بيروت: اليوم تنقضي مهلة الساعات الثماني والأربعين التي تحدث عنها الرئيس ميشال سليمان لتشكيل الحكومة وسط إستمرار التعثر في ولادتها، وبالأمس سلك ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وquot;حزب اللهquot; طريق الإقفال النهائي مع تصويت الحكومة الاسرائيلية لصالح اتمام عملية التبادل، في وقت لا يستبعد ان يسير ملف quot;مزارع شبعاquot; على خطاه بعد اعادة تفعيل البحث به في الاسابيع الماضية.

فبعد مداولات وسجالات استمرت أكثر من ست ساعات، أقرت الحكومة الإسرائيلية امس صفقة التبادل مع quot;حزب اللهquot;، بأكثرية 22 وزيراً في مقابل اعتراض ثلاثة هم الأقرب إلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت، على ان تنفذ خلال الايام المقبلة. واشارت المعلومات الى أن رئيس الأركان غابي أشكنازي كان حاسماً بإعلانه أنه قائد للجنود، أحياء كانوا أو أمواتا ويجب إعادتهم وفق هذه الصفقة التي لا بديل لها.

اما على الصعيد الحكومي، ففي حين اجرى الرئيس المكلف فؤاد السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية كان ابرزها مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط لعرض آخر التطورات في لبنان. علمت صحيفة quot;النهارquot; ليل امس ان حركة سياسية بارزة ستحصل اليوم في قصر بعبدا. وتردد في هذا المجال ان ثمة احتمالا لعقد لقاء للرئيس سليمان ووفد من قوى المعارضة لعرض ما آل اليه المأزق الحكومي على خلفية الدعوة التي اطلقها رئيس الجمهورية السبت للتعجيل في تأليف الحكومة.

واشارت صحيفة quot;الحياةquot; الى تكثيف الاتصالات بين قيادتي quot;حركة أملquot; و quot;حزب اللهquot; من جهة ومسؤولين في quot;التيار الوطني الحرquot; من جهة ثانية، في محاولة لإقناع عون بتسهيل مهمة تأليف الحكومة خصوصاً بعدما نجح بري في إقناع قيادات الأكثرية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالتخلي عن حقيبة الاتصالات لمصلحة quot;تكتل التغيير والإصلاحquot; باعتبار أن تجاوبهما يسمح بحل آخر العقد التي كانت تعقد ولادة الحكومة العتيدة. واشارت معلومات quot;النهارquot; الى اجتماع عقد ليل أمس في الرابية بين العماد عون وبعض معاونيه والوزير السابق سليمان فرنجيه وممثلين لـquot;حزب اللهquot;.

وعلمت الصحيفة ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سافر في زيارة وصفت بأنها خاصة تستمر أياماً، الامر الذي اوحى بان الامور مرشحة للجمود وقتا غير قصير، الا اذا حصل تطور جديد، وتردد ان المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل سيواصل الاتصالات في غيابه. وتجدر الاشارة الى أن رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بادر في الساعات الأخيرة بحسب quot;الحياةquot; الى إبلاغ حلفائه في قوى quot;14 آذارquot; ورئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري العائد فجر امس من المملكة العربية السعودية، أن إصرار عون على التمسك بعدد من الحقائب بات يحتم عليه إعادة النظر في تخليه عن وزارة الاتصالات. وعلمت quot;الحياةquot; ان بري أُحيط علماً بموقف جنبلاط الذي يتعاون وإياه على تذليل العقبات لتسريع اعلان الحكومة.

وقالت المصادر المواكبة للاتصالات لـ quot;الحياةquot; أن مجرد دخول سليمان على خط المفاوضات بعدما حدد 48 ساعة كآخر مهلة لتأليفها، يعني انه واثق من أن الاتصالات الجارية في الربع الساعة الأخير ستؤدي إلى انفراج على صعيد الإفراج عن التشكيلة الوزارية العتيدة، وإلا سيكون لديه بدائل في حال بقيت الأبواب موصدة في وجه البحث عن مخرج لإنهاء أزمة التأليف. وسألت المصادر عن البدائل التي يمكن للرئيس سليمان اللجوء إليها على رغم أنها سابقة لأوانها، وقالت هل يدفع بالتعاون مع السنيورة وبعد موافقة رئيس المجلس النواب نبيه بري، للإعلان عن التشكيلة المتفق في شأنها قبل أن ينقلب عون عليها على الرغم من ان الجميع اخذوا ببعض مطالبه، أم انه يقرر التوجه برسالة من البرلمان يضع فيها النقاط على الحروف ويدعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم، خصوصاً أن الدستور يجيز لرئيس الجمهورية مخاطبة البرلمان في اللحظات الحرجة والعصيبة؟

هذا، وقال مصدر بارز في quot;التيار الوطني الحرquot; لـquot;النهارquot; ان الامور وقفت عند سحب الرئيس السنيورة عرضه للعماد عون، فيما رفضه رئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; وسيرفضه مرة اخرى في حال تكراره. واكد ان العرض المقبول لدى العماد عون بعد الآن هو الحصول على حقيبة سيادية واخرى خدماتية اساسية وثالثة خدماتية ثانوية ورابعة عادية اضافة الى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وقال quot;نحن لسنا جامدين عند حقيبة سيادية معينة مع ان مطلبنا هو وزارة المال، ويمكن ان نقبل حقيبة سيادية اخرى. كما اننا لا نخوض معركة الحصول على حقيبة الاشغال الى جانب حقيبة الاتصالات، بل قلنا منذ اتفاق الدوحة اننا تسهيلا للامر نوسع الحقائب الخدماتية الى خمس اذا لم نحصل على حقيبة سيادية. ولدينا ورقة موقعة من الجامعة العربية في الدوحة تلحظ توسيع الحقائب السيادية الى خمس بعد اضافة حقيبة العدل الى الحقائب السيادية الاربع المعروفة. لكن الخلل حصل في عرض السنيورة الذي لم يحترم هذا الترتيب واكتشفنا عملية قضم جديدة لحقوقناquot;.

غير ان المصدر شدد على quot;اننا جاهزون لتداول عشرات الصيغ للحل شرط احترام التوزيع العادل ونحن منفتحون، ومستعجلون تشكيل الحكومة اكثر من الجميعquot;. واذ كشف ان اطرافا ثالثين اجروا امس quot;جس نبضquot; تلمسا لمخارج جديدة، خلص الى ان الجميع محكومون بمعاودة الاتصالات بحثا عن حل يتيح تأليف الحكومة quot;لاننا نريد توفير انطلاقة للعهد ولا نريد حصول اي انتكاسة لهquot;.

على الصعيد الامني، وفي وقت خيّم الهدوء الحذر على مناطق باب التبانة والقبة وجبل محسن في طرابلس وتخلله اشتباك ليلي بين منطقة المنكوبين وبعل محسن ليلاً نجح الجيش اللبناني بتطويقها سريعاً، تفاعلت امس حادثة صنين. فردّ quot;حزب الكتائبquot; على نفي quot;حزب اللهquot; وجود أي نقاط عسكرية له في جبل صنين والذي اتى بعد مرور سبعة ايام على طرح المشكلة. فأوضح ان quot;المسلحين الذين أطلقوا النار ومن ثم اختطفوا الشبان الاربعة العزل وحققوا معهم قالوا لهم بصراحة انهم quot;ينتمون الى المقاومةquot;، وجدد مطالبة الاجهزة الامنية بـ quot;التحرك بغية الانتشار وضبط الوضع ووقف التعديات في تلك المنطقةquot;.

وبالانتقال الى احداث طرابلس، ذكرت صحيفة quot;الحياةquot; معلومات ترددت أمس وفيها أن دمشق نجحت، وبناء للاتصالات الفرنسية الجارية معها تحضيراً لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس في 13 تموز المقبل، ومن خلال الضغط الذي مارسته على زعيم quot;الحزب العربي الديمقراطيquot; علي عيد في تأمين إجلاء العشرات من المقاتلين من خارج منطقة جبل محسن كانوا وفدوا إليها أثناء اندلاع المعارك. وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ quot;الحياةquot; ان التحضيرات الجارية بين دمشق وباريس استعداداً لزيارة الأسد لحضور القمة الأورو - متوسطية والتي يشارك على هامشها في الاحتفالات التي تقام في مناسبة العيد الوطني الفرنسي، يوم 14 تموز، تطرقت وبناء لرغبة الجانب الفرنسي الى دورة العنف التي تشهدها طرابلس، وضرورة العمل من اجل وقفها.

وأكدت المصادر نفسها ان دمشق أبدت استعداداً، للتدخل نافية ان يكون لها أي علاقة في تأجيج الصراع العسكري الذي اخذ يتسم بطابع مذهبي في الشمال وفي المناطق اللبنانية الأخرى، مشيرة الى ان تجاوبها تمثل في استدعاء مسؤولين في quot;الحزب العربي الديموقراطيquot; والطلب إليهم التعاون مع القوى الأمنية الشرعية اللبنانية في سعيها لتهدئة الوضع، إضافة الى طلبها إبعاد العشرات ممن وفدوا الى المنطقة من خارجها مع اندلاع الاشتباكات. واعتبرت ان تجاوب دمشق بهذا الشأن يأتي انطلاقاً من رغبتها في ايجاد المناخ المواتي لإنجاح زيارة الأسد إلى باريس التي تشكل أول خطوة على طريق إعادة تطبيع العلاقات الفرنسية - السورية التي تعثرت على خلفية اتهام باريس دمشق بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية.

الجريدة: إسرائيل وحزب الله تبادلا تقريرين عن الإيرانيين وآراد

الى ذلك قالت مصادر رفيعة المستوى في القدس لصحيفة quot;الجريدةquot; الكويتية ان عملية تبادل الأسرى بين اسرائيل وquot;حزب اللهquot; ستتم عند معبر الناقورة الفاصل بين دولتي اسرائيل ولبنان، وليس في ألمانيا أو في مطار رفيق الحريري الدولي.

وأضافت المصادر ان عملية التبادل ستشمل جثتي الأسيرين الاسرائيليين اللذين أكد أولمرت أمس وفاتهما في مقابل خمسة اسرى لبنانيين، على رأسهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، وعدداً من جثث مقاتلي quot;حزب اللهquot;. وكشفت ان الاتفاق بين اسرائيل وquot;حزب اللهquot; يتضمن تبادل تقارير مفصلة عن الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي اختفى في لبنان العام 1986وعن الدبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين اختفوا في العام 1982.

واللافت في التقريرين اللذين تبودلا ورود اسم النائب والوزير السابق ايلي حبيقة في كليهما، وحبيقة اغتيل في لبنان العام 2002. ووصفت هذه المصادر التقريرين بأنهما مفصلان معلوماتياً واستخباراتياً، وأن كل طرف روى ما يعرفه عن الحادثة التي يهتم بها الآخر.

وقال المصدر ان تقرير اسرائيل عن الايرانيين يذكر ان الدبلوماسيين الأربعة خُطفوا على يد ميليشيات quot;القوات اللبنانيةquot; المسيحية أثناء مرورهم في المنطقة التي كانت تسيطر عليها، وأن حبيقة أشرف على التحقيقات معهم، بصفته رئيسا لجهاز الأمن في تلك الميليشيات في ذلك الحين، ثم قتلوا ودفنوا في مكان تم انشاء مبنى عليه. أما تقرير quot;حزب اللهquot; عن آراد فيقول - حسب المصادر نفسها - ان حبيقة مرر آراد إلى السوريين الذين سلموه بدورهم الى الايرانيين، ويشير الحزب الى انه لا يعلم شيئا بعد هذه المرحلة.

وأفادت المصادر بأن الإسرائيليين طلبوا ان تكون عملية التبادل هي نهاية المطاف لعمليات الخطف المتبادلة، لكن quot;حزب اللهquot; لم يتعهد بذلك. وتوقعت ان تتم الصفقة في غضون اسبوعين، لتتزامن تقريبا مع ذكرى مرور سنتين على حرب تموز 2006، باعتبار أن هذا الموعد مناسب للطرفين. كذلك توقعت ان تفرج اسرائيل في وقت لاحق عن 12 أسيراً فلسطينيا، لكنها ستقول ان الخطوة هي لفتة في اتجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وليست في اتجاه quot;حزب اللهquot;.