بعد خطاب القسم الرائع لم يترك المستشارون فسحة للمشاهدين
إنتقاد إعلامي لظهور سليمان بالصوت والصورة يومياً

إيلي الحاج من بيروت: اعتاد اللبنانيون منذ أيام رؤية رئيس جمهوريتهم الجديد ميشال سليمان الذي طال انتظارهم ليملاً الكرسي الرئاسي الذي شغر نصف سنة يدلي بتصريحات شبه يومية خلال اجتماعات مع قادة أجهزة أمنية أو رسمية أخرى أو في لقاءات مع وفود. تصريحات بالصوت والصورة الحيين ذكرت في لا وعي البنانيين بسلفه إميل لحود الذي أمضى الأعوام الثلاثة الأخيرة من عهده الممدد في القصر الجمهوري، مقتصراً أعماله على هذا النشاط اليومي .

الأمر الذي دفع quot; أبو فن الكاريكاتير quot; في لبنان بيار صادق إلى رسم لحود في ثياب القيصر مشيراً إلى سليمان بالقول quot; عم ينقل عني quot;، أي إنه يقلدني. وفي العادة يفيد رئيس الجمهورية الجديد من فترة سماح على غرار المئة اليوم التي يمتنع خلالها الأميركيون أو الفرنسيون عن انتقاد أداء رئيسهم الجديد ، لكن يخشى كثيرون ممن يعلقون آمالاً كبيرة على عهد سليمان أن يكون الرئيس يستهلك هذه الفترة في سرعة.

ويلقي إعلامي عمل مدة طويلة في القصر الرئاسي باللوم على المستشار الإعلامي للرئاسة رفيق شلالا مشيدا في الوقت نفسه بخبرته ورقيه في التعامل مع الصحافيين والناس عموماً، ويقول لquot;إيلافquot; إن شلالا يعطي الرئيس ما عنده في شكل آلي على الأرجح. وهو من عاصر في القصر الرؤساء أمين الجميّل وميشال عون ( رئيساً لحكومة العسكريين) والياس الهراوي ( جزئياً) من خلال موقعه في quot;الوكالة الوطنية للإعلام quot; الرسمية، وإميل لحود الذي اضطهد ضباطه شلالا في بداية عهده ولوّحوا بملاحقته في ذروة امتلاء بالقوة، قبل أن يستدعيه لحود لمحاولة تحسين صورته ويعيده مستشاراً إعلامياً للرئاسة. ويستنتج أن سليمان يبدو كمن لم يحضّر فريقاً للعمل معه عندما ينتقل من مقر قيادة الجيش في اليرزة إلى قصر الرئاسة المجاور في بعبدا.

ويقول الإعلامي quot;العتيقquot; لquot;إيلافquot; أن على شلالا في هذه الحال وليس على غيره مهمة لفت المعنيين إلى عدم جواز ظهور رئيس الجمهورية الجديد بالصوت والصورة كل يوم في أحاديث عامة ومتشابهة هي أقرب إلى المواعظ التعليمية . ولكم كان أجدى بعد quot;خطاب القسمquot; الرائع ترك فسحة زمنية لمواطنيه كي يترسخ الخطاب في أذهانهم، فيبقى بعيداً- قريباً بدل أن الإنتقال فوراً إلى الخوض في نقاط تفصيلية لا تضيف جديداً مهما ولا ترقى إلى مستوى الخطاب. علماً أن في مستطاع المندوبين أو الزائرين التصريح عما يسمعون منه.

لكنه يشيد بالقرار الذي صدر عن رئاسة الجمهورية بالطلب إلى المواطنين والبلديات إزالة غابات الصور والإعلام التي رفعت في كل المناطق إحتفاءً بانتخاب الرئيس سليمان، باعتبار أن ذاك القرار ينم عن تواضع هو من شيم الرئيس سليمان. مكررا أن إستعجال إبرازه على الشاشات قد تكون وراءه مجرد رغبة في تعريفه إلى الناس وتقريب صورته إليهم، لكن هذه الفكرة الإيجابية يحتمل أن تعطي نتيجة مناقضة لأن الرئيس سليمان كان حتى الأمس القريب الصامت الأكبر، وهو اللقب المحبب لقادة الجيش منذ أيام مؤسسه الرئيس الراحل فؤاد شهاب الذي ينتسب سليمان إلى مدرسته الفكرية- السياسية، وكذلك لأن سلف سليمان الذي اعتمد كثرة الحكي أعطى انطباعاً أنه يتوقف عند هذا الحد وتالياً أنه قليل الأفعال يمضي وقته أمام الميكروفونات والكاميرات. والعماد ميشال سليمان الذي جاء إلى الرئاسة من رجاءات الناس وتمنياتهم وحتى صلواتهم ليس هكذا، على الإطلاق.