصادي المرتفع وتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع المشروعات والاستثمارات والخدمات وفرص العمل خاصة للفئات الاقل دخلا والاكثر احتياجا مشيرا الى ان ظاهرة ارتفاع أسعار السلع الغذائية والبترول باتت تطرح quot;تحديا جديداquot; امام العالم بدوله المتقدمه والنامية.
ولفت الرئيس مبارك الى ان مصر حققت خلال الاعوام القليلة الماضية معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي تجاوزت نحو سبعة في المئة اضافة الى جذب استثمارات عربية وأجنبية مباشرة تتجاوز 11 مليار دولار سنويا.
التعليقات