الملتقى الإعلامي العربي يبدأ أولى جلساته
الصقر: وسائل الإعلام العربية محكومة بأنظمة تحد من قدرتها

الكويت: بدأت فعاليات الملتقى الإعلامي العربي بجلسة عقدت بعنوان quot;أسس الحوار الإيجابيquot; شارك فيها عدد من السياسيين والإعلاميين، وأدارها عضو مجلس إدارة صحيفة الجزيرة القطرية محمود شمام. وأكد الأمين العام للبرلمان العربي النائب الكويتي السابق محمد الصقر أن قدرة الإعلام العربي على التأثير والتغيير السياسي محدودة لعدم وجود ديمقراطية وحرية حقيقية في العالم العربي. وقال في كلمة له إن quot;الإعلام يحتاج إلى حرية وأرضية واضحة وقناعة بدوره من قبل السلطة ليتمكن من عملية التغيير... وهذا أمر غير موجود في العالم العربيquot;. وأشار إلى أن الإعلام العربي لم يواكب التغيرات والتطورات المتنامية في العالم العربي بعد سقوط النظام الشيوعي للاتحاد السوفياتي، لافتًا إلى أن أوروبا الشرقية واكبت التغيرات وأصبحت تعيش حياة ديمقراطية تنامت فيها حرية الإعلام في حين أن وسائل الإعلام العربية محكومة بأنظمة ما يحد من قدرتها على التغيير والتطور. ومن جهته، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام ناصر جودة ان الملتقى اتى في وقت تزداد فيه الحاجة إلى بناء جسور من الثقة والتعاون الثقافي البناء بين الشرق والغرب.

وحمل جودة الاعلاميين مسؤولية اضافية في سبيل اقامة حوار ايجابي فعال وقادر على اثبات حضورة وتأثيره. كما بين دور الاعلام المسؤول الواعي، مشيرًا الى انه مسؤول عن رفع الصراع الى مستوى الحوار في زمن تتصارع فيه قوى التطرف والتشدد وتدفع باتجاه المزيد من سوء الفهم وإلغاء الآخر.

وذكر ان quot;الفضائيات اصبحت مصدرًا رئيسًا للمعرفة وتشكيل الوعي في وقت تراجع فيه الاقبال عن القراءة فأصبحت الثقافة الشفوية هي الاكثر شيوعا في العالم العربيquot;. واشار جودة الى مبادرة الملك عبدالله الثاني التي تبناها والتي تعزز مفاهيم الرسالة السمحة للاسلام ومباديء الحوار وقبول الاخر كرد فعل بعد الاساءات المشينة إلى الرموز الدينية والحضارية للأمة الإسلامية. ودعا ان يتحول الملتقى الى مبادرة حقيقية فاعلة يتبناها الجميع.

ومن جهته، طرح مدير مركز حرية الاعلام بمنظمة مراسلون بلا حدود الدكتور قيس جواد عددًا من التساؤلات حول الحوار، وكيف يمكن فهم الآخر في ظل الصراعات السياسية في المنطقة. وشدد على أهمية إعادة النظر في اصول المفاهيم والسعي الى بناء اسس تفاهم جديدة قبل الحلم ببناء علاقات جديدة مشتركة مع الاخر الذي ينتمي الى جامعات مختلفة. واضاف جواد quot;من المفيد التوافق على هذه المفاهيم لتشكيل دعامة صلبة لتشييد هذا البناء المشتركquot;.

وقال الامين العام للاتحاد الدولي للصحفيين ايدين وايت في ورقة قدمها بعنوان (حرية التعبير... ضمان استمرار الحوار) إنه مع استمرار القمع في فلسطين والعراق تولد الشعور المعادي للغرب ما يبرز اهمية تحسين صورة الغرب لدى الشرق الاوسط.

وأضاف أن quot;الجو السائد اصبح مثقلاً بالشكوك وعدم التأكد مما جعله اسوء بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ضد الارهاب وظهور المواجهات والتطرفquot;. وبين ان دور الاعلام لم يكن يومًا صعبًا او خطرًا انما هو انعكاس لآراء الجميع ودوره يتمثل بتوفير معلومات موثقة للمجتمع ومبنية على لغات واديان وثقافات مختلفة. وأكد إمكانية تعزيز قيم الديمقراطية من خلال الحوار ومن خلال اعلام هادف ومهني تكمن اهمتيه في تقريب وجهات النظر.

وبين انه يمكن ذلك quot;من خلال التركيز على ما يجمعنا وما يهمنا وما نتفق عليهquot;، مضيفًا quot;نحتاج إلى اعلام مستقل وعلى السلطة عدم التدخل لكن يمكن للحكومات ان تساهم في بناء بيئة للاعلام الحر من خلال ازالة العوائق لنشر الحرية وتطوير مستوى العاملين في الإعلامquot;. وشدد على اهمية التعاون لكي نتحاور ونعرف اسباب الاختلاف والصراع المحتمل ونقص المعلومات الذي يساهم في التجاهل وسوء الفهم بين الجماعات المختلفة في المجتمع، مضيفًا أنه بالإمكان دعم بناء بنية جديدة للحوار تتضمن ممثلين للاعلام والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني.

ومن ذكر جهته رئيس المعهد الأميركي العربي الدكتور جيمس زغبي إن الاعلام يشهد الكثير من التطورات وأن الإعلاميين يحاربون من اجل الحرية على الرغم من كل العقبات. وافاد ان الاعلام العربي يتعرض الى السيطرة من قبل الحكومات ووسائل الاعلام نفسها مما يثير القلق والاضطراب عند الجميع.

واقترح ان يتم تبادل العلاقات الاعلامية بين ارجاء الوطن العربي وأميركا بهدف توضيح الصورة والمساعدة في التقريب بين وجهات النظر المختلفة وكسر الهوة ما بين العالمين الشرقي والغربي لأن دور الاعلام هو الأفضل في هذا الشأن. وتستمر فعاليات الملتقى الاعلامي العربي الخامس حتى يوم غد بمشاركة عدد من السياسين والاعلاميين. هذا وكرم الملتقى الإعلامي العربي الخامس محمد يوسف رئيس جمعية الصحافيين الاماراتية خلال فعاليات الملتقى. كما كرم الملتقى احد عشر إعلاميًا من الفائزين بالجائزة العربية للإبداع الإعلامي لعام الحالي 2008 التي يقدمها الملتقى للإعلاميين البارزين.