متابعة دقيقة للعمالة اللبنانية لتفاصيل الأحداث الراهنة

لبنان وردود الأفعال: السعودية تدعو لاجتماع الوزراء واليمن يراهن على سليمان!

حزب الله يرفض مقترحات الحريري لتسوية الأزمة

تسارع الاحداث الامنية تعيد الى الاذهان ذكريات الحرب الاهلية
نصرالله: المخرج إلغاء قرارات الحكومة والحريري يدعوه لوقفة تاريخية

معركة على مطار بيروت... وأبواب جهنم قد تفتح

لبنان فوق صفيح ساخن

إيلي الحاج من بيروت: أخذ رئيس quot;اللقاء الديموقراطيquot; النائب وليد جنبلاط باعتصامه في منزله في بيروت رغم ضغط مسلحي quot;حزب اللهquot;، دور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي تشبث بالبقاء في العاصمة اللبنانية تحت وطأة قصف إسرائيلي مدمر، من الجو والبحر والبر صيف 1982.

ولعلّ الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله لم يكن أقل قسوة في حديثه عن جنبلاط عندما وصفه بأنه quot; كذاب وسارق وقاتلquot;، من أرييل شارون الذي كان يطلق نعوتاً من هذا القبيل على عرفات المحاصر في بيروت خلال تلك الحقبة. quot;المهم ألا يقتلوا وليد جنبلاطquot;. عبارة تلفظت بها في مجلس خاص شخصية من قوى 14 آذار/ مارس، لكنها سرعان ما استبعدت هذا الإحتمال : quot;ليسوا مجانينquot;. ليضيف : quot;صحيح إن السوريين قتلوا كمال جنبلاط عام 1976، وكان زعيما على مستوى عربي ودولي إنما كان ذلك مؤشرا إلى احتلال مديد استمر ثلاثين عاماً وما زالت آثار ذاك الإغتيال ماثلة في مواقف جنبلاط الإبنquot;، ثم يبدي اطمئنانه إلى أن قيادة الجيش الذي يتولى حماية مقر سكن جنبلاط في منطقة كليمنصو المجاورة لشارع الحمرا في بيروت تدرك خطورة التهاون في هذه المهمة ، وكذلك يدرك حزب الله أهمية عدم المس بجنبلاط رغم كل المشاعر السلبية حياله وتوجيهه شتى الإتهامات بالعمالة وغيرها إلى الزعيم الدرزي.

لكن التخوف على حياة جنبلاط، الذي ليس في محله على الأرجح ، كان مرتكزا على مجموعة شروط وجهها الوزير السابق وئام وهاب ، وهو شخصية درزية شديدة القرب من الإستخبارات السورية وفي الوقت نفسه من quot;حزب اللهquot; اشتهر بتعابيره العامية غير المألوفة في توجيه الإهانات إلى السياسيين الذين يعارضهم، وكان منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005 عمل على تشكيل مجموعة سماها quot;تيار التوحيد اللبنانيquot; تضم في شكل خاص دروزاً. لكن أعدادهم ظلت ضئيلة وتأثيرهم ضعيف جدا في بيئتهم ويستندون في شكل رئيسي إلى الدعم الذي يلقونه من الحزب الشيعي ودمشق.

ورغم تعدد المشاكل الدموية أحيانا بين الإشتراكيين وجماعة وهاب الضئيلة العدد حرص جنبلاط على تحاشيها للإبتعاد عن الثار في الطائفة الدرزية التي لطالما عانت هذه الظاهرة تاريخيا ( أحد اجداد وهاب قتل أحد أجداد جنبلاط) .

وقضت شروط وهاب بأن يسلم الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يترأسه جنبلاط كل مراكزه في كل منطقة الجبل، أي في أقضية الشوف وعاليه والمتن الجنوبي ( جنوب جبل لبنان) ويسلمها إلى الجيش اللبناني، على غرار ما فعل quot;تيار المستقبلquot; في بيروت ، علماً أن مناطق الجبل، باستثناء الجزء السفلي من عاليه لا تضم حضورا شيعيا والإختلاط فيها درزي- مسيحي ولا مشاكل فيها.

وبرزت خطورة شروط وهاب والخشية أن تكون رجع صدى لموقف أو قرار اتخذه quot;حزب اللهquot; عندما هاجم مسلحون من الحزب انطلقوا من بلدتي كيفون والقماطية مركزا للحزب التقدمي الإشتراكي في عاليه. وذكر ليلاً في بيروت أن سبعة مسلحين من quot;حزب اللهquot; قتلوا في هذه المواجهة بينما جرح عدد مماثل من الإشتراكيين بينهم رئيس بلدية عاليه. وهاجم مسلحو quot;حزب اللهquot; مكاتب للإشتراكي كذلك في منطقة إقليم الخروب وخلدة ودير قوبل وبشامون وغيرها، فأمر جنبلاط بتسليم المراكز إلى الجيش، محاولاً عدم الإنجرار إلى اشتباكات في الجبل.

وكان خصم جنبلاط الآخر في الطائفة الدرزية الوزير السابق طلال إرسلان، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، قد اتصل به مؤكدا أنه لا يرضى المساس بكرامته وأمنه . فشكره جنبلاط لكن الشخصية المذكورة آنفا من قوى 14 آذار أبدت خشيتها من احتمال أن يكون هذا الإتصال تبرئة ذمة مما يمكن أن يحصل لاحقاً. خصوصا أن جنبلاط بإصراره على البقاء في بيروت وعدم مغادرتها إلى مقر عائلته التاريخي في المختارة إنما يحضر لنوع منquot;مقاومة مدنية quot; لسيطرة quot;حزب اللهquot; على بيروت الغربية بعد استيعاب quot;الصدمة القويةquot;، وهو الذي كان يسأل باستمرار : quot;يحتلون بيروت، وبعدين ؟ quot;.

وفي غياب آفاق الحلول السياسية يبدو الحزب الشيعي الذي أحرز انتصارا عسكريا في بيروت الغربية عاجزا حتى اليوم عن استثمار هذا الإنتصار بفرض إرادته السياسية على خصومه، فلا حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في وارد الإستقالة أو التراجع تحت وطأة الترهيب.

ففريق قوى 14 آذار/ مارس يرى إنquot; حزب الله خاض المواجهات مستندا الى تحضيرات انجزها على مدى العقدين الماضيين مستفيدا من الدعم السوري والايراني اللا محدود. اما الدعوة الى الحوار ومحاولة تطبيع الوضع لترجمة التفوق الميداني مكاسب سياسية وفئوية على حساب الدولة والمجتمع التعددي في لبنان فهي مسألة لن تمر. ويضيف أحد أركان هذا الفريق : quot;الذئب يبتلع المنجل لكنه لا يستطيع هضمهquot;. فففي لبنان حكومة شرعية يترأسها فؤاد السنيورة مستمرة سواء استقالت ام كانت لتصريف الاعمال حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة .

وفي المقابل سيدفع هذا الموقف الممانع والنهائي quot;حزب اللهquot; إلى زيادة الضغوط على خصومه عسكريا وأمنيا ، رغم مطالبات يتلقاها من حلفاء له بالمساعدة في التوصل إلى حل لئلا يغرق ويغرق معه لبنان في أتون حرب أهلية طويلة ستكون قاسية على الجميع.