إيلاف من مكة المكرمة: رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اليوم حفل افتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي ويستمر ثلاثة أيام وذلك في قصر الصفا في مكة المكرمة والذي يهدف إلى التأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم.
ووصف العاهل السعودي الإسلام بانه صوت عدل وقيم انسانية وأخلاقية للتعايش والحوار العاقل والعادل, وقال إن التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية صعبه في زمن تداعى الأعداء من أهل الغلو والتطرف من أبنائها وغيرهم على عدل منهجها, استهدفت سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية, وأوضح أن دعوته انبثقت من هذه التحديات الجمه لمواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق ، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء, وقال إن عظمة الإسلام أسست لمفاهيم الحوار ، وحددت معالم الطريق له ، إلا أنه أكد أن الطريق للآخر سيكون من خلال القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية, وأضاف العاهل السعودي أن الحوار بدأ من جوار بيت الله الحرام ومنه سينطلق مع الآخر بثقة تستمد من الإيمان بالله ثم سماحة الدين الإسلامي
من جهته اعتبر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الحوار بين البشر من ضروريات الحياة وهو وسيلة للتعارف والتعايش وتبادل المصالح بين ألأمة وأن الخلاف بين الناس أمر موجود في طبائعهم وأخلاقهم وهم متفاوتون في ألسنتهم وألوانهم وطبائعهم وعقولهم وأن اختلاف الناس في آرائهم ومعتقداتهم قضية أقرها القران, وبين مفتي المملكة أن من أهداف الحوار أيضا هو أن إزالة كل الشبه التي ألصقت بالإسلام واتهم بها, مشددا على أن للحوار ضوابط لابد من الإلتزام بها
ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 شخصية، تمثل 50 دولة، تشمل معظم وزراء الأوقاف والشؤون الدينية في العالم الإسلامي ورؤساء المجالس الإسلامية العليا، وشيخ الأزهر والشخصيات المعنية بالحوار كالدكتور عز الدين إبراهيم مستشار رئيس دولة الإمارات، وعصام البشير، والمشير عبد الرحمن سوار الذهب, ومحمد علي تسخيري الذي سيرأس إحدى الجلسات

وأكد الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن أهم ما يسعى المؤتمر إلى تحقيقه هو التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن الكريم والسنة النبوية وإبراز ضوابطه وآدابه واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية ودراسة الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة ودراسة تجارب الحوار السابقة والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها
من جهته أعرب الناطق باسم الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان محمد السماك عن شكره لخادم الحرمين وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بعد لقائه سفير المملكة في بيروت الدكتور عبد العزيز خوجه: وضعنا أنفسنا بتصرف المملكة وأملنا كبير في أن يفتح مؤتمر الحوار في مكة آفاقاً جديدة ومهمة لحوار الأديان في العالم العربي والعالم أجمع
وأكدت laquo;رابطة العالم الاسلاميraquo;، الجهة المنظمة، ان المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام سيتجنب الخوض في إشكاليات الأديان والعقائد والسياسات العالمية، وأن الحوار سيرتكز في مجمله على قضايا الإنسانية والفقر والظلم والعدل والإرهاب والأسرة، في اطار جلسات عمل متفرقة تتناول كل منها أحد المحاور.
وستطرح في اليوم الأول قضايا laquo;التأصيل الإسلامي للحوارraquo; و laquo;الحوار في القرآن والسنّةraquo; والتجارب التاريخية للحوار، على ان تتناول جلسات اليوم الثاني منهج الحوار وضوابطه ومحظوراته، إلى جانب laquo;الحوار مع أتباع الرسالات الإلهيةraquo; و laquo;الحوار مع أتباع الفلسفات الوضعيةraquo;.
ويناقش اليوم الثالث أكثر القضايا حساسية في هذا الجانب، اذ يتناول وكيل الأزهر سابقاً فوزي الزفزاف، محور laquo;مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة للإسلامraquo;، فيما يطرح رئيس وقف دراسات العلوم في تركيا الدكتور علي اوزاك محور laquo;الأسرة والأخلاق في المشترك الإنسانيraquo;.
وتنظم ورش عمل مخصصة تركز على برامج عالمية للدفاع عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ووقف الإساءة إليه، وعلى المشاريع الإسلامية التي تستهدف توضيح الرسالة المحمّدية وإزالة الشوائب العالقة في أذهان غير المسلمين تجاهها.