كابول: سجل شهر يونيو/ حزيران الجاري أكبر حصيلة قتلى لقوات التحالف منذ بدء الحرب في أفغانستان عام 2001، بعد الإعلان عن مقتل ثلاثة جنود الخميس، وجندي رابع كان يشارك في دورية استطلاعية الجمعة، الأمر الذي يرفع حصيلة خسائر الشهر الحالي إلى 40 قتيلاً. ولم يحدد البيان الذي صدر عن الجيش الأميركي في أفغانستان طبيعة الهجوم أو جنسية الجندي القتيل، إلا أنه أشار إلى وقوع الحادث في منطقة غولستان، داخل ولاية فرح، مضيفاً أنه أسفر أيضاً عن جرح خمسة من قوات التحالف، إلى جانب جنديين أفغانيين.

وكنت قوات التحالف قد أعلنت الخميس أن ثلاثة جنود بالإضافة إلى مترجم، قُتلوا نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت بطريق مركبتهم العسكرية، بإقليم quot;وارداكquot; غربي العاصمة كابول، خلال مهمة قتالية. وذكر بيان للقوات الدولية إنه تم العثور على جثتي قتيلين في موقع الانفجار، بينما عُثر على أشلاء الجثتين الباقيتين في حقل قريب، بمنطقة quot;سيد أبادquot;، مشيراً إلى أن القوات الأفغانية وقوات التحالف يواصلون ملاحقة المهاجمين.

وتزايدت حدة الهجمات التي يشنها مسلحو حركة quot;طالبانquot; هذا العام، خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد قرابة سبع سنوات من إسقاط نظام الحركة quot;المتشددةquot;، في كابول. ومن بين قتلى التحالف في أفغانستان لهذا الشهر، 19 جندياً أميركياً، و11 بريطانياً، وكنديان، وواحد من كل من بولندا ورومانيا والمجر.

ولم يتم إعلان جنسيات الجنود الثلاثة الذين قُتلوا الخميس في وارداك، إضافة إلى جندي آخر قُتل في وقت سابق الأربعاء بإقليم هلمند. وهؤلاء القتلى كانوا إما يخدمون ضمن قوات التحالف، أو قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن بأفغانستان quot;إيسافquot;، التابعة لحلف شمال الأطلسي quot;الناتو.quot;

وكان ضابط رفيع بالجيش الأميركي قد حذر الثلاثاء، من تزايد الهجمات التي تستهدف القوات الدولية في أفغانستان، مشيراً إلى أن ارتفاع العمليات التي يشنّها المسلحون بمعدل 40 في المائة. وقال اللواء جيفري شلوسر إن الفترة الراهنة تشهد quot;ذروة الهجماتquot; ضد الجيش الأميركي وقوات quot;الناتوquot;، الأمر الذي يعكس تدهور الأوضاع في أفغانستان، بالتوازي مع انحسار معدلات العنف في العراق.

وعلّق وزير الدفاع، روبرت غيتس، على هذا الأمر بالقول إن السبب الأساسي لتزايد العمليات هو quot;تدفق المزيد من المقاتلين عبر المناطق الحدوديةquot; وذلك في إشارة إلى المناطق القبلية المضطربة في باكستان، والتي تنتشر فيها تنظيمات متشددة تؤيد حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة.

وتشير الأرقام الأميركية إلى أن المؤشر الأساسي لحجم اتساع دور المسلحين يتمثل في الإقبال على استخدام العبوات الناسفة التي تزرع على الطرق لاستهداف الآليات الدولية. فقد شهد عام 2007 انفجار 846 عبوة ناسفة من هذا النوع والعثور على 439، في حين أن العام الجاري شهد حتى الساعة انفجار 431 عبوة والعثور على 354.