الياس توما من براغ : عكس لقاء الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس مع رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك ونائبه للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا ووزير الخارجية كارل شفارتسينبيرغ وجود خلاف عميق بين الطرفين الرئاسي والحكومي بشأن كيفية التعامل مع اتفاقية لشبونة التي تواصل برلمانات دول الاتحاد الأوربي المصادقة عليها فيما رفضت من قبل الناخبين الايرلنديين الأمر الذي يجعل هذه الاتفاقية حسب الرئيس التشيكي ميتة .

واعترف مدير مكتب الرئيس التشيكي ييرجي فييغيل بان أراء الرئيس كلاوس مع المسؤولين الحكوميين الذين التقاهم لبحث السياسة الخارجية لتشيكيا واولوياتها قبل تسلم براغ رئاسة الاتحاد الأوربي مطلع العام القادم كانت مختلفة بشكل كبير مشيرا إلى أن موقف الرئيس كلاوس من اتفاقية لشبونة لا يزال على حاله وهو رفض عملية الاستمرار في المصادقة على الاتفاقية بعد الرفض الايرلندي لها .

وعلى خلاف الموقف السلبي للرئيس كلاوس فان وزير الخارجية شفارتسنبيرغ يرى بان على البرلمان التشيكي المصادقة على الاتفاقية بعد بت المحكمة الدستورية بمدى تطابقها مع النظام القانوني التشيكي .وأضاف أنا على قناعة بأنه يتوجب علينا القيام بذلك فيما قال نائب رئيس الحكومة للشؤون الأوربية ألكسندر فوندرا بأنه من دون موافقة ايرلندا فان الاتفاقية لا يمكن لها أن تدخل حيز السريان .

وتابع أن الأمر لا يتعلق بنا كي ننصح ايرلندا ما الذي يتوجب عليها فعله مشيرا إلى أن عملية المصادقة على الاتفاقية في تشيكيا قد علقت الآن بانتظار بت المحكمة وان طريقا طويلة تنتظر عملية المصادقة عليها في بلاده على حد قوله .

وكانت الاتفاقية الإصلاحية الأوربية قد أعدت كبديل عن الدستور الأوربي الذي رفض من قبل الناخبين الفرنسيين والهولنديين غير أن ايرلندا عقدة القضية بسبب رفض الناخبين فيها في حزيران يونيو الماضي هذه الاتفاقية الأمر الذي يمنع دخول هذه الاتفاقية حسب قواعد الاتحاد الأوربي نفسه حيز السريان .

وعلى خلاف الرئيس التشيكي الذي رحب برفض الايرلنديين لها معتبرا ذلك انتصارا للحرية على مشاريع النخب الأوربية والبيروقراطية الأوربية فان ممثلي معظم دول الاتحاد الأوربي يرون بان من الضروري الاستمرار في عملية المصادقة على الوثيقة والبحث عن مخرج من الأزمة القائمة داخل الاتحاد عن طريق تنظيم استفتاء آخر في ايرلندا حسب الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي .

وبالصلة مع هذا الأمر سيتوجه الرئيس الفرنسي في 21 من هذا الشهر إلى ايرلندا للإطلاع على أسباب رفض الايرلنديين للاتفاقية والبحث عن حل للمشكلة القائمة الآن بوجه هذه الاتفاقية .وكان الايرلنديون قد رفضوا في عام 2001 اتفاقية نيس الخاصة بالاتحاد الأوربي غير أنهم وافقوا عليها في استفتاء آخر نفذ بعد عام ولذلك فان هذا السيناريو يبدو الأكثر ترجيحا لتجاوز المشكلة التي ادخل الايرلنديون الاتحاد الأوربي فيها .