موسكو : قد يبدأ تطهير النظام من الفساد الذي وعد به الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إثر تنصيبه بمحاولة quot;تطهيرquot; مؤسسات القوة، على ما يبدو. وسيستحدث لهذا الغرض، كما أعلنت مصادر في الكرملين ووزارة الداخلية، منصب جديد ـ مساعد الرئيس الروسي في شؤون مكافحة الفساد. وإن مسودة المرسوم الرئاسي بهذا الشأن جاهزة، وقد يوقعها ميدفيديف قبل نهاية يونيو.

وسيركز المساعد الجديد لرئيس الدولة اهتمامه رسميا على قضايا الفساد في جهاز الدولة عموما، ولن يقتصر على هيئات حفظ النظام. أما عمليا سيقوم بالمرتبة الأولى، كما يعتقد الخبراء، بالتهيئة لتغييرات معينة في كوادر هيئة الأمن الفدرالية ووزارة الداخلية والهيئة الفدرالية للرقابة على المخدرات. ومن المفروض أن تقدم القوائم بأسماء المرتشين الجشعين في هذه المؤسسات إلى رئيس الدولة في وقتها، لتكون المسوغ لقرارات هامة بشأن الكوادر.

ومن المميز أن المرشح الرئيسي لمنصب مساعد ميدفيديف في مكافحة الفساد، حسب معلومات مصادر الكرملين، هو اللواء الحقوقي إيغور تسوكولوف الذي يترأس الآن مكافحة الإجرام الاقتصادي الدولي في لجنة التحقيق لوزارة الداخلية.

ويتعين على المساعد الجديد، مهما كان، مساعدة ميدفيديف على إنشاء هرم قوة، يخضع للرئيس الروسي الجديد، ويكون مسؤولا أمامه فقط. ومن المستبعد أن تجري هذه العملية بسرعة، إذ من المعروف أن ميدفيديف سياسي حذر. ولكن واقعة استحداث المنصب الجديد في هيكل الديوان الرئاسي، تدل بشكل جلي على أن الرئيس الروسي لا ينوى إرجاء حل قضية الرقابة على مؤسسات القوة. وبوسع حملة ميدفيديف لمكافحة الفساد أن تعطي ثمارها الأولى على اتجاه مؤسسات القوة بالذات. فإن إثارة عدد من القضايا الكبرى التي تفضح المرتشين والمختلسين ستمنح الرئيس الجديد، حسب رأي الخبراء، نقاطا لا في مجال تطهير الجهاز فحسب، بل وسياسية، مما يتيح تعزيز صفة الكرملين كمركز رئيسي للسلطة الفعلية في البلد.