واشنطن: أعادت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، الأربعاء التأكيد على عزمها متابعة الانتخابات التمهيدية الهادفة لنيل دعم حزبها بمواجهة خصمها، باراك أوباما، الذي نال دعماً مؤثراً من المرشح الديمقراطي السابق، جون إدواردز. غير أنها حاولت التصدي لحالة التصدع التي ظهرت داخل الحزب بين جمهورها وجمهوره، فرفضت أن يُقبل مؤيدوها على التصويت للمرشح الجمهوري، جون ماكين، في حال فشلها في مواصلة السباق، وقالت إن هذا الأمر في حال حصوله سيشكل quot;غلطة مميتة.quot;

وقالت كلينتونquot;سأعمل بكامل جهدي للمرشح الديمقراطي الجديد بصرف النظر عن هويته، ما زلت أتمنى أن أفوز بالترشيح، لكن في حال لم يحصل ذلك فسأوضح لكل من يدعمني حجم الغلطة المميتة التي قد يرتكبها في حال لم يصوت للسيناتور أوباما.quot; وأضافت كلينتون: quot;هناك الكثير من القواسم المشتركة بين جمهوري وجمهور أوباما، لجهة ما نطمح بتحقيقه لبلادنا والعالم، وذلك بخلاف ما هو الحال عليه مع جمهور ماكين.quot;

وأكدت زوجة الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، أنها تعتزم متابعة المعركة الانتخابية بمواجهة أوباما حتى النهاية، وقالت إنها تعتزم بدأ الجولات الانتخابية في آخر الولايات التي ستشهد انتخابات تمهيدية، وهي كينتاكي وأوريغون ومونتانا وداكوتا الجنوبية وبورتوريكو. ورفضت التركيز على واقع أن أوباما حصد أصوات 90 في المائة من المقترعين السود في الولايات التي شارك فيها، بينما حصدت هي أصوات البيض والعمال والنساء، معتبرة أن من صوّت لأوباما أو لها فعل ذلك بسبب اقتناعه بمواقفهما.

وبعد ساعات على موقف كلينتون، تلقت حملتها الانتخابية ضربة جديدة، مع إعلان المرشح الرئاسي الأميركي السابق، جون إدواردز، دعمه لأوباما لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض. وخلال لقاء انتخابي لأوباما في ميتشيغن، توجه إدواردز إلى الحضور بالقول: quot;هناك رجل واحد فقط يدرك ويفهم أن الوقت حان كي يكون لنا قيادة شجاعة، وهناك رجل واحد فقط يدرك كيفية التغيير الدائم ويعيد البناء من الأساس.quot;

وتابع المرشح الديمقراطي الرئاسي السابق: quot;هناك رجل واحد فقط يدرك في صميم أعماقه أن الوقت قد حان لبناء أميركيا واحدة، وهذا الرجل هو باراك أوباما.quot; وتوجه إدواردز بالتحية لكلينتون، واصفاً إياها بأنه quot;امرأة فولاذيةquot; وأنها باتت بين الشخصيات القيادية في الولاية المتحدة، ليس بسبب زواجها من الرئيس السابق، بيل كلينتون، بل بسبب إنجازاتها.

يذكر أن أوباما تعرض الثلاثاء إلى أقسى هزيمة له أمام منافسته هيلاري كلينتون، خلال المعارك الانتخابية بينهما، فسقط بفارق كبير في ولاية فيرجينيا الغربية. الفوز الذي ستكون تداعياته محدودة على السباق الديمقراطي الذي ما يزال أوباما يتصدره بقوة، يحمل طابعاً رمزياً لكلينتون، لجهة الوزن الكبير لأصوات العمال في الولاية، لكن تبعاته قد تظهر مستقبلاً، مع التشتت الذي من المتوقع أن تعاني منه جبهة الديمقراطيين خلال الانتخابات الرئاسية بمواجهة الحزب الجمهوري.

إذ أظهر استطلاع حديث أن 44 في المائة فقط من ناخبي الحزب الديمقراطي أظهروا رضاهم عن احتمال أن يكون أوباما مرشح الحزب النهائي. وقال 36 في المائة فقط ممن يؤيدون كلينتون أنهم سيصوتون لصالح أوباما بمواجهة ماكين في الانتخابات الرئاسية.