نضال وتد من تل أبيب: على الرغم من الحملات الإعلامية لليمين الإسرائيلي والمستوطنين التي تدعو اليهود إلى البقاء في مدينة القدس وضمان أغلبية يهودية كبيرة فيها، تحت الشعار التوراتي quot;إذا نسيتك يا أورشليم فلتشل يمينيquot;، إلا أن الحقائق على أرض الواقع تشير إلى توجه معاكس للغاية، فالفلسطينيون في القدس يستبسلون للبقاء فيها ويحاربون كل مخططات الحكومة الإسرائيلية، وبلدية القدس لطردهم منها وسحب هويات إقامتهم في القدس، بدعوى أن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لا تشكل مركزيا روحيا لحياتهم اليومية، وهم لا يتوانون عن التوجه إلى محكمة العدل الإسرائيلية والجهات القانونية الدولية لضمان بقائهم في المدينة، في المقابل وبرغم كل الإغراءات والامتيازات التي توفرها بلدية القدس والحكومة الإسرائيلية، إلا أن ميزان هجرة اليهود الإسرائيليين من القدس أعلى من ميزان هجرتهم إليها.
وقد كشف المركز الإسرائيلي المدعو quot;مركز أورشليم للدراسات الإسرائيليةquot; أن المدينة quot;تعانيquot; ومنذ 18 عاما وباستمرار من هجرة سلبية، حيث يهاجر الشبان منها، كما أن الأزواج الشابة، وخصوصا من أبناء الطبقة الوسطى يهاجرون منها لصالح البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المجاورة لها مثل مفسيرت ومعاليه أدوميم، فيما يزداد باستمرار عدد الفقراء اليهود فيها، وخصوصا الحريديم (المتدينيين الأصولويين الأرثوذوكس) ، كما تعاني المدينة من أعلى نسبة بطالة مقارنة بباقي المدن الإسرائيلية.
ووفقا للمعطيات التي أعدها المركز المذكور فقد بلغ عدد سكان القدس في نهاية العام 2007 ، 746.300 نسمة منهم 489quot;480 من اليهود وغير العرب (قد يشمل هذا المقدسيين من الأرمن) و256،820 عربيا. وأشار المركز إلى أن العام الماضي شهد هجرة 18،750 يهوديا من المدينة في حين انتقل للسكن فيها 12،360 مواطنا يهوديا فقط. وقال المركز إنه ومنذ العام 90 ولغاية العام 2008 فقد هاجر من القدس 284،850 يهوديا وانتقل للسكن فيها 174،560 يهوديا.
الزيادة الطبيعية وخصوبة المرأة ونسبة الوفيات
وفقا لمعطيات المركز، فإن نسبة الزيادة الطبيعية، الولادة عند الأسر اليهودية تبلغ 25.8 ولادة لكل 1000 نسمة من اليهود مقابل 30.5 ولادة لكل 1000 نسمة من السكان الفلسطينيين العرب.
في المقابل يقول المركز إن هناك تحولا لصالح اليهود في مجال الخصوبة والقدرة على الإنجاب عند النساء، اليهوديات مقابل الخصوبة والقدرة على الإنجاب عند النساء الفلسطينيات، إذ انخفضت هذه القدرة عند النساء الفلسطينيات من 4.3 في العام 2000 إلى 4.0 في العام 2006 في حين سجلت ارتفاعا في الجانب اليهودي من 3.7 في العام 2000 إلى 3.9 في العام 2007، بفعل ازدياد عدد المتدينين اليهود في مدينة القدس، الذي يعرف عنهم بأنهم لا يستخدمون العقاقير ووسائل منع الحمل ويحرمون العزل.
أما على صعيد الوفيات ونسبة الوفيات عند اليهود والعرب من سكان القدس، فإن المركز يرصد انخفاض نسبة الوفيات لدى الجانبين ولكن ومنذ سنوات السبعين فإن نسبة الوفيات في أوساط العرب أصبحت أقل منها عند اليهود وبلغت في العام 2007 5.2 حالة وفاة لكل 1000 نسمة من اليهود مقابل 2.8 لكل 1000 من العرب الفلسطينيين.
وفي مجال الفقر والعمل يشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة العائلات الفقيرة عند السكان اليهود في القدس 21% من مجمل العائلات اليهودية مقابل 67% عائلات فقيرة من مجمل العائلات العربية. أما نسبة الأولاد اليهود الذين يعيشون تحت خط الفقر فتصل إلى 39% من مجمل الأولاد اليهود، بينما تصل هذه النسبة إلى 77% عند الأطفال الفلسطينيين.
التعليقات