حزب التجمع المصري ينقذ الموقف والنقيب يعتذر للمشاركين
إخواني يغلق نقابة الصحافيين أمام مؤتمر ضد التمييز الديني
إخواني يغلق نقابة الصحافيين أمام مؤتمر ضد التمييز الديني
نبيل شرف الدين من القاهرة: بدا المشهد داخل مقر نقابة الصحافيين المصرية مساء الجمعة مفزعاً، ومفعماً بالدلالات التي تؤشر إلى حجم الأزمة التي يمر بها المجتمع والنخبة السياسية والفكرية في هذه اللحظة من تاريخ مصر، فبعد أن اتفق عدد من الناشطين مع نقابة الصحافيين المصرية وتعاقدوا أيضاً معها على عقد مؤتمر بعنوان quot;مصريون ضد التمييزquot;، في مقر نقابة الصحافيين مساء الجمعة، فوجئوا بالصحافي جمال عبد الرحيم العضو في مجلس النقابة، والمحسوب على جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، ومعه عدد من الأشخاص الذين كانوا يرتدون البيجامات بما يشير إلى أنهم ناموا ليلتهم في مقر النقابة، وجميعهم يحملون العصي والشوم، وقد أغلقوا أبواب أمام المشاركين والمنظمين لفعاليات هذا المؤتمر، بزعم أنهم لن يسمحوا بتحول مقر النقابة لساحة لمن وصفوهم بالمشبوهين من أقباط المهجر والبهائيين والعلمانيين .
حالة من الصراخ الهستيري تخيم على المكان، والمناقشات الحامية التي توشك أن تؤدي إلى الاشتباك بالأيادي، بينما يعلن جمال عبدالرحيم أنه لن يسمح بحضور البهائيين وأقباط المهجر، وأنه يمثل النقابة باعتباره عضواً بمجلسها المنتخب، ولن يسمح بعقد هذا المؤتمر .
هذا المشهد العبثي حمل رسالة المؤتمر بطريقة مبتكرة ومؤثرة، وربما لا يبالغ المرء إذا قال إن المؤتمر لو كان قد عقد بالفعل في مقر نقابة الصحافيين، فلن يكون تأثيره على هذا النحو المكثف والمعبر، الذي حمله مشهد عضو جماعة الإخوان المسلمين وهو يختطف مقر نقابة الرأي وقلعة الحريات في مصر، بالاستعانة ببلطجية مدججين بالعصي والشوم .
وتساءل المشاركون في المؤتمر عن سر السماح مراراً لجماعة quot;الإخوان المسلمينquot; وقادتها بعقد فعالياتها ومؤتمراتها في مقر نقابتي الصحافيين والمحامين، وكان آخرها ما أطلق عليه quot;مؤتمر الحملة الدولية لمناهضة الصهيونيةquot; الذي نظمته الجماعة في نقابة الصحافيين قبل أيام، بينما يمنع مؤتمر لتيار يسعى إلى ترسيخ ثقافة عدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد على أسس دينية أو عرقية أو ثقافية، وتندر الكاتب محمد البدري قائلاً إن الدعاة إلى عدم التمييز خارج نقابة الرأي، بينما دعاة التمييز داخلها بل ويمنعونهم، ويحتلون النقابة بالقوة ويرفضون الحوار، وأردف قائلاً: بمرارة quot;هذه مقدمات لكارثة محدقة ستحل بمصر، ما لم تتدخل كل الأطراف لمنعها بسرعة وكل صرامةquot;، على حد قوله .
اختطاف النقابة
وعودة إلى سيناريو اختطاف نقابة الصحافيين المصرية، فقد وصل مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين لمقر النقابة بعد أن فشلت محاولات بذلها المنظمون لإثناء الصحافي الإخواني ومن معه لفتح أبواب النقابة لعقد المؤتمر، أما المثير في الأمر أن نقيب الصحافيين دخل المبنى بصعوبة بالغة بعد أن سيطر عليه المدججون بالعصي والشوم وأغلقوا كافة الأبواب، ولم يسمحوا للنقيب بالدخول إلا بعد أمرهم الصحافي الإخواني جمال عبدالرحيم بذلك .
وبعد دخول مكرم محمد أحمد ظل يتفاوض مع الصحافي الإخواني ساعات، فيما كان القائمون على المؤتمر يترقبون وصول المفاوضات إلى حل لهذه الأزمة، التي صنعها عضو مجلس النقابة، رغم أن منظمي المؤتمر تعاقدوا رسمياً على استئجار قاعة النقابة لعقد فعالياته بها، وسددوا الرسوم اللازمة وحصلوا من النقابة على مستندات رسمية تفيد بالموافقة .
وبعد وصول مفاوضات نقيب الصحافيين مع عضو مجلس النقابة الصحافي الإخواني إلى طريق مسدود. لم يكن أمام القائمين على المؤتمر سوى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سبيل عقد المؤتمر، فأجروا اتصالاً برئيس حزب التجمع اليساري الذي قرر على الفور استضافة هذا المؤتمر في مقر الحزب وسط المدينة، والذي يقع على مسافة قريبة من مقر نقابة الصحافيين التي حال الإخوان دون عقد المؤتمر بها .
ووفقاً وتطويرا لما جاء في البيان التأسيسي لحركة quot;مصريون ضد التمييزquot; فقد تضمن عدداً من المبادئ كالدفاع عن حرية العقيدة، بالنظر إلى أن الحرية هبة الله التي يجب أن ندافع عنها كحق لكل إنسان، بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو العرق، والتأكيد على حق المواطنة الكاملة لجميع المصريين، وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات بما فيها حرية الاعتقاد والعبادة، وضرورة التجريم القانوني لأي تمييز على أساس الدين، وملاحقة كل من تثبت ممارسته التمييز الديني ضد أي مواطن، والتضامن مع المطالب المشروعة والعادلة في التصدي الفعال لكل أشكال التمييز الديني .
الإخوان والبيجاما
ولم يتوقف مسلسل الإثارة غير المسبوق عند هذا الحد، فقد حضر فجأة مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين إلى مقر حزب التجمع، وطلب الكلمة، وقال إنه حضر لأمرين، الأول هو تقديم الاعتذار عما حدث مؤكداً أنه لن يمر مرور الكرام، أما الأمر الثاني فهو توضيح عدة أمور في هذا السياق وهي :
ولم يتوقف مسلسل الإثارة غير المسبوق عند هذا الحد، فقد حضر فجأة مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين إلى مقر حزب التجمع، وطلب الكلمة، وقال إنه حضر لأمرين، الأول هو تقديم الاعتذار عما حدث مؤكداً أنه لن يمر مرور الكرام، أما الأمر الثاني فهو توضيح عدة أمور في هذا السياق وهي :
ـ أنه فوجئ بقيام أحد اعضاء المجلس ومعه بعض الصحافيين المقيمين في النقابة بالبيجامات، وانهم لن يسمحوا بعقد المؤتمر تنفيذا لقرار مجلس النقابة ، فما كان منه إلا ان سألهم أين هذا القرار ومن اتخذه ، مع تأكيد النقيب على أن هناك موافقة مسبقة من النقابة على عقد هذا المؤتمر.
ـ أشار نقيب الصحافيين المصريين إلى أنه ظل يناقش الصحافي الإخواني جمال عبد الرحيم ومن معه نحو أربع ساعات، غير أن المحاولات باءت بالفشل حيال تشددهم ضد عقد المؤتمر، بدعوى أنه يحارب الإسلام والمسلمين، وحين استفسر عن الأدلة على ذلك أجاب عبدالرحيم قائلاً إن المؤتمر يضم بهائيين وعدداً من أقباط المهجر المعروفين بعدائهم للإسلام على حد زعمه .
ـ وفي ختام كلمته التي كان يلقيها وهو يرتعش غضباً وتوتراً قال نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد أحمد، إنه كان بوسعه الأتصال بالنائب العام الذي كان سيأمر قوات للأمن بفتح أبواب النقابه، لكنه عدل عن ذلك حتى لا يقال إنه استعدى الأمن على زملائه والمنوط بهفي الوقت نفسه حمايتهم رغم اختطافهم للنقابة من خلال إغلاق أبوابها .يذكر أن إغلاق أبواب النقابة أمام أحد المؤتمرات - بعد الاتفاق المسبق مع النقابه على عقده - تعد سابقة هى الأولى من نوعها وللآسف تأتي على يد جماعة الإخوان المسلمين
يذكر أن الدعوة للمؤتمر أكدت أنه لن يناقش العقائد الدينية لأنه معني بحرية الاعتقاد، والقضاء على التمييز الديني والفرز الطائفي ويهدف إلى بلورة مفهوم واضح لا لبس فيه للمقصود بالتمييز الديني ومظاهر وجوده، وتحديد حجم ومخاطر الفرز الطائفي والديني وما ينتج منه من تمزيق للوطن، وتدعيم تماسك المجتمع المصري بتعميق التضامن بين مكوناته، وترسيخ مبدأ المواطنة .
التعليقات