اسلام اباد، وكالات: أجرى قائد الجيش في باكستان تغييرات في مناصب مهمة بالقوات المسلحة في الوقت الذي تستعد فيه حكومة مدنية جديدة شكلها معارضو قائد الجيش السابق الرئيس برويز مشرف لتولي السلطة.
وأعلنت التغييرات التي أجراها قائد الجيش الجنرال أشفق كياني في وقت متأخر يوم الاثنين وهي أول تعديلات كبيرة في القيادات الكبرى بالجيش منذ أن تنحى مشرف عن منصب قائد الجيش في نوفمبر تشرين الثاني.
وحكم الجيش باكستان خلال أكثر من نصف 60 عاما من الاستقلال وعادة ما تلقى التغييرات التي تجرى على قيادات الجيش اهتماما كبيرا.
وقال محللون أمنيون ان التغييرات روتينية ولكن تم استبدال بعض القادة الذين رقاهم مشرف مما يعكس تآكل نفوذ مشرف الذي يواجه عزلة متزايدة.
وتضمنت أهم التغييرات ابدال اثنين من القادة في فرعين ضمن تسعة أفرع في الجيش.
وتم استبدال اللفتنانت جنرال شفاعة الله شاه وهو من المقربين الى مشرف من قيادة فرع من أفرع الجيش مقره لاهور.
كما عين اللفتنانت جنرال سجاد أكرم وهو قائد لفرع اخر مقره مدينة مانجلا نائبا لرئيس جهاز حكومي أسس للاشراف على عمليات الاصلاح في مناطق دمرها زلزال في أكتوبر تشرين الاول عام 2005 .
ومني الحلفاء السياسيون لمشرف بهزيمة منكرة على أيدي المعارضة في الانتخابات العامة التي أجريت يوم 18 فبراير شباط.
وحصل حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي تم اغتيالها على أغلب المقاعد وهو يشكل حكومة ائتلافية مع حزب نواز شريف الذي كان أيضا رئيسا للوزراء وحصل حزبه على المركز الثاني في الانتخابات.
وطالب شريف الذي كان رئيسا للوزراء عندما أطاح به مشرف عام 1999 عندما كان قائدا للجيش الرئيس بالاستقالة وهناك تكهنات بأن الحكومة الجديدة قد تحاول اجبار الرئيس على التنحي مما قد يسبب عدم الاستقرار في البلاد.
وأعلن كياني قائد الجيش هذا الشهر أن الجيش سيبقى بعيدا عن السياسة مما زاد من الشكوك حول ما اذا كان الجيش الذي ظل لسنوات مصدر القوة لمشرف سيخالف الاتجاه السائد ويتخلى عن مساندته في حالة حدوث مواجهة مع الحكومة المنتخبة.
وقال محلل أمني طلب عدم نشر اسمه quot;مع احداث تغيير لقادة الافرع الموالين لمشرف فان كياني يحاول بذلك بسط سيطرته على الجيش دون أن يبدو متعجلا.quot;

نواز شريف يعلن مراجعة استراتيجية مكافحة الارهاب

إلى ذلكاعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الثلاثاء بعد لقاء مع اثنين من كبار الدبلوماسيين الاميركيين، ان الحكومة الجديدة التي يدعمها ستجري مراجعة لاستراتيجية مكافحة الارهاب في باكستان.وصدر اعلان شريف المشارك في ائتلاف المعارضة الذي فاز في الانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير الماضي ملحقا هزيمة كبيرة بالرئيس برويز مشرف الذي كان اطاحه عام 1999، بعد لقائه الثلاثاء المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون جنوب اسيا ريتشارد باوتشر.وقال للصحافيين quot;بحثنا مسألة الارهاب وعرضنا عليهما وجهة نظرنا بان كل القرارات منذ 11 ايلول/سبتمبر 2001 اتخذها رجل واحد بمفردهquot; هو الرئيس برويز مشرف.

وتابع quot;اما الان فقد تغير الوضع وانتخب برلمان يتمتع بصفة تمثيلية حقيقية. وسيقوم البرلمان بدرس ومراجعة كل قرار اتخذه مشرف على ضوء نتائجه الايجابية او السلبية على البلادquot;.واعتبر ان quot;برويز مشرف استخدم الحرب على الارهاب للاستمرار في السلطة بدون العودة مرة الى البرلمان او الحكومة بهذا الصدد لذلك لم تحظ هذه الحرب بدعم الشعبquot;.واضاف quot;نريد السلام في كل ارجاء العالم وفي باكستان ايضا. لكننا لا نريد اقامة مجزرة في بلادنا بحجة احلال السلام في البلدان الاخرىquot;.
وارسل برويز مشرف حليف الولايات المتحدة الاساسي في مكافحة الارهاب، تسعين الف جندي الى المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان حيث اعادت حركة طالبان وتنظيم القاعدة تشكيل قواتهما.

وقتل حوالى الف جندي باكستاني والف مقاتل اسلامي ومئات المدنيين في المعارك في المناطق القبلية فيما عمت البلاد موجة من العمليات الارهابية اوقعت اكثر من الف قتيل منذ كانون الثاني/يناير.