باريس، وكالات: إعتبرت الصحافة الفرنسية اليوم الإثنين إطلاق الإتحاد من أجل المتوسط quot;نجاحا أكيداquot;، معبرة في الوقت نفسه عن التشكيك حيال إستقبال الرئيس السوري بشار الأسد في هذه المناسبة في باريس.

وفي حين اتفق كتاب الافتتاحيات على الترحيب باطلاق الاتحاد من اجل المتوسط الذي وصفته صحيفة quot;لو موندquot; بانه quot;نجاح اكيدquot;، ذكرت صحيفة quot;ليبراسيونquot; (يسارية) بان جنودا فرنسيين وفي مناسبةالعرض العسكري في 14 تموز/يوليو quot;سيلقون التحية لبشار الاسد زعيم هذا النظام السوري الذي نحن على ثقة من انه فجر مبنى بكامله في بيروت ما ادى الى مقتل نحو ستين منهمquot;.

ورات صحيفة quot;لو ريبوبليكان لورينquot; الاقليمية ان quot;رهان دبلوماسية الاليزيه يرتكز على ادعاء مفاده ان من الضروري جدا +التحدث مع كل العالم+. سنعرف قريبا ما اذا كانت هذه الضربة السياسية مبررةquot;.

وسخرت صحيفة quot;صحيفة quot;لو ميدي ليبرquot; قائلة quot;ستطلق في الهواء في احتفال 14 تموز/يوليو الحالي اسهم نارية اكثر من المعتادquot;، في حين كتبت صحيفة quot;لا شارانت ليبرquot; ان نيكولا ساركوزي quot;لا يمكنه ان يتجاهل ان اعلانا جميلا لا يحمل بالضرورة مشهدا نوعياquot;.

وكان قال الأسد إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق سلام بين بلاده وإسرائيل قد يستغرق من ستة أشهر إلى سنتين، في حال كان الطرفان جادين بالفعل بإجراء مفاوضات مباشرة فيما بينهما. وقال الأسد، الذي تجري حاليا بلاده مفاوضات مع إسرائيل بوساطة تركية: quot;إن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل هو مسألة قد تحتاج من ستة أشهر إلى سنتين بحد أقصى، في حال كان الطرفان جادين للانخراط في محادثات مباشرة.quot;

وأضاف الرئيس السوري، الذي كان يتحدث عبر مترجم إلى القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي عبر مشاركته في القمة اليورو-متوسطية في باريس اليوم الأحد، أنه لا يمكن تجنب عملية السلام في الشرق الأوسط، لكنه لا يعتقد أن ذلك يمكن أن يتحقق حتى يتم انتخاب إدارة أمريكية جديدة.

وأردف الأسد قائلا: quot;لا خيار أمامنا سوى السلام.quot; واعتبر أن الإدارة الأمريكية الحالية في ظل الرئيس جورج دبليو بوش quot;لا تملك رؤية للسلام، كما تفتقر إلى الإرادة لدفع عملية السلام قدما إلى الأمام.quot;

إدارة جديدة

وقال الأسد إن أملا أكبر يحدوه بتحقيق السلام في المنطقة بعد انتخاب إدارة أمريكية جديدة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ودعا الأسد فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة إلى لعب دور راع للمفاوضات بين بلاده وإسرائيل عند الوصول إلى مرحلة المفاوضات المباشرة بين الجانبين بعد التوصل إلى أرضية مشتركة واستعادة الثقة بينهما.

الأزمة الإيرانية

من جانبه، كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أبدى بدوره استعداد بلاده لتقديم كل المساعدة الممكنة للتوصل لاتفاق سلام بين سورية وإسرائيل عند بدء المفاوضات المباشرة داعيا الأسد إلى المساعدة في إنهاء الأزمة بشأن الملف النووي الإيراني.

وكان ساركوزي قد استقبل الأسد في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس بعيد وصول الرئيس السوري إلى فرنسا في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام هي الأولى له إلى فرنسا بعد سنوات من التوتر بين البلدين عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري عام 2005. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدولية نيك شيلدز إن هذه الزيارة ينظر إليها باعتبارها كسرا للعزلة الدبلوماسية التي تعيشها سورية منذ عدة سنوات.