الحديث عن quot;مؤامرةquot; تستهدف قياديين من حركة فتح
الإخوان - حماس وصحافة الحكومة.. أيهما بمرمى نيران الآخر؟

دبي: يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد معركة من نوع خاص بين جماعة الإخوان المسلمين، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس من جانب، وصحف رسمية quot; موالية quot; للحكومة المصرية من جانب آخر. ومن المتوقع أن تحتدم هذه المعركة، بحسب ما أكده مراقبون، على خلفية quot; مؤامرة quot; مزعومة، تروج لها تلك الصحف، حول قيام الحركتين الإسلاميتين بالتخطيط لتنفيذ سلسلة اغتيالات تستهدف قياديين من حركة quot; فتح quot;، أثناء زيارتهم إلى مصر. وليس من المعروف على وجه التحديد الأشخاص المستهدفين من تلك quot; المؤامرة quot;، إلا أن بعض المصادر رجحت أن أبرز المستهدفين، رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، بالإضافة إلى قيادات أخرى بحركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فضلاً عن شخصيات أخرى من المنشقين عن حماس.

المثير في التقرير، الذي نقلته وكالة quot;معاًquot; الفلسطينية للأنباء عن صحيفة quot;أخبار اليومquot; المصرية، أن عدداً من قادة حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ قرابة العام، اتفقوا مع أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين، على تمويل شراء quot;طائرة بدون طيارquot; لاستخدامها في اغتيال قياديين بحركة فتح. وتعليقاً على تلك quot;المؤامرةquot; المزعومة، وصف عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، التقرير بأنه quot;هلوسة لا تستحق الردquot;، مضيفاً قوله إن quot;بعض الصحف الحكومية درجت مؤخراً على ترويج مثل هذه المزاعم، بهدف الإساءة إلى الجماعة من خلال كلام موتور، غير مقبول على الإطلاق.quot;

وأكد مرسي، أن القضية، المتهم فيها القيادي المعروف بالجماعة، عبد الحي الفرماوي، ما زالت في مرحلة التحقيقات الأولية، وإن الجهاز الأمني يستخدم بعض وسائل الإعلام الحكومية في الترويج لمثل هذه الاتهامات.

ووصف القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، تلك الاتهامات بأنها quot;غير منطقيةquot;، مشيراً إلى أن الحصول على طائرة بدون طيار، التي جاء ذكرها في التقرير، أمر quot;مستحيلquot;، نظراً لصعوبة تصنيع مثل تلك الطائرات في مصر، كما أنه لا توجد شركات تقوم ببيع هذا النوع من الطائرات للأفراد.

من جانبها، أكدت quot;حماسquot; أنه لا صحة للخبر الذي نقلته وكالة quot;معاًquot; الإخبارية عن صحيفة quot;أخبار اليومquot; المصرية، والذي تحدث عن quot;مخططquot; بين الحركة الفلسطينية وجماعة الإخوان المسلمين، لاغتيال قيادات فتحاوية في مصر. واستهجنت الحركة، في بيان أصدره الناطق باسمها فوزي برهوم، إستمرار نشر مثل هذه quot;الأخبار الكاذبة والمفضوحةquot;، دون الرجوع إلى مصادرها الرسمية للتأكد من صحتها، على حد قوله.

وأشار البيان إلى أن هذه quot;الأكاذيبquot; تأتي quot;في وقت نحن أحوج فيه إلى كل كلمة، وخبر يفضح جرائم الاحتلال، ويدعو إلى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، ورفع الظلم الواقع على شعبنا، والحصار الظالم على غزة، ويساهم في جلب التأييد الدولي للقضية الفلسطينية.quot; كما اعتبرت حماس التقرير quot;محاولة جديدة لدق الأسافين بين الشقيقة مصر والحركة، للنيل من الثقة المتبادلة، وحالة التواصل التي تحرص عليها حماس مع مصر وكل الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع.quot;

من جانبه، أكد جمال زقوت مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية، سلام فياض، أن رئاسة الحكومة ليس لديها أية تفاصيل بشأن تلك quot;المؤامرةquot; المزعومة سوى ما نُشر في الصحف المصرية عن هذا الأمر. وقال زقوت إنه ليس لديه أيضاً ما يؤكد تلك التقارير التي تحدثت عن اغتيال قياديين بحركة فتح، كما أنه ليس لديه أية معلومات بشأن الأشخاص المستهدفين من وراء quot;المؤامرة.quot;

وحسب ما ذكرته وكالة quot;معاًquot; فإن صحيفة quot;أخبار اليومquot; نشرت تقريراً في عددها السبت الماضي، حول وجود quot;خلافات وأزمة جديدة تعصف بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد كشف مخطط تعاون بين أحد قادتها وحركة حماس في غزة، لتنفيذ عملية تستهدف اغتيال شخصيات في حركة فتح تزور القاهرة، بواسطة طائرة من دون طيار.quot;

وأشارت الصحيفة، وفقاً للوكالة الفلسطينية، إلى أنه تم quot;إحالة عدد من أعضاء الجماعة المحظورة على خلفية القضية للتحقيق، وفي مقدمتهم القيادي الإخواني المعروف الدكتور عبد الحي الفرماوي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر السابق. ويُعد الدكتور الفرماوي من القيادات المعروفة بجماعة الإخوان المسلمين، وهو عضو سابق بمجلس الشعب في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.