خلف خلف-إيلاف: يعيش مواطنو قطاع غزة حالة من الانتظار المتواصل للتهدئة، لعلها تسهم في تخفيف الحصار المفروض عليهم منذ قرابة عام، وكلهم أمل كذلك في أن يقود الهدوء لفتح المعابر، والتأسيس لصفقة تبادل أسرى يطلق بموجبها المئات من الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت. وهذه التطلعات والآمال تأتي في وقت تتجه العيون للجهود المبذولة لإعادة شمل الضفة وغزة، لتكون الوحدة الداخلية الفلسطينية صمام الأمان والعمود الفقري للاستقرار وقاعدة للتفاوض مع إسرائيل من موقع قوة.

وفي إسرائيل تشير التقديرات إلى أن هناك موافقة على التهدئة، ولكن رغم ذلك يوجد احتمالات أن تأخذ الأمور اتجاهًا آخر، ويرسل الجيش الإسرائيلي في عملية عسكرية كبيرة ضد قطاع غزة، ويعقد رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني اليوم اجتماعًا لمناقشة القضية، على أن يستكمل الاجتماع يوم غد الأربعاء.

ومن المعروف أن التهدئة مطروحة على بساط البحث عبر الوسيط المصري منذ أسبوعين، ولكن إسرائيل تماطل في التعليق عليها، لأسباب منها، التحقيقات الجارية مع أولمرت، والصراع على خلافته على خلفية رائحة الانتخابات، وكذلك التخوف من أن تفسر الموافقة على التهدئة بأنه رضوخ لمنطلقات حماس، كما تخشى تل أبيب المس بمصالحها على مستوى أوسع، من حيث إعطاء حماس الفرصة لبناء قوتها العسكرية.

وبحسب التقديرات التي توردها الصحف العبرية فأن القيادة السياسية في إسرائيل تؤيد التهدئة، وهي ضد عملية عسكرية في غزة، وتقول صحيفة معاريف:quot; هذا على الأقل يفهم من الأمور التي قالها باراك في الأيام الأخيرة في محافل مغلقة وبموجبها quot;ينبغي تجربة الخطوة حتى من أجل نيل شرعية دولية، وفقط إذا لم تلبى شروط إسرائيل يجب التفكير في عملية برية كبيرة في غزةquot;.

وحسب محافل سياسية، اولمرت هو الآخر يتمسك الآن بنهج مشابه. موقف لفني، في هذه اللحظة أكثر غموضا. في النقاش في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، جرى الأسبوع الماضي قالت إنها مبدئيا مع وقف النار، ولكنها في نفس الوقت أعربت عن تحفظها من تطبيقه ومن الشكل الذي سيرى فيه العالم العربي هذه الخطوة.

ولكن صحيفة يديعوت، تشير إلى أن وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان يتبنيان مفهوما يقضي بأنه يوجد مجال لرفع سقف النشاط العسكري حيال غزة، وهذا سيكون أغلب الظن موقف باراك في مشاورات اليوم مع اولمرت ووزيرة الخارجية لفني. ليس احتلالات لأراضي على مدى زمن طويل بل ضربات عسكرية متواصلة: الكثير من سلاح الجو والنشاط البري المحيط في مناطق إطلاق الصواريخ.

هذا في وقت لا يؤمن رئيس المخابرات يوفال ديسكن بالتهدئة، وتقول يديعوت: quot;ولكن في نفس الوقت يتعين عليه أن يوفر أهدافا جيدة بما فيه الكفاية للجيش كي ينتصر في هذه الحربquot;، كما أن المخابرات الإسرائيلية اقل حزما بقليل. أما الجمهور الإسرائيلي، فتبين الاستطلاعات أنه يرى التهدئة لا تعتبر في نظره انجازا إلا إذا ادخل جلعاد شليت إلى الصيغة.

وميدانيًا، قتل ثلاثة من ناشطي كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) وأصيب خمسة آخرون اليوم الثلاثاء في قصف مدفعي استهدف مجموعتين للقسام شرق مدينة غزة. ومن جهتها أعلنت الكتائب أنها قصفت معبر نحل عوز ب 18 قذيفة هاون, رداً على quot;الاعتداءات الإسرائيليةquot;.