واشنطن: انتقدت الولايات المتحدة وأوروبا بشدة قيام الحرس الثوري الإيراني بتجربة إطلاق صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى. ودعا الرئيس الأميركي جورج بوش ايران الى وقف تجاربها الصاروخية، وقال بيان للرئاسة الأميركية صدر أثناء قمة دول الثماني في هوكايدو اليابانية إن تجارب الصواريخ الإيرانية تخالف اتفاقات الأمم المتحدة.
ودعا المتحث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو طهران إلى السعي بجدية إلى quot; نيل ثقة العالمquot;. كما اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها لبلغاريا أن التجارب الصاروخية الإيرانية تبرر قيام بلادها بنشر منظومة الدرع الصاروخي في أوروبا وهي الخطط التي تعارضها موسكو.
ودعت رايس معارضي نظام الدرع الصاروخي إلى سؤوال الإيرانيين عن مدى الصواريخ التي قاموا بتجربتها في إشارة واضحة إلى روسيا. أما باراك أوباما المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة فقد اعتبر أن إيران تمثل تهديدا كبيرا وأكد ضرورة تعاون الولايات المتحدة مع حلفائها لتشديد الضغوط على طهران.
وقال المرشح الجمهوري جون ماكين فقد جدد دعمه لمشروع الدرع الصاروخي بهدف مواجهة quot; الصواريخ الإيرانيةquot;. وانضمنت إيطاليا وفرنسا وألمانيا إلى حملة الانتقادات الأميركية للتجربة الإيرانية، وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في تصريحات برام الله بالضفة الغربية quot; إن هذه الصواريخ خطيرة جدا ولهذا فمن مصلحة المجتمع الدولي وليس إسرائيل فقط وقف هذا التصعيد بشكل نهائيquot;. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية يمثلان خطرا كبيرا مشيرا إلى أن quot;إسرائيل لا تهدد إيرانquot;.
صواريخ إيران
وكان الحرس الثوري قد أجرى تجربة على إطلاق تسعة صواريخ ، وقالت قناة العالم التليفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية ان التجربة التي قام بها الحرس الثوري شملت صاروخ شهاب 3 المعدل، والقادرَ على حمل رؤوس حربية يبلغ وزنها طنا واحدا.
ويبلغ مدى الصاروخ ألفي كيلومتر مما قد يمكنه من الوصول الى إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة. يشار إلى أن بعض القواعد العسكرية الأميركية تقع على بعد مائتي كليومتر فقط من السواحل الإيرانية وتأتي التجربة غداة تصريح أدلى به مساعد للمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية قال فيه ان ايران ستستهدف اسرائيل والقوات الأميركية في الخليج ان هاجمتها الولايات المتحدة.
وقال قائد سلاح الجو بالحرس الثوري حسين سلامي إن آلاف الصواريخ جاهزة للإطلاق لضرب أهداف محددة سلفا. وقال في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانيةquot; نحذر الأعداء الذين يهددونا بمناورات وعمليات نفسية فارغة بأن أيدينا دائما على الزناد وصواريخنا جاهزة دائما للإطلاقquot;. أما وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد فارس فقد أكد في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية أن الصواريخ التي تمتلكها بلاده للأغراض الدفاعية و quot; خدمة السلام والاستقرار والأمن في المنطقةquot;.
سولانا
على صعيد آخر أكدت متحدثة باسم مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أنه سيجري قريبا محادثات مع مسؤولين إيرانيين لكنه لن يزور طهران. واكدت المتحدثة أنه لم يتحدد حتى الآن موعد ومكان المحادثات، وكان سولانا زار طهران الشهر الماضي لتقديم عرض الحوافز الجديد الذي اقترحته الدول الكبرى على طهران لإقناعها بالتخلي عن تخحصيب اليورانيوم.
وتسلم سولانا مؤخرا الرد الإيراني على العرض ولم يكشف عن مضمونه. ومن المتوقع عقد جولة المحادثات الجديدة في أي دولة أوبية كما تم في عدة جولات سابقة.
موسكو تؤكد استعداد ايران للتفاوض مع الدول الست الكبرى
من جهة اخرى، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي سرغي كيسلياك اليوم ان ايران quot;مستعدةquot; للتفاوض مع الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في محاولة لايجاد حل للمسالة النووية الايرانية.
ونقلت وكالة انترفاكس عن كيسلياك قوله ان quot;الاشارة التي تلقيناها من ايران، اذا تحدثنا عن جوهرها، فهو انها مستعدة للتفاوضquot;، ملمحا بان الرد على الاقتراحات التي عرضتها الدول الست على طهران في حزيران/يونيو، ايجابي. واضاف كيسلياك quot;الان سنرى الرد على تلك الاشارةquot;، مؤكدا quot;اليوم كل الشروط متوفرة للبدء بمحادثات جدية مع ايرانquot;. واكد quot;علينا ان نجلس الى طاولة المحادثات مع زملائنا الايرانيين وان ننظر في كافة الامكانياتquot;.
مسوؤل: أميركا لم تستنفد الوسائل الدبلوماسية مع ايران
إلى ذلكقال مسؤول أميركي رفيع يوم الاربعاء ان ادارة بوش لم تستنفد الوسائل الدبلوماسية من أجل اقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي.
وأضاف وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية وليام بيرنز للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الاميركي quot;نعتبر استخدام القوة خيارا مطروحا على الطاولة ولكنه خيار أخير.quot;
وتابع قوله quot;لا نعتقد أننا استنفدنا كل الاحتمالات الدبلوماسية.quot;
التعليقات