شباب من المدينة يعيشون بالجبال خوفا من الاعتقال

قافلات بالمغرب ووقفة بمدريد تضمانا مع سكان سيدي إفني

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تستعد قافلات من مختلف المدن المغربية، صباح اليوم الأحد، إلى التوجه إلى مدينة سيدي إفني، حيث اندلعت، قبل أسابيع، مواجهات دامية بين السكان وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة أزيد من 50 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، فيما اعتقل 10 مواطنين، أطلق سراح سبعة منهم، في حين احتفظ بثلاثة لمحاكمتهم.

وتزامنا مع تحرك القافلة ينظم مغاربة أمام سفارة المملكة بالعاصمة الإسبانية مدريد احتجاجا quot;على ما تعرضت له جماهير سيدي إفنيquot;. وحسب ما أكدته مصادر حقوقية في المدينة، لـ quot;إيلافquot;، فإن عدد من شباب إفني ما زالوا يختبؤون في الجبال، خوفا من أن تعتقلهم السلطات الأمنية التي ما زال حوالي 1500 من أفرادها يتوزعون على شوارع المدينة.

ووجهت للموقوفين تهما منها quot;تنظيم مسيرات غير مرخص لها تخللتها أعمال شغب، وإضرام النار في سيارة المصلحة التابعة لقائد المقاطعة الحضرية الثانية بالمدينةquot;. وذكرت المصادر نفسها أن هذه القافلة هي الثانية من نوعها، مشيرة إلى أن الغرض منها هو التعبير عن التضامن المطلق مع السكان، الذين أكدوا أنهم تعرضوا لـ quot;العنفquot; على يد قوات الأمن.

وشكلت لجان تقصي حكومية وأخرى غير حكومية للوقوف على ما جرى في سيدي إفني، خاصة بعد تحدث البعض عن quot;تعرضهم للتعذيب، في حين أكدت نساء أنهن تعرضن للاغتصاب على يد رجال أمنquot;.

وجاء هذا بعد نقل الصحف وتداول حقوقيين شهادات، بالصوت والصورة، لمجموعة من المواطنين، الذين شكوا ما عانوه في السبت الأسود على يد قوات الأمن. وتعود أسباب الأحداث التي شهدها ميناء سيدي إيفني، حسب الرواية الرسمية، إلى مطالب تتعلق على الخصوص ببناء معمل لإنتاج السمك لامتصاص إشكالية البطالة، وكذا بالرغبة في أن ترتقي هذه المدينة إلى مرتبة إقليم، بهدف إطلاق دينامية للتنمية السوسيو-اقتصادية، على غرار الجهات الأخرى.

وهكذا، جاء تدخل قوات الأمن لإعادة حركة السير إلى طبيعتها بالميناء، الذي كان محاصرا من قبل مجموعة من المحتجين، إثر فشل الحوار بين السلطات المحلية وهؤلاء المحتجين، الذين عبروا بذلك عن عدم رضاهم عن نتائج القرعة التي جرت في 30 مايو (أيار) المنصرم لشغل ثمانية مناصب عمل شاغرة في قسم التنظيف بالبلدية.

وجرى تأطير العملية الإحتجاجية، حسب السلطات الأمنية، من قبل محمد الوهداني، وهو ناشط في quot;الكتابة المحلية لسيدي إيفني آيت باعمرانquot;، الذي نظم، في اليوم ذاته، quot;مسيرة احتجاجية شارك فيها عدد من الشباب العاطل بالمدينة، تلاها اعتصام نظم على بعد 300 متر من الباب الرئيسي لميناء المدينةquot;.

وعرقلت هذه العملية النشاط على مستوى هذه الأرضية البحرية، نظرا لإقامة متاريس على الطريق العمومية، حالت دون دخول أو خروج الشاحنات التي تنقل الأسماك. وأقام المتظاهرون، ابتداء من 31 مايو الماضي، ثلاث خيمات في موقع الوقفة الاحتجاجية،وإذا كانت هذه المبادرة الاحتجاجية شنت في الأصل من قبل ناشط، فقد انضمت إلى هذه الحركة أربع جمعيات محلية لصياغة مطالبهم، ملقين في ذلك بمسؤولية تفاقم ظاهرة البطالة بالمدينة على عاتق الجمعية المحلية للمستثمرين، التي لم تف، على حد قولهم، بوعودها المتعلقة بإنشاء وحدات للإنتاج بالمنطقة الصناعية الملحقة بالميناء.