عبر عن الأسف وأكد أن الساحة العراقية ليست بحاجة إلى التشرذم
المالكي يفصل الجعفري سلفه برئاسة الحكومة من حزب الدعوة

أسامة مهدي من لندن: في قرار أنهى أشهرًا من الصراع الصامت بين رئيس الوزراء العراقي وقائد حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي وبين سلفه في المنصبين إبراهيم الجعفري فقد أنهى الأول علاقة الثاني بالحزب على خلفية تشكيله تنظيمًا خارج إطار الدعوة، أطلق عليه quot;تيار الإصلاح الوطنيquot; وعبر المالكي عن أسفه لتصرف سلفه، وأشار إلى أن الساحة السياسية العراقية ليست بحاجة إلى مزيد من التشرذم . وقال حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي، وهو ثاني أكبر كتلة سياسية داخل الإئتلاف الشيعي الحاكم مع المجلس الأعلى الإسلامي، في بيان أرسلت نسخة منه إلى quot;ايلافquot; أنه يؤكد quot;أن اعلان السيد الدكتور إبراهيم الجعفري عن تيار الإصلاح الوطني هو تحرك ذاتي لا تربطه علاقة تنظيمية بحزب الدعوة الإسلاميةquot;. وأضاف أنه quot;في الوقت الذي نعرب فيه عن أسفنا لهذه الخطوة والتي شكلت إنهاء إرتباطه بحزب الدعوة الإسلامية، فإننا في الوقت نفسه نعرب عن إحترامنا لخياره، على الرغم من إختلافنا معه، ونؤكد أن المساحة التي تجمعنا وإياه أكبر من تلك التي نختلف معه حولهاquot; .

واشار الى ان quot;لساحة العراقية وفضاء الحرية تتسع لجميع الاجتهادات والجهود الخيرة ونتطلع الى ان يكون هذا التحرك جزءا من تلك الجهود ونرى ان الساحة العراقية ليست بحاجة الى مزيد من الشعارات والتشرذم بل بحاجة الى تكاتف وعمل جاد لخدمة المواطن ورعاية أمنه ورفاههquot;. وقال الحزب في ختام بيانه quot;يعاهد حزب الدعوة الاسلامية شعبنا العراقي الصابر بأنه سيستمر على خطه ونهجه الذي اختطه الشهيد السعيد الامام محمد باقر الصدر وقوافل الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الدين والوطنquot;.

ويأتي انهاء حزب الدعوة إلى علاقة الجعفري به بعد ايام من اعلانه السبت الماضي عن تشكيل تيار الاصلاح الوطني برئاسته، قال انه يهدف إلى نبذ الطائفية والمحاصصة ومحاربة المليشيات . وقال الجعفري في مؤتمر صحافي quot;اعلن اليوم السبت عن تشكيل تيار الإصلاح برئاستي وبمشاركة عدد من الشخصيات من مختلف الكتل والأحزاب السياسية بهدف نبذ الطائفية والمحاصصة ومحاربة المليشيات، اضافة الى بناء الطاقات الشبابية الواعدةquot; . وهاجم الجعفري الاتفاقية العراقية الأميركية طويلة الأمد وقال انه ينبذ الاتفاقية المذلة بين العراق وأميركا التي اعتبرها انتقاص من سيادة العراق وقال quot;لقد تم عرض مسودة الاتفاقية علي قبل أربعة أشهر ورفضتهاquot; .

وكان الجعفري وهو رئيس الوزراء العراقي بين عامي 2005 و2006 زعيمًا لحزب الدعوة الاسلامية لسنوات والذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي .
وتأتي هذه التطورات بعد اشهر من قيادة الجعفري لتمرد هادئ استهدف الاطاحة بالمالكي، مبررًا خطواته هذه بما وصفه بفشل المالكي في اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ مشروع المصالحة الوطنية مما قاد البلاد إلى وضع كارثي. وقد وصل الجعفري قبل اشهر إلى مرحلة متقدمة في تنفيذ خطته بالاتصال بالمرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني لاخباره نيته تشكيل حكومة إنقاذ وطني تحل بديلاً لحكومة المالكي، إلا أن السيستاني رفض مباركة المشروع. وفي تصريح سابق له قال المقرب من الجعفري والقيادي في حزب الدعوة فالح الفياض إن خطة الجعفري تتضمن تشكيل حكومة وطنية وغير طائفية لإنقاذ البلاد. وادى هذا الصراع الى استبدال مؤتمر لقياديي فروع الحزب في المحافظات وخارج العراق.

عقد في بغداد اواخر العام الماضي باستبدال الجعفري بوصفه رئيسًا للحزب بالمالكي. وأشار النائب الفياض إلى أن الجعفري وقياديين آخرين في الدعوة يشككون في شرعية التصويت الذي أدى إلى الإطاحة بالجعفري رئيسًا لحزب الدعوة، وإن الجعفري قاطع اجتماعات الحزب ونشاطه الرسمي منذ ذلك الحين. ويشير مشروع الثوابت والمبادئ العامة لتيار الإصلاح الوطني الذي شكله الجعفري وارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; الى ان quot;تيار الإصلاح الوطني كيان وطني عراقي له هويته الفكرية وأهدافه المتعددة التي تتدرج مدياتها من القريب والمتوسط والبعيد، ووفقًا لاستراتيجياته العملية والشاملة في المجالات التربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجالات الأخرى وتبعًا للآليات العلمية في التطبيقquot;.

ويضيف انه يتفاعل مع الكيانات الوطنية الأخرى ويلتقيها على ضوء فكرها ومنهجها وأهدافها (كمشترك وطني) بمستويات مختلفة تنسيقًا أو تعاونًا أو تحالفًا انه ليس حزبًا ولا انشقاقًا عن حزب ولا جبهة أحزاب ولا واجهة لحزب وهو يعبر من خلال اسمه (تيار الإصلاح الوطني) عن هويته. ويوضح انه تيار بمعنى انه لا يقف عند حدود النخب التي تشكل هيكليته بل يمتد مع امتداد الطيوف الاجتماعية المختلفة التي تشكل مجموع أبناء الشعب العراقي، والذي يجعل الآخر واقعاً فيه وعلى أي خلفية كانت. ويقول انه إصلاحي بمعنى انه يستهدف إقامة المجتمع الصالح كبنية تحتية والتي لا تنفك عن بناء الفرد في محتواه الداخلي باعتباره وحدة بناء المجتمع عاكسًا ذلك على البنى الفوقية، إدارية كانت أم سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية مختلفة. هذا على نحو المبادرة والفعل أما على مستوى الاستجابة ورد الفعل على ظواهر الفساد المختلفة فهو يتوخى معالجتها بشكل جذري ومنهجي موظفًا كل أساليب وآليات الإصلاح في الفكر والقيم والسلوك والكفاءات العلمية والعصرنة والمسؤوليات القانونية وكل ما من شأنه الأخذ بالواقع الحالي إلى الرقي والتقدم .

خوض الانتخابات:

ويوضح التيار انه يسعى الى فتح أبواب العملية السياسية للكتل والمكونات العراقية كافة وتحصينها من اللجوء إلى حمل السلاح وإقرار التعديلات الدستورية المطلوبة والعمل على تطويرها بطريقة دستورية لتعزيز الوحدة الوطنية وحفظ سيادة العراق وتطور نظامه السياسي بما يجعله معبرًا تعبيرًا دقيقًا وأمينًا عن إرادة الشعب والعمل على تطبيق المواد الدستورية ونشر الثقافة الدستورية وإخضاع المؤسسات إلى السياق الدستوري ودفع البرلمان باتجاه الأداء الأكفأ الذي يتجسد من خلال إنتاجه المزيد من القوانين والمقررات البناءة ودعم الحكومة وتقويمها، اضافة الى العمل على ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة. كما يحدد التيار اهدافًا امنية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية .

وكان حزب الدعوة تأسس عام 1957 بقيادة اية الله السيد محمد باقر الصدر الذي نفذ فيه رئيس النظام السابق صدام حسين الاعدام عام 1980 .. ثم تعرض الحزب وعناصره وجهها ذلك النظام من خلال قرار اصدره ينص على تنفيذ الاعدام بكل منتم الى الحزب . ولعب الحزب دورًا في صفوف المعارضة السابقة وكان معارضا بشدة للتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية لكنه عدل عن موقفه اثر سقوط النظام السابق عام 2003 وتولى زعيمه الجعفري انذاك عضوية مجلس الحكم وشارك في الانتخابات النيابية اواخر عام 2005 ضمن الائتلاف الشيعي الموحد وفاز بثلاثين مقعدًا في مجلس النواب مكنته من ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة اولاً ثم المالكي للمنصب نفسه عام 2006 .