زيارة تهدف الى تعزيز الروابط بين الصين والإمارات
محمد بن راشد آل مكتوم يزور بكين ضيفاً وصديقاً
بكين: التقى نائب رئيس الامارات ورئيس وزرائها الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الاثنين في بكين الرئيس الصيني هو جينتاو في اليوم الاول من زيارة رسمية تهدف الى تعزيز الروابط بين العملاق الصيني والامارات التي تعد من اهم مصدري النفط في العالم. وكمؤشر للعلاقات الثنائية الممتازة، قالت وكالة الانباء الاماراتية في خبر بثته من بكين، ان الرئيس الصيني وصف الشيخ محمد، وهو ايضا حاكم دبي، بأنه quot; صديق قديم للشعب والقيادة الصينية quot;. اما الشيخ محمد فأثنى بحسب الوكالة على quot; العلاقات الاقتصادية الاستثنائية بين البلدين الصديقين quot;، ودعا الرئيس الصيني الى القيام بزيارة رسمية الى الامارات.
ولم تتسرب اي معلومات عن مضمون المحادثات الثنائية الا انه تم التأكيد على انها تطرقت الى المسائل السياسية وانما خصوصا الى المسائل الاقتصادية لا سيما تعزيز الاستثمارات الصينية في الامارات والاماراتية في الصين. الا ان تغطية وكالة الانباء الاماراتية للزيارة توحي بان المسائل الشائكة، لا سيما مسألة التيبت ومسألة حقوق الانسان في الصين، قد غابت عن المحادثات.
والغيمة السياسية الوحيدة التي عكرت صفو الاجواء السياسية بين البلدين تعود للعام 2005 حين اجرى الرئيس التايواني حينها شن شوي بيان زيارة قصيرة الى ابو ظبي، الامر الذي اثار غضب بكين. الا ان الامارات ردت على هذه الحادثة خلال زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو القصيرة الى دبي في كانون الثاني/يناير 2007 حين جدد الشيخ محمد التاكيد على quot;دعم الامارات لسياسة الصين الموحدةquot; حسب بيان وزع حينها للصحافيين.
وللبلدين مصالح متبادلة مهمة، ففيما تسعى الصين الى تعزيز امداداتها النفطية، تسعى الامارات شأنها شأن باقي دول الخليج، الى تحويل علاقاتها اكثر فاكثر باتجاه اسيا بعدما فضلت العلاقات مع الغرب لعدة عقود. وعرفت عمليات التبادل التجارية الثنائية خلال السنوات الاخيرة الماضية انتعاشا ملحوظا لا سيما مع امارة دبي. وباتت الامارات حاليا الشريك الاقتصادي الثاني للصين في منطقة الخليج بعد السعودية، كما باتت الزبون الاول للصين في هذه المنطقة.
وارتفع حجم السلع الصينية التي تستوردها الامارات لدرجة باتت حصة الصين من السوق الاماراتية تقدر ب11% (ارقام 2007)، وباتت الصين ثاني مصدر للامارات بعد الولايات المتحدة التي تقدر حصتها في السوق الاماراتية ب11.5%. ولا تستورد الصين من الامارات الا النفط عمليا، لكن اي ارقام في هذا الشأن غير متوفرة اذ ان الاحصاءات الرسمية تستثني النفط.
ويزور الشيخ محمد جامعة كين غهوا في شمال غرب بكين الثلاثاء، وهي الجامعة التي تخرج تقليديا القادة الصينيين المستقبليين، وذلك للمشاركة في طاولة مستديرة مع حوالى عشرين طالبا من كلية التجارة والاقتصاد للرد على اسئلتهم. ويغادر الشيخ محمد بعد ذلك الى شنغهاي العاصمة الاقتصادية للصين حيث يشارك الاربعاء في دورة من منتدى اقتصادي مشترك بين البلدين.
ويرافق الشيخ محمد في زيارته وفد كبير من رجال الاعمال بما في ذلك قادة كبريات الشركات الاماراتية التي يسجل بعضها حضورا قويا في شنغهاي. ومن المتوقع ان يعود الشيخ محمد الى بكين الخميس لاختتام زيارته بلقاء مع نظيره الصيني وين جيباو وخصوصا مع نائب الرئيس المعين مؤخرا خي جين بينغ الذي يرجح ان يتولى رئاسة البلاد خلفا له بحدود العام 2012. ويظهر هذا اللقاء المرتقب ايضا الاهمية التي تعيرها الصين لزيارة الشيخ محمد ولتعزيز العلاقات مع الامارات وايضا مع باقي دول الخليج النفطية.
محمد بن راشد يقوم بجولة سياحية في عدد من شوارع بكين القديمة
الى ذلك قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد ظهر اليوم بجولة سياحية في عدد من شوارع بكين القديمة حيث اطلع على معالم الحضارة والتراث الشعبي الصيني. وكان طوال تجواله في الطريق الممتد لأكثر من كيلومتر يتلقى تحيات أبناء وبنات الشعب الصيني الذين غص بهم الشارع الممنوع على المركبات المرور فيه كونه شارعا تجاريا يضم المحال التجارية المتخصصة بالمشغولات الشعبية الصينية والأكلات الشعبية التي يبيعها باعة متجولون لكل أطياف المجتمع الصيني ويضم أيضا المقاهي ودور العرض والمسارح الوطنية ومباني ذات طرز إسلامية تعكس تنوع ثقافة وتراث الصينيين من كل القوميات والأديان.
رافق الشيخ محمد بن راشد في الجولة الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائب حاكم دبي والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومحمد إبراهيم الشيباني مدير ديوان حاكم دبي و سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك في دبي والفريق مصبح راشد الفتان مدير مكتب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومحمد علي العبار مدير عام دائرة التنمية الإقتصادية في دبي وراشد حارب الفلاحي مدير إدارة مكتب وزير الخارجية وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي ومحمد راشد البوت سفير الدولة في بكين وعدد من من المرافقين.
التعليقات