الفاتيكان: تطرق البابا بندكتس السادس عشر في لقائه المفتوح في ساحة الفاتيكان اليوم إلى موضوع الحوار بين المسيحية والتقاليد الروحانية الآسيوية مشيرا إلى آنية ديونيجي آيروباجيتا، والذي يعتبره البابا quot;الوسيط الكبير في الحوار بين المسيحية واللاهوتيات التصوفية الآسيويةquot;، والتي تتحدث عن الله quot;بشكل سلبي فقطquot;، حيث عمل ديونيجي على quot;جمع الفكر اليوناني بتعاليم القديس بولسquot; على حد تعبيره .

وقال البابا يوزف راتسنغر quot;في زمن جدال حاد وفكر معاد بعمق للمسيحية، قام ديونيجي بتطهير الفكر اليونانيquot;، مظهرا بأنه quot;التعبير الحقيقي عن الحوار لا يكمن في البحث عما يفرق بل عن الحقيقة ذاتهاquot;. وأضاف quot;في زمن استخدمت فيه الأفلاطونية الجديدة بشكل معاد للمسيحية، تجرأ ديونيجي على استخدام هذا الفكر لإبراز حقيقة المسيحquot;، محولا بهذا quot;العالم المتعدد الآلهة إلى كون مخلوق بيدي الله يسوده التناغمquot;، محولا quot;الخيال التعددي إلى تمجيد للخالق ولخليقتهquot; وفق تعبيره.

وأوضح الحبر الأعظم أن الصفات الأساسية لفكر ديونيجي هي فوق كل شيء quot;إن الخلائق بأجمعها تتغنى بالله وتمجدهquot;، وبهذا يصبح لاهوته quot;لاهوتا ليتُرجيا: نصل إلى الله بحمده والصلاة إليه، وليس بالتأمل به فقطquot;، وخلص الأب الأقدس إلى القول quot;إن لاهوت ديونيجي كوني، شامل، ليتُرجي، وشخص بشكل عميق أيضا، لقد خلق أول لاهوت تصوفي كبير اكتسب معه معنى جديدا: أصبح أكثر شخصية، باطنية ويعبر عن المسيرة نحو اللهquot; على حد قوله.

يذكر أن ديونيجي آيروباجيتا هو اسم مستعار أطلقه قديس مجهول الاسم على تعاليمه التي وضعها في كتاب ظهر في الفترة ما بين 531 ـ 533 لدى جماعة من الأرثوذكس، والذين أعزوها فيما بعد إلى القديس ديونيجي قاضي آيروباغو في أثينا.