لندن: تواصل الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم تغطيتها للأزمة اللبنانية إذ نقرأ في صحيفة الإندبندنت مقالا بعنوان quot;العنف يعصف بمدينة لبنانية في ظل ظهور بوادر على انطلاق مباحثات سلامquot; بقلم نديم لاذقي في بيروت.
يقول الكاتب إن المسلحين السنة الموالين للحكومة وأفراد الميليشيا الموالين لحزب الله استخدموا المدافع الرشاشة وقذائف الأر بي جي خلال المواجهات التي دارت بين الطرفين في مدينة طرابلس الواقعة شمالي لبنان.
ويضيف لاذقي أن مقاتلي حزب الله وأنصار الأحزاب الموالية لسورية سيطروا على مدينة بيروت والتلال الواقعة شرقي العاصمة وألحقوا هزيمة بأنصار الحكومة اللبنانية المدعمومة من قبل الولايات المتحدة قبل أن يسلموا مواقعهم إلى الجيش اللبناني الذي نأى بنفسه عن المواجهات الدائرة.
وينقل الكاتب أن آخر حصيلة للقتال، الذي بدأ يوم 7 مايو/آذار، بين أنصار المعارضة والموالاة خلف مقتل 81 وجرح 250 آخرين.
ويتابع أن نجاح حزب الله في السيطرة بسرعة على بيروت وجه ضربة قوية وقاسية للإئتلاف الحاكم بزعامة سعد الحريري الذي ينتمي إلى الطائفة السنية.
ويمضي لاذقي قائلا إن ما حدث يمثل مواجهة بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة، مضيفا أن وفد جامعة الدول العربية الذي سيقوم بجهود الوساطة يحظى بترحيب الطرفين.
وخصصت الإندبندنت افتتاحيتها الرئيسية للشأن اللبناني قائلة إن لبنان الذي عاش أكثر من 30 سنة من الحرب الأهلية والغزو والنزاعات ربما يتبادر إلى الذهن أن سكانه الفقراء يستحقون حياة أفضل يسودها السلم وتكثر فيها مشروعات إعادة الإعمار.
وتمضي الصحيفة قائلة إن رغم أن الشرارات الأولى للحرب الأهلية التي اندلعت في بيروت يبدو أنها قد أخمدت، فإن امتداد نطاق الاقتتال بين الدروز وحزب الله إلى مناطق جبلية واقعة شمالي طرابلس تمثل نذر شؤم.
ورغم أن الطرفين يبدوان وقد قبلا بانتشار الجيش اللبناني في أبرز خطوط التماس على الأقل، فإن فتيل الأزمة لم يُنزع بعد، ولا يزال هناك اعتقاد، على نطاق واسع، مفاده أن الصراع على مجالات النفوذ بين مختلف الطوائف اللبنانية لا يمكن حله دون خوض نزاع شامل وحاسم يسفر عن منتصر واضح.
ويطالب حزب الله بمنحه صلاحيات أوسع مما ينص عليه الدستور القديم داخل الحكومة في حين تصر الحكومة اللبنانية التي يدعمها الدروز والمسيحيون على نزع سلاح حزب الله قبل إدماجه في المجتمع المدني.
ومما يزيد الأمور تعقيدا هو عدم حل قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري ومدى مسؤولية سورية عن ذلك.
وتواصل الإندبندنت أن حزب الله يحظى بدعم إيران التي ترى في قوته وسيلة لخدمة مصالحها في المنطقة كما يحظى بتأييد سورية التي ترى فيه أداة للحفاظ على نفوذها في لبنان.
أما الحكومة اللبنانية فتحظى بدعم الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، التي ترى في إلحاق الهزيمة بالحزب سبيلا لمحاربة النفوذ الإيراني، والسعودية التي تعتبر لبنان خط المواجهة الأمامي في الحرب بين الشيعة والسنة.
وتقول الافتتاحية إن جامعة الدول العربية نفسها تميل إلى الموقف المصري والسعودي من الأزمة اللبنانية.
وتختتم الإندبندنت قائلة إن لبنان لن يحقق السلام المنشود ما لم توقف القوى الخارجية تدخلها في الشأن اللبناني لخدمة مصالحها وحتى تحقق مختلف الطوائف اللبنانية التوافق المطلوب لتأمين التعايش فيما بينها.
أما صحيفة الجارديان، فنشرت مقالا لمراسلها في بيروت، هاج ماكليوود، تحت عنوان quot;حزب الله يستولي على قرية جبلية يُنظر إليها على أنها تشكل خطرا على إسرائيلquot;.
يقول المراسل إن حزب الله بسط نفوذه على قرية جبلية تحظى بموقع استراتيجي في معقل الدروز جنوب شرقي العاصمة بيروت بعد قتال ضار مع أنصار الحكومة، مما مكنه من تعزيز مكاسبه الاستراتيجية والتي يقول المحللون إنه سيستخدمها في المواجهات مع إسرائيل.
ويضيف المحللون إن القرية توفر لحزب الله نقطة اتصال مهمة تربط بين معقله في الأجزاء الشرقية من سهل البقاع وبين الطريق السريع الساحلي التي تقود إلى قواعد الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت.
وينقل المراسل عن أحمد الموصلي وهو أستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت وخبير في الجماعات الإسلامية قوله إن quot; حزب الله سينتشر سريعا في كل المناطق. إنهم لن يتركوا أي جزء استراتيجي من البلد في يد من يسمونهم بأعدائهمquot;.
ويقول أسامة صفاء وهو رئيس المركز اللبناني للسياسات إن quot; حزب الله أظهر أنه غير معني بالإطاحة بجنبلاط ولكن بفتح خط إمدادات محتمل بين البقاع والضاحية الجنوبية. يستطيعون الآن استخدام المنطقة كجبهة ثانية، وراء سهل البقاع quot;.
صحيفة الفاينانشيال تايمز، نشرت مقالا لمحررتها لشؤون الشرق الأوسط، رولا خلف، تحت عنوان quot; هل تستطيع الدول العربية أن تنقذ لبنان من حافة الهاوية؟quot;.
تقول خلف عندما استولى أنصار حزب الله على بيروت الغربية الأسبوع الماضي وأهانوا الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه ممثل الطائفة السنية، فإنهم أثبتوا بالقوة ما يعرفه العديد من اللبنانيين، وهو أن أكبر حزب مسلح في لبنان يملك القوة على تدمير أعدائه.
لكن عندما استخدم حزب الله قوته العسكرية ولأول مرة ضد أحزاب لبنانية أخرى، فإنه أراد إرسال رسالة تخويف إلى القوى السنية في المنطقة.
وتمضي خلف متسائلة: هل ستسمح السعودية، التي تعتبر أكبر داعم للحكومة اللبنانية، لهذه الأخيرة بالاستستلام لحزب الله الموالي لإيران؟
ثم تقول إن السعوديين والمصريين رغم أنهم أوضحوا بشكل غير رسمي أن استعراض حزب الله لقوته غير مقبول، فإنهم لم يعرضوا إجراءات ملموسة تتيح مواجهة نفوذ الحزب.
وتضيف أن جزءا من المشكلة يتمثل في أن لبنان كان ولا يزال يشكل عامل انقسام في السياسة العربية إذ جعل سورية الداعمة للمعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله في مواجهة السعودية ومصر ودول أخرى.