فيينا: قال دبلوماسيون ان سوريا لم تقبل حتى الآن طلبا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة موقع تقول واشنطن ان دمشق بنت فيه سرا مفاعلا نوويا وطلبت مزيدا من التفاصيل بشأن الزيارة المقترحة.
وقال المدير العام للوكالة الدولية في السابع من مايو آيار انه يأمل أن يتمكن من تسليط الضوء quot;خلال الاسابيع القليلة القادمةquot; على ما اذا كانت منشأة سورية قصفتها اسرائيل العام الماضي كانت مفاعلا نوويا سريا.
ورفضت سوريا معلومات أمريكية مخابرات تشير الى مفاعل نووي جرافيتي شبه مكتمل أنشأته بمساعدة من كوريا الشمالية ووصفتها بأنها ملفقة. وسوريا حليف لايران التي تخضع لعقوبات من الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي الذي تحقق فيه الوكالة الدولية.
وتملك سوريا مفاعلا نوويا بحثيا واحدا قديما يخضع للتفتيش من جانب الوكالة الدولية. وتقول دمشق ان المنشأة التي قصفتها اسرائيل كانت مبنى عسكريا مهجورا في صحرائها الشرقية ولا علاقة له بأنشطة نووية.
وفي بداية مايو آيار طلبت الوكالة الدولية من سوريا معاينة المنطقة المستهدفة. وقال دبلوماسيون مطلعون ان ابراهيم عثمان مدير عام هيئة الطاقة الذرية السورية زار فيينا في التاسع من مايو آيار لإجراء محادثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.
وأضافوا أن تلك المحادثات لم تسفر عن التوصل الى اتفاق بشأن توقيت وطبيعة زيارة لمفتشين كبار.
وقال دبلوماسي اشترط عدم الكشف عن اسمه ان الوكالة الدولية تلقت خطابا من دمشق في وقت سابق من الاسبوع الحالي تطلب فيه مزيدا من التفاصيل بشأن الزيارة المقترحة. وأضاف أن الوكالة الدولية ردت على الخطاب وتنتظر الرد السوري.
وقال سفير سوريا لدى الامم المتحدة في ابريل نيسان أن دمشق ستتعاون مع الوكالة الدولية وبأنها quot;ليس لديها ما تخفيهquot;.
وكان البرادعي قد انتقد الولايات المتحدة بسبب انتظارها حتى الشهر الماضي لاطلاع الوكالة على ما لديها من معلومات. واستشهد محللون بصور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية وقالوا ان سوريا أزالت الموقع ربما لمحو أدلة وبناء مبنى جديد.
وقال دبلوماسيون مقربون من الوكالة الدولية انه سيكون أكثر صعوبة على المفتشين اكتشاف أدلة بعد قصف الموقع الذي تقول واشنطن ان نشاطا نوويا سريا بدأ فيه عام 2001.
ومن المستبعد بشدة أن يعثر المفتشون على مكونات رئيسية لمفاعل نووي أو معدات مرتبطة به لكنهم سيرغبون في البحث عن اثار لجرافيت أو يورانيوم وسيفحصون شبكة توريد المياه المحلية حسبما قال المحلل الاسرائيلي في الشؤون النووية افرايم اسكولاي في بيان أرسل عبر البريد الالكتروني في وقت سابق من مايو.
وقال تقرير آخر هذا الشهر لخبراء نوويين مستقلين أطلعهم مسؤولون امريكيون على معلومات ان سوريا ذهبت الى مدى بعيد لاحباط المراقبة الجوية من خلال بناء سقف وحوائط زائفة لتغيير المعالم الخارجية الطبيعية لمفاعل نووي.
لكن بعض المحللين شككوا فيما اذا كانت المعلومات الامريكية ترقى الى حد ان تكون برهان على أي برنامج غير معلن لصنع أسلحة نووية.
وأكد جريجوري شولت سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية مجددا يوم الاربعاء أن المنشأة التي كانت في الموقع ليست مفاعلا تقليديا للطاقة أو الابحاث.
وقال للصحفيين quot;أمام السلطات السورية الكثير الذي ينبغي أن تقدم له تفسيرا. يجب أن يسمحوا لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة الموقع والتأكد من عدم وجود أنشطة أخرى غير معلنة.quot;