بهية مارديني من دمشق: رأى المحلل السياسي اللبناني عقاب صقر في اتصال اجرته ايلاف ان الاتفاق السياسي اللبناني أمر وارد ، ولكنه اشار الى انه هناك عدة تعقيدات امام تشكيل الحكومة ، ولفت الى ان اتصالات قطرية حثيثة اجريت، لاحتواء ما استجد من أزمات ، استمرت حتى ساعة متاخرة من ليلة امس.

التعقيدات من وجهة نظر لبنانية

وقال صقر quot;هناك مجموعة عقد ، اولى العقد بين فريقي 14 اذار و8 اذار واساسها هو رفض الجنرال عون لاستلام الياس المر وزارة الدفاع ويعبر عن هذا الرفض بانه يريدها لنفسه وذلك ناجم عن الخلاف بين عون ووالد الياس المر ، حيث انسحب الاخير من كتلة الاصلاح والتغيير التي يراسها عونquot; ، واعتبر صقر quot;ان هذه العقدة تشكل حرجا quot;، واضافquot; ان الوزارات السيادية لايمكن توزيعها مناصفة بين الموالاة والمعارضة بعد ان اخذ الرئيس اللبناني ميشال سليمان وزارة الداخلية وبعد مطالبة عون بالدفاع بقيت وزارتي المالية والخارجية ، معتبرا ان عون يتوقع ان يحصل من خلال هذه المطالبة على مكاسب اخرىquot;.

واكد صقر ان هذه العقدة من ابرز العقد اضافة الى عقد اخرى حيث برزت اشكالات داخل المعارضة حول وزارة الصحة وداخل الموالاة هناك اشكالات حول محمد الصفدي هل يتوزر ام لا.

امر اخر لفت اليه صقر هو انquot;تيار المستقبل لم يتسلم مراكزه من حزب الله وامل وهناك اعتقالات واطلاق نار من حركة امل والنائب سعد الحريري كاد ان يقول انه لن يشارك في الحكومة كرد على الاعتداءات على تيار المستقبل وتدخل القطريون ليلا وجرت اتصالات كثيفة حتى ساعة متاخرة من ليلة امس لاحتواء الازمة الجديدةquot;.

وقال جرت اليوم ايضا اتصالات بين الاطراف اللبنانية وحزب الله وبري، مؤكدا على اتصالات بين حزب الله وسليمان فرنجية مباشرة مع بري ، معتبرا ان هذه الاتصالات افضت الى حل جزئي ، وقال ان الاتصالات القطرية توصلت الى تعهدات من اطراف الازمة .

وراىquot;ان المشكلة السياسية اللبنانية بشكل عام تحمل ثلاثة عناوين اولها برزت بعد المشكلة الاخيرة في بيروت وهي مشكلة السلاحquot; وقال هناك نزع جزئي لسلاح تيار المستقبل وسلاح الاشتراكي ، واضاف هناك من يقول انه بعد المشكلة الاخيرة في بيروت الجيش ذهبت هيبته والحل الوحيد لاستردادها ان هناك ميليشيات مسلحة لا تندرج تحت عنوان المقاومة يجب نزع السلاح منها وان تسليم اسلحتها للجيش سيجعله يستعيد هيبته ليشعر المواطن ان هناك امنا وامان ولاجراء انتخابات سليمة وذلك مع ابقاء سلاح المقاومة .

العنوان الثاني الذي لفت اليه صقر كحل هو بحسبه ان يبدا الحوار لطرح المشاكل الاستراتيجية ودراسة قانون عصري للانتخابات.اما الامر الثالث فقال انه العلاقة مع سوريا اذ يجب ان تحدد على قاعدة ان لبنان لايُحكم من سوريا ولا بالعداء من سوريا ، وهذا يستوجب طاولة حوار لبنانية ndash;لبنانية ولبنانية ndash; سورية .

واكد صقر ان لم تحل هذه النقاط خاصة الثالثة فلا مجال للحل السياسي اللبناني ، وحضّ على وجوب العمل عليها ، واضاف هناك عمل من الجانب اللبناني ولابد من العمل على وضع تصور لجدول اعمال للعلاقة مع سوريا وكيفية التعاطي مع هذا الملف ، واعتبر انه بدأ العمل على هذا الامر مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى دمشق سابقا لكن مالبث ان تعثر العمل .

واعتبر صقر انه الان هناك اشارات ايجابية من الجانب السوري مع زيارة محتملة للرئيس السوري بشار الاسد الى لبنان ، ولم يستبعد زيارة للرئيس اللبناني ميشال سليمان الى دمشق.

وقال ان قوى 14 اذار عندما ارادت ترشيح سليمان الى الرئاسة كانت تجد فيه القدرة على التواصل مع سوريا ولكنهم في المقابل لم يثقوا برئيس من فريق 8 اذار ، وكانت قوى 14 اذار ترى ان سليمان قادر على بناء علاقات متوازنة وجسر تواصل بينها وبين سوريا ، مشيرا الى اتصالات سليمان بالاسد.

وحول مدى امكانية علاقة متوازنة بين سوريا ولبنان قالquot;في نظرة واقعية فمن الصعب اقامة علاقة ندية كاملة ، وهناك طموح لمثل هذه العلاقة في اعادة ترتيبها على اساس احترام متبادل وتمثيل دبلوماسي ولفت الى ان سوريا هي الدولة الاكبر والاقوى واتصور ان لبنان يطمئن الهواجس السورية وسورية تطمئن لبنان الى نهائية سيادة بلدهمquot;، وقال ان مفاتيح علاقة متوازنة مع سوريا ان لبنان اخر دولة ستوقع اتفاقية السلام ثم
ضرورة الا يتم نزع سلاح المقاومة قبل نهاية الازمة العربية الاسرائيلية وثالثا لن تقوم اية انشطة معادية لسوريا من الداخل اللبناني.

اما كشروط للحل من الجانب السوري فهي ان تعمل سوريا على تطبيق ما اجمع عليه اللبنانيون في طاولة الحوار لجهة العلاقات الدبلوماسية وحل ملف الاسرى وانهاءه اضافة الى امكانية سوريا انهاء قصة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وانهاء سوريا، بعلاقاتها،هذا الملف ومن الممكن بتحقيق هذه الشروط اقامة علاقة مع سوريا .

وراى صقر ان ملف المحكمة الدولية بات الان خارج الايدي اللبنانية والسورية ولكن من المفروض الا يثار اعلاميا ، ويقصد بطريقة مسيئة.
واعتبر ان هذا المناخ السوري اللبناني يحتاج الى مناخ مقابل سوري سعودي مصري اردني ، واشار الى وجود مثل هذا المناخ مع زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لطهران ، مؤكدا على وجود بذور لهذا التقارب معتبرا ان كلام الرئيس المصري حسني مبارك بعد القمة المصرية السعودية هو دفع لسوريا للقيام بخطوة تجاه السعودية .

واشار الى انه كانت هناك خطوات سعودية باتجاه سوريا سابقا الا ان المناخ لم يكن قد نضج في سوريا واعتقد الان انه لابد من خطوة سورية باتجاه الرياض وان السعوديين ينتظرون الخطوة السورية ، ومن وجهة نظر صقر ان الخطوة السورية تكون بزيارة تاريخية للاسد الى الرياض خاصة ان كل الاجواء الان باتجاه التسوية وطالما ان دمشق تؤمن بوحدة المسارات وبمفاوضات سورية اسرائيلية بمظلة عربية فان مدخل ذلك الرؤية باتجاه السعودية ولابد من كسر الجليد ، لافتا الى انه ليس هنا شيء اسمه معركة كسر عظم بين البلاد العربية.

التعقيدات من وجهة نظر سورية

من جانبه اعتبر عضو البرلمان السوري خالد العبود في تصريح خاص لايلاف ان لدى بعض الاطراف اللبنانية اجندة خاصة للاستئثار بالسلطة ، وقال كان السوريون حريصين منذ اللحظة الاولى على ان يحصل هناك توافق لبناني يجمع كامل الطيف اللبناني في سبيل الا يستأثر احد بالقرار السياسي على مستوى السلطة ، وشدد ان هذا مادعا اليه السوريون وتمسكوا به منذ اللحظات الاولى .

واضاف بعد اتفاق الدوحة بدا ان هذا الامر او هذه النظرة للداخل اللبناني يمكن ان تحصل وبالتالي كنا متفائلين لكنه على مايبدو ان هناك مجموعة من المكونات اللبنانية على مستوى الداخل تريد ان تمرر مشاريعها ومصالحها الخاصة ايضا لجهة العودة الى مفهوم الاستئثار بالسلطة وان لم تكن كاملة فهي في بعض الاجزاء منها او المفاصل التي يرون فيها امكانية تمرير هذه المصالح .

واكد انه هناك مكونات لبنانية لها اجندتها الخاصة التي لم تزل حتى هذه اللحظة تقامر فيها وبها مع قوى خارجية من اجل تجاوز او تحييد بعض المكونات الاخرى خاصة وان هناك جملة اهداف استراتيجية تشتغل عليها هذه القوى الخارجية في ربط قرار السلطة بمجملها او الحاق القرار السياسي اللبناني باجندات خارجية ، متمنيا الا تعود بعد الاطراف اللبنانية الى التعويل على هذه القوى من جديد محاولة منهم ربط لبنان بقوى خارجية ليس لها الا مصالحها في جعل لبنان ساحة لمشاريعها الامر الذي يلزم جميع الاخوة اللبنانيين ان يكونوا ايضا على مسافة واحدة من انتاج القرار السياسي اللبناني حفاظا اولا واخيرا على لبنان الوطن المستقل والسيادي.