فيينا: طالبت منظمتان يهوديتان كبيرتان هما المجلس اليهودي العالمي وجمعية بناي بريث شركة النفط والغاز النمساوية (OMV)، بإلغاء العقد الذي وقعته مع شركة النفط والغاز الإيرانية والبالغ قيمتها عشرين بليون يورو. وأوضح رئيس المجلس العالمي اليهودي رونالد لاودر، وهو سفير سابق للولايات المتحدة لدى النمسا في بيان وزعته الجالية اليهودية في فيينا اليوم عشية اجتماع الجمعية العمومية للشركة النمساوية أنه quot;استناداً لتاريخها الحديث، تتحمل النمسا مسؤولية خاصة في مكافحة الخطر لبرنامج إيران النووية وما يشكله من تهديدات لأمن دولة إسرائيل، وتجاهل إيران لمعايير الأمم المتحدة الخاصة بالأمان النوويquot;.
كما احتجت منظمة بناي بريث اليهودية التي تقول أن عدد أعضائها تجاوز نصف المليون شخص منتشرين في مختلف أنحاء العالم، على الصفقة التي وقعتها الشركة النمساوية مع إيران في العام 2007، وطالبت الحكومة النمساوية بممارسة كافة الضغوط من أجل إلغاء الصفقة لأنها تملك حوالي 30 % من أسهم الشركة النمساوية. وحذر راينولد سيمون رئيس منظمة بناي بريث اليهودية في بيان صحافي مماثل، من أن quot;إيران قد تستخدم عائدات الصفقة المثيرة للجدل مع شركة النفط والغاز النمساوية لبناء وامتلاك قنبلتها الذريةquot;.
ولكن مصدراً إعلامياً مسؤولاً في الشركة النمساوية أكد أن مجلس الإدارة لن يقوم بالغاء الصفقة مع إيران، وشدّد على القول بأن موقف الشركة لا يمكن تغييره، وأن التوقيع على الصفقة مع شركة النفط والغاز الإيرانية تم بموجب القوانين النمساوية والأوروبية. وأضاف قوله أن quot;صفقة الغاز الطبيعي مع إيران لن تتأثر بالعقوبات السياسية والاقتصادية والتجارية والفنية التي تبناها مجلس الأمن ضد إيرانquot;. وأشار إلى أنه عندما تفرض العقوبات الدولية ضد أي دولة من الدول تتخذ لدواعٍ سياسية، وعند ذلك يجب على الشركات أن تلتزم بها، على حد تعبيره.
وكانت شركة النفط والغاز النمساوية وقعت مع شركة النفط والغاز الإيرانية عقداً كبيراً بقيمة 20 بليون يورو أي ما يعادل 30 بليون دولار، في شهر نيسان/أبريل عام 2007، يتم بموجبه استيراد كميات هائلة من الغاز الطبيعي الإيراني لمدة 25 عاماً، وهو ما اعتبره المراقبون أكبر صفقة عملاقة بين إيران ودولة أوروبية. وكانت تقارير إيرانية ذكرت في حينه أن تصدير الغاز الطبيعي من حقل بارز الإيراني الجنوبي والقريب من الخليج الفارسي سيتم عبر ناقلات عملاقة إلى حوض بحري في كرواتيا حيث يتم تخزينه ونقله إلى المصانع النمساوية المختصة ومنها يتم توزيعه على المستهلكين.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كرر مؤخراً توجيه انتقاداته الحادة ضد إسرائيل بمناسبة مرور ستين عاماً على إنشائها بقوله أنه quot;ليس لدي إسرائيل الحق في الوجود لأنها دولة مجرمة وإرهابية قامت على اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني، وسوف يمحقها الفلسطينيونquot;. وكان الرئيس الإيراني وقبل ثلاث سنوات أثار ضجة عالمية عندما قال أنه يتمنى أن تُمحى إسرائيل من الوجود.
التعليقات